أعلنت فصائل عسكرية، بعضها متحالف مع "
جيش الإسلام" ضمن "الجبهة الإسلامية"، أنها لم تشارك في الحملة ضد "
جيش الأمة" في
الغوطة الشرقية بريف دمشق، مؤكدة أن جيش الإسلام خرج بحملته هذه عن مظلة القضاء الموحد في المنطقة.
من جهته، قال الناشط الإعلامي "أبو جمال"، من الغوطة الشرقية، إن "حل جيش الأمة اليوم كان من أفضل الأخبار التي سمع بها أهل الغوطة لما عانوه من التجارة بالسلع والمخدرات والخطف وغيرها، ولكن حل المشكلة والطريقة التي اتخذها مجلس الشورى في "جيش الإسلام"، بعيداً عن القضاء الموحد في الغوطة الشرقية، وبعيدًا عن القيادة العسكرية الموحدة دون التنسيق مع أعضائها، فيه نوع من الأنانية، وكأن حل المشكلة يعنيه فقط دون غيره".
وأوضح أبو جمال في حديث لـ"عربي21" أهمية اتخاذ القضاء الموحد قرارات في مثل هذه الحالات، محذرا من أنه "لو فتح الباب لأي جماعة ترى في غيرها الكثير من العيوب والأخطاء، لأفنت كافة الفصائل بعضها في أرض الشام". وأضاف: "القضاء والشورى في أي مكان صمام أمان لكافة النزاعات والخلافات بين الإخوة في أرض الشام".
وأصدرت ثلاثة فصائل في الغوطة الشرقية، وهي "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و"فيلق الرحمن" و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، وهي تشارك في القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية، بيانا بخصوص العملية ضد جيش الأمة، وقالت إنها تدعم أي عمل ضد
الفساد، ولكن تحت مظلة القضاء الموحد، مشيرة إلى أنها لم تشارك في هذ العملية ضد "جيش الأمة".
وجاء في نص البيان: "نحن قيادة الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وقيادة فيلق الرحمن، وقيادة حركة أحرار الشام الإسلامية في الغوطة الشرقية، الأعضاء في القيادة العسكرية الموحدة للغوطة الشرقية، نؤكد أن القضاء على المفسدين هو واجب شرعي وثوري تحت مظلة المجلس القضائي الموحد في الغوطة الشرقية، الذي فوضته جميع الفصائل في الغوطة الشرقية، وأن ما يجري من أحداث في الغوطة الشرقية حالياً لم يكن لنا مشاركة فيه، ونحن نؤكد على استمرارنا في دعم المجلس القضائي للغوطة الشرقية لمحاربة الفساد والمفسدين".
بدوره، قال الناشط "أبو عماد"، وهو من أبناء الغوطة الشرقية، إن أغلبية أهالي الغوطة الشرقية كانوا ينتظرون مثل هذه العملية التي قام بها جيش الإسلام، ورأى أن مجموعات جيش الأمة فيها الكثير من الفاسدين وقطاع الطرق وتجار المخدرات، حيث إنهم يفرضون حصارا آخر على الغوطة الشرقية بممارساتهم، حسب قوله.
لكن أبو عماد أكد أنه من الخطأ تعميم الفساد على جيش الأمة، لوجود شباب منضبطين صالحين منضمين لصفوفه، وقال إن هؤلاء سلموا أنفسهم وسلاحهم لعناصر جيش الإسلام منعا لنشوب فتنة كبيرة، وتم التعامل معهم بطريقة لائقة ومحترمة، وهذا المنظر شاهده الكثير من سكان الغوطة، حسب وصف أبي عماد.
ووجهت انتقادات مماثلة في وقت سابق لفصائل أخرى، مثل جبهة النصرة التي اتهمت بالقيام بمعمل منفرد ضد جبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف في الشمال، ويقول نشطاء إن هذه العمليات المنفردة ضد فصائل أخرى مؤشر خطير يهدد بحرب فصائلية طويلة تبتعد عن الهدف الأصلي الذي حَمَل السوريون من أجله السلاح.
وجيش الأمة هو تجمع تشكل في أيلول/ سبتمبر الماضي، ويضم عشرة فصائل عسكرية في الغوطة الشرقية، بينها لواء شهداء
دوما الذي يقوده أحمد طه، المعروف باسم "أبو صبحي" الذي أصبح القائد العسكري للتجمع الجديد أيضا.
وخلال الأسابيع الماضية اغتيل عدد من قادة جيش الأمة، كما تعرض قائدها العام لمحاولة اغتيال أدت لمقتل ابنه.
وانضم جيش الأمة، الذي يصنف تحت مظلة الجيش الحر، للقيادة الموحدة للفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية الشهر الماضي.