دعا حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في
موريتانيا، الخميس، جميع أطراف المشهد السياسي في بلاده إلى الدخول في "حوار جاد من أجل الحفاظ على وحدة البلاد".
وأضاف محمد جميل ولد منصور رئيس الحزب، في مؤتمر صحفي نظمه الخميس بمقر حزبه بالعاصمة نواكشوط، تابعه مراسل وكالة الأناضول، إن الحوار "بات ضرورة ملحة لحسم المسائل الخلافية بالبلاد".
ولد منصور برر دعوته للحوار، رغم رفض حزبه وباقي أحزاب "المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة" الدعوات المتكررة للحوار التي صدرت من رئيس البلاد، محمد ولد عبد العزيز، في وقت سابق، بأن هذه الدعوات "لا تتم في أجواء مناسبة، كما تنقصها الجدية".
ولم يحدد ولد منصور موعدا للحوار أو آليات محددة له، لكن المعارضة الموريتانية تسعي لتحقيق ما يسميه بـ"مطلب التغيير الديمقراطي"، حسب بياناتها.
وقاطعت المعارضة ممثلة في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، الذي تأسس في آذار/ مارس 2014، الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في حزيران/ يونيو الماضي، بعد أن رفض النظام شروطه للانخراط فيها، أبرزها حياد الجيش والأجهزة الأمنية.
ويضم "المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة" قوى حزبية ومدنية من مختلف الاتجاهات (الإسلاميون واليسار، والمستقلون)، ويعتبر أهم قوة معارضة في وجه الرئيس الحالي.
وخلال المؤتمر الصحفي، تطرق ولد منصور، لموضوع اعتقال الناشط الحقوقي، بيرام ولد اعبيدي، المناهض للعبودية، مطالبا بإطلاق سراحه، والتعامل مع العبودية كواقع تجب معالجته بعيدا عن تطبيق سياسية "الهروب إلي الأمام"، حسب قوله.
وألقت السلطات الموريتانية القبض في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على بيرام ولد أعبيدي، رئيس حركة المبادرة الانعتاقية "إيرا"، وحقوقيين آخرين، بعد مواجهات بين عناصر من حركة "إيرا" وقوى الأمن الموريتاني بمدينة روصو (جنوب العاصمة نواكشوط)، إثر محاولة الحركة القيام بمسيرة مناهضة للعبودية غير مرخصة من جانب السلطات.
ويحاكم ولد أعبيدي بمدينة روصو، جنوبي البلاد، بتهم من بينها "التجمهر والتحريض على التجمهر وعصيان القوة العمومية".
و"إيرا" هي حركة حقوقية تأسست في العام 2011، وتهتم بشكل خاص بقضايا الأرقاء السابقين بموريتانيا ويرأسها بيرام ولد أعبيدي الحقوقي الموريتاني البارز (ينتمي لشريحة الأرقاء السابقين).