وصل
السفير المغربي لدى
مصر، سعد العلمي، إلى الرباط، بالتزامن مع
التوتر الحاصل في العلاقات المغربية- المصرية، في وقت تراجع فيه ضاحي
خلفان تميم، نائب مدير شرطة دبي، عن حدة هجومه على الحكومة المغربية، معتبرا أن تغريدته في تويتر كانت توقعا لا أكثر، متحاشيا الرد على قيادات حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة.
وكشفت مصدر متطابق، لموقع "عربي21"، أن السفير المغربي المعتمد في مصر، سعد العلمي، قد عاد الاثنين إلى العاصمة المغربية الرباط، رافضة في نفس الوقت تحميل عودة السفير المغربي إلى الرباط، أية أبعاد، معتبرة أن هذه العودة روتينية ودورية تقوم بها وزارة الخارجية للسفراء المعتمدين بالخارج".
وشدد مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته، على أن الأمر يتعلق بعودة طبيعية ودورية هدفها التشاور، وليست استدعاء للسفير، لأن الفرق ليس فقط في التعبير بل بمضامينه أيضاً، لأن الاستدعاء يحمل مضمون الاستثناء، بخلاف الحقيقة.
واعترف المصدر، أن العودة رغم أنها تأتي في سياق يتزامن مع الأزمة غير المسبوقة بين الرباط ونظام عبد الفتاح السيسي، فإنه رفض ربط قرار العودة، بالتوتر الحاصل بين المغرب ومصر، معتبرا أنها روتينية ولا تدخل في إطار التصعيد الدبلوماسي من جانب المغرب.
وقال إن السفير سعد العلمي توجه إلى المغرب لالتزامات مرتبطة بعمل وزارة الخارجية، ولا تعني بأي شكل من الأشكال، توجها مغربيا للتصعيد، علما أن هناك بالفعل أسباب للأزمة الأخيرة، و"نحن نتمنى معالجتها بهدوء وهذا ما يتم بالفعل حاليا".
وتابع المصدر قائلا إن المغرب يتمنى بقاء المشكل الحاصل في حدوده الحالية، على أساس أن يتم التغلب عليه في الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن رد الفعل المغربي عليه أن يحقق النتائج المرجوة، ونحن أن يتحقق هذا في المدى القريب".
في حين تأتي عودة السفير محمد سعد العلمي إلى الرباط، بعد أيام فقط من اتهامه شخصا غير معروف بالتسبب في ما نشرته القناة الأولى والثانية عن مصر، وهدف ذلك هو الوقيعة، مؤكدا السفير في تصريحه للصحافة المصرية "لذلك علينا أن نتدارك ما وقع حفاظًا على العلاقات الطيبة التي تجمع بين البلدين، وينبغي الحذر من هذه المحاولات، وأن نتحرى الدقة وأن نراعي مشاعر الشعبين المصري والمغربي وأن يركز الإعلام على ما يفيد العلاقات وأن يعمل للحفاظ على متانة العلاقات ولا يسيء إليها".
في سياق متصل بالأزمة السياسية بين المغرب ومصر، تراجع نائب مدير شرطة دبي الإماراتية ضاحي خلفان تميم، خطوة إلى الوراء، حين رفض الرد على عبد العزيز أفتاتي برلماني حزب العدالة والتمنية، معتبرا أنه فقط صرح بتوقعاته بخصوص المستقبل، ولم يقصد الإساءة للمغرب.
وقال خلفان في تغريدات تفاعلية مع ردود المغاربة في تويتر، "بلغ السيد افتاتي. .أن سنة الحياة حزب يفوز وحزب يخسر .. أما التوقعات الشخصية فهي توقعات تحتمل الصح والخطأ، أما شتم وسب من برلماني عربي قد يشعر بخسارة حزبه فهذا أمر متوقع".
وأضاف: "ثم إنني قلت إن مسؤولا من الحزب أخبرني أنهم جاءوا في أعمار لا تمكنهم من تحقيق شئ ..هو قال لي وإن شاء الله لا أكذب عليه".
وأوضح خلفان أن "التوقعات عندي سنويا كل سنه جديدة أكتبها من قراءتي للأحداث لا نعلم الغيب..لكن الغنوشي وحزبه من توقعات العام وخسارة المرزوقي".
وشدد على أن ما نشره "توقع شخصي لأن الإخواني المغربي كان محبطا لشعوره بعدم النجاح.. على هذا الأساس بنيت توقعات.. هذا مؤشر.. والله أعلم، هي آراء شخصية تمثلني فقط ولا تمثل غيري، لكن بعض الناس الله يهديهم يغضبون، هي آراء تحتمل الصواب والخطأ".
ورفض خلفان وصف تغريدته بعلم الغيب، قائلا "قلت أتوقع، والعلم عند الله.. لأن بعض الإخوان المغاربة صرحوا لي بفشلهم، فقط توقعات البعض يحرمها والبعض يخشاها.. مجرد توقعات، أنا كالعادة سنويا أضع بأول كل عام توقعات من 30 سنة تقريبا"!!!
وسجل أن "المهم هو أن المغرب بلد عزيز جدا على نفسي، المغرب كل لا يتجزأ عندي، والصحراء أرض مغربية، وفشل حزب ليست جريمة هكذا الحياة الحزبية سقوط وصعود إلا إذا كان الإخوان شيئا غير ذلك. والتوقعات أمور اعتيادية".
تغريدات ضاحي خلفان، اعتبرها خالد شيات، أستاذ التعليم العالي والباحث في العلاقات الدولية، "تأخذ عدة أبعاد، فالرجل كان بالمغرب واستقبل من طرف رئيس الحكومة وهو في الواجهة الدعائية للاتجاه الجامد الرجعي فيما يخص الموقف من الثورات العربية الأخيرة التي رأت فيها دول الخليج تهديدا لوجودها السياسي ومنبعا لتغيير هي لا تستطيع احتواءه".
وقال خالد شيات، في تصريح لموقع "عربي21"، ان "تراجع خلفان أو تلطيفه من التصريحات قد تكون تعبيرا عن عدم التوافق التام مع التصور الرسمي".
وشدد على أن "خروج خلفان يدخل في التوجس من اتساع الدور السلبي لدول الخليج ليصل للمغرب باعتباره آخر معاقل التحول الديمقراطي الهادئ وهو ما يعني أن هناك إرادة لقتل أي توجه ديمقراطي بالمنطقة العربية خاصة عندما تحمل في أمواجها الاتجاه الإسلامي".
وأضاف شيات أن "الخطير فيه أنه يتجاوز المؤسسة الملكية بالمغرب التي تحمي هذا التوجه وتوجهه، وهو ما يوحي بكون المغرب والإمارات لا يتفقان في تصوراتهما المبدئية بل بالنظر إلى كونه كان قد صرح قبل انقلاب السيسي بكون مصر ستعرف هذا الانقلاب يعني أن الإمارات تخطط للانقلاب على الحكومة أو النظام ككل بالمغرب وهو أمر يخرج تصريح خلفان من دائرة البراءة ومستلزمات رد جازم من سلطات الإمارات التي تتبنى تصريحات هذا الرجل بسكوتها".
هذا وكان ضاحي خلفان قد غرد السبت على حسابه في تويتر، قائلا أن "خلال عام أو يزيد، سيسقط إخوان المغرب سقوطا مدويا"، وذلك في أعقاب هجوم إعلامي رسمي مغربي على نظام السيسي ووصفه بـ"الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب".