انتقلت النيران التي اندلعت، يومي الخميس والجمعة الماضيين، في ثلاثة صهاريج للنفط الخام بميناء
نفطي شرقي
ليبيا، إلى صهريجين آخرين، السبت، بعد أن فشل رجال الإطفاء في السيطرة على الحريق.
وقال مسؤول في قطاع النفط للأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن "النيران اشتعلت اليوم السبت في صهريجين جديدين، بعد أن كانت قد اشتعلت في وقت سابق من الخميس والجمعة في ثلاثة صهاريج نفط بميناء السدرة النفطي شرقي البلاد بسبب إصابتها بقذيفة صاروخية".
وسبب امتداد النيران إلى صهاريج أخرى، حسب المسؤول الليبي، "هو عدم تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق الذي انتقل من أول الخزانات إلى باقيها؛ بسبب استمرار الاشتباكات بين طرفي الصراع في البلاد".
وأكد المسؤول أن "السلطات الليبية تجري اتصالات مع دولة إيطاليا، لإرسال طائرات إطفاء متطورة، تعمل على إخماد الحريق قبل أن ينتقل إلى باقي الصهاريج في الميناء".
ويتألف ميناء السدرة، أحد أكبر مصادر النفط في البلاد (130 كم شرق مدينة سرت) من أربعة مرافئ مجهزة بسفن شحن نفطي، إضافة إلى 19 صهريجا بسعة تخزينية تصل لـ 6.2 مليون برميل من النفط الخام.
وحذر المسؤول من "وقوع كارثة بيئية وإنسانية، في حال عدم التمكن من السيطرة على الحريق الذي ينتشر بسرعة، بسبب قابلية النفط للاشتعال".
وتجدد القتال في المنطقة
الأربعاء،، بين قوات حرس المنشآت النفطية الموالية للواء خليفة حفتر، وقوات "الشروق" المكلفة من المؤتمر الوطني العام في طرابلس باسترجاع الصهاريج، إثر تقدم الأخيرة باتجاه ميناء السدرة، 70 كلم شرق سرت، أول المواقع النفطية بالهلال.
وتجدد القتال بعد يوم من منح قوات حرس المنشآت فرصة 72 ساعة للقوات الأخرى بسحب عناصرها إلى مدينة مصراتة، مهددة بـ"تكثيف الضربات الجوية في حال عدم الاستجابة".
وفيما تحدث الطرفان، عن إلحاق كل منهما بالآخر خسائر بشرية كبيرة، دون ذكر عددها، لم يتسن معرفة ذلك من قبل مصادر مستقلة.
وبحسب بيانات المؤسسة الوطنية للنفط، فإن القتال في
الهلال النفطي تسبب في تراجع الإنتاج النفطي الليبي إلى نحو 250 ألف برميل مقابل 800 ألف برميل قبل الأزمة.
ومنذ الهجوم الذي بدأته مليشيات
فجر ليبيا في 13 كانون الأول/ ديسمبر على منطقة الهلال النفطي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة على مرفأي السدرة وراس لانوف، اللذين كانا يصدران نحو 300 ألف برميل يوميا.
وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت، 500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس، تحوي المخزون الأكبر من النفط ،إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا.
وأوقفت المؤسسة العمل في المرفأين ما تسبب في تراجع إنتاج النفط إلى نحو 350 ألف برميل يوميا، مقابل 800 ألف برميل قبل اندلاع الأزمة.
وأطلقت ميليشيات فجر ليبيا على عملية زحفها مطلع الأسبوع الماضي باتجاه "الهلال النفطي" اسم "
عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية"، قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام، لكن قائدها طارق شنينة المصراتي قتل إثر غارة جوية عقب الهجوم.