دعت
أحزاب وشخصيات جزائرية معارضة الأربعاء، النظام الحاكم في البلاد إلى أخد العبرة والاقتداء بالتجربة
التونسية في تحقيق ما أسمته “انتقالا ديمقراطيا توافقيا”.
وتجاوزت تونس، الجارة الشرقية للجزائر، المرحلة الانتقالية بانتخاب أول رئيس بطريقة
ديمقراطية، التي كانت أخر محطة في المسار الانتقالي بتونس الذي بدأ بالإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي مطلع العام 2011.
وقال حزب حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في
الجزائر، في بيان: "ندعو النظام السياسي الجزائري إلى أخذ العبرة من الأشقاء التونسيين وتسهيل تحقيق الشرط الذي أنجح العلمية الانتخابية في تونس، وهو الهيئة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات وقبول مبادرة الطبقة السياسية لحوار جاد ومسؤول من أجل انتقال الجزائر إلى بلد ديمقراطي".
وتابع الحزب في بيانه "كما ندعو الشعب الجزائري إلى الالتفاف حول مطالب التغيير والإصلاح الذي يحفظ البلد من الويلات التي تتربص به اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا".
من جانبه قال علي بن فليس، وهو رئيس حكومة سابق، في بيان صادر عنه: "ينطوي التحول الديمقراطي في تونس الشقيقة على كثير من العبر والدروس النافعة بالنسبة لبلادنا".
بن فليس، الذي كان المنافس الأول للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات الرئاسة التي جرت في أبريل/ نيسان الماضي، أضاف "فلهذا التحول طابع نموذجي ومثالي حق فهو المثال الذي يجب الاقتداء به وهو مصدر الإلهام بالنسبة لكل من تحدوهم الإرادة الصادقة ويحركهم الواجب الوطني النزيه من أجل وضع بلدنا على طريق التجديد الديمقراطي الجامع والمنظم والتدريجي والمطمئن".
من ناحيته، قال حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية العلماني، في بيان له نشره موقعه الرسمي على الإنترنت: "تجربة جارتنا الشرقية تونس، تؤكد أن الانتقال الديمقراطي السلمي ممكن رغم التضييق والقمع الذي عانى منه لفترة طويلة المناضلين السياسيين والشعب بصورة عامة".
وتابع الحزب في بيانه أن "أي وفاق وطني ممكن هو ذلك الذي يبنى على معايير ديمقراطية في تسيير الانتخابات وفي تونس لولا الهيئة العليا للانتخابات ما كان لهذا المساران ينجح".
وينشط علي بن فليس وكل من حزبي حركة مجتمع السلم والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، تحت لواء تحالف معارض يسمى هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، تأسس شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، ويضم أحزابا وشخصيات مستقلة وأكاديميين من مختلف التيارات من أجل المطالبة بتغيير نظام الحكم .
ورفعت هذه الأحزاب من سقف مطالبها خلال الأسابيع الأخيرة بالدعوة لانتخابات مبكرة بسبب مرض الرئيس بوتفليقة، ويسبقها تنصيب هيئة مستقلة عن الحكومة تشرف على الانتخابات، وهو مطلب ترفضه الموالاة وتقول إن الرئيس يمارس مهامه بصفة عادية.
وفي أبريل/ نيسان 2013، تعرض الرئيس الجزائري لجلطة دماغية نقل على إثرها للعلاج بمستشفى فال دوغراس بباريس، وبعد عودته للبلاد في يوليو/ تموز من السنة نفسها مارس مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدا بدنيا بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أعلنت الاثنين الماضي، فوز السبسي (88 عاماً)، مرشح “نداء تونس″، برئاسة الجمهورية، إثر حصوله في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية على نسبة 55.68% من الأصوات مقابل 44.32% لمنافسه محمد المنصف المرزوقي (69 عاما)، المرشح المستقل والرئيس المنتهية ولايته.