في استطلاع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول نسبة
القراءة بين
الشباب العربي وأسباب العزوف عنها، ونتيجة ذلك وأثره على مستوياتهم، طرح الشباب عدة مشاكل جوهرية تقلل من نسبة الإقبال على القراءة من الكُتب.
يقول الناشط المصري أحمد الدسوقي "في مصر هنا شوية أسباب أولها الارتباط الشرطي في أذهان ناس كتير أن اللي بيقرأ ده "الواد أبو نظارة اللي مابيخرجش ومابيتفسحش ومقفول على
الكتب وحياته كئيبة".
وأضاف الدسوقي لـ"عربي21" إن ما غيّر تلك النظرة عن الشباب المُثقف هو النمط الجديد من الروايات والذي انتشر بعد الثورة لكُتاب مثل أحمد مراد ومحمد صادق وعمرو الجندي. وقال الدسوقي "دول بكتبوا للمراهقين واللي عاوزين يقرأوا بس خايفين من الكتاب، وأغلب جمهورهم من البنات أو الشباب المراهقين".
وذكر الدسوقي أن الانشغال بالعمل في مصر يضيف خبرة تعوض عن مستوى التعليم الضعيف على حد تعبيره. وعن ما ما يُثني من شراء الكتب عند الشباب ذكر الدسوقي أن ارتفاع أسعارها غير المبررة عامل كبير في ذلك، إذ يقول الدسوقي لـ"عربي21" مُستنكرا "أنا اشتغلت فترة في سوق الكتب وأعلم أن صافي الربح يصل أحيانا إلى 50%!".
فيما قالت الناشطة الأردنية بسمة الحسن "إن نسبة القراءة بالنسبة للشباب العربي بشكل عام ليست سيئة ولكن تقتصر على قراءة الروايات والقصص". وأضافت الحسن لـ"عربي21" بأن بعض الكُتّاب يكون أسلوب كتابتهم غير جاذب، عدا عن افتقار التنوّع والإصدارات".
"وعزوف الشباب عن القراءة يؤدي لضعف شخصياتهم ولانتشار الجريمة وكثرة المشاكل" بحسب بسمة الحسن.
من جهتها قالت المعلمة الأردنية دنيا برغوث "إن أردنا التحدث عن النسبة فهي ليست "ضيئلة " أبدا.. لا نُعاني من عزوف في القراءة، لكن من عُزوف عن
ثقافة القراءة.. لماذا نقرأ؟ ولِمَنْ نقرأ؟ ولن أقول ماذا نقرأ لأن لكل منا اتجاهاته".
وتضيف برغوث لـ"عربي21" عن تأثير الشباب المثقف على المجتمع أننا "نواجه عزوفا فيما تنتجه العقول ما بعد القراءة، هناك عدد كبير يقرأ فقط لأجل القراءة ولا أقول أن هذا خاطئ، يحمل شيئا من الصواب لكن ما الفائدة إن قرأنا ولم نتغيّر ونغيّر؟ بمعنى "إنسان صالح لكن لا يعرف الإصلاح.. هو صالح لنفسه غير مصلحٍ لغيره!!"
وتؤمن برغوث أن القراءة تبني الروح والعقول والحضارات. ففي إحدى تجاربها مع طلابها أجبرتهم على قراءة رواية كجزء من علامة التقييم الأدائي، ولم تناقشهم في أحداث الرواية ولا لغتها وبنائها.. وفي تعليقها على هذه الخطوة تقول برغوث "عرضت لهم فيلما قصيرا عن القراءة كثقافة تبقى معنا، ثم سألتهم سؤالا عن هذا الفيلم وسؤال عن الرواية وكلها أسئلة تعتمد على رأي شخصي، فنحن بحاجة للفعل".
وفي سياق مُتصل بيّنت الناشطة الأردنية نور عبده أثر القراءة على الفرد قائلة إنها "مفتاح الدين والدنيا وهي الوسيلة العظمى التي توصلنا للغاية المنشودة، مهما تعددت وسائل التعليم تبقى القراءة هي الأولى والأهم ، فكأنها مادة الفجر التي يأتي معها النور لينير الدنيا ومن عليها".
وذكرت عبده لـ"عربي21" أن قلة
معرفة الفرد بقيمة القراءة وأنها ليست هواية كما أوهمنا الإعلام وبعض الساذجين بل ضرورة وحاجة أولية كما الطعام والشراب. وأكدت عبده على دور الوالدين في زرع أهمية القراءة في نفس أطفالهم. ووضحت أثر التعليم الذي فقد روح القراءة وتحول لوعاء "عبئ واسكب" فبات دون قيمة معنوية! وقالت إن دليل ذلك هو ضعف الإنفاق عليه إذ ينفق على التعليم أقل من 4% من الناتج القومي..
ما أدى إلى ظهور الأمية الفكرية والحضارية والتقدمية بين الشباب، وبدأت النظرة الساذجة الضعيفة تتفشى كما الأمراض، وبات الشاب لا يستطيع تركيب جمله ولا فك عبارة، وباتت اللغة في حاله إندثار إلا من بين جلود الكتب بحسب ما رأت نور عبده.
نِسب القراءة
وبحسب إحصائيات منشورة لكل من مؤسسة الفكر العربي والتقارير الثقافية العربية وتقارير إنمائية للأمم المتحدة عن العالم العربي والمكتبة المتنقلة ومؤسسة الشمس دوت كوم، وغيرها.
فإن معدل قراءة الفرد العربي ست دقائق سنويا، أو ربع صفحة من أحد الكتب. وما يطبع في العالم العربي مجتمعا 17 ألف كتاب في السنة. أما في سوق الكتاب العربي بيعا وشراء لا يتجاوز الـ4 ملايين دولار سنويا.
وكل 300 ألف من العرب يقرؤون كتابا واحدا سنويا. أي أن نصيب كل مليون عربي هو 30 كتابا في السنة.
وتقدّر نسبة الأمية في العالم العربي 35% و55% من النسبة المذكورة للنساء.
أما الكتب الأكثر مبيعا في معارض الكتب العربية، فغالبا ما تكون: كتب الأبراج، تعليم الطبخ، مذكرات وفضائح الفنانات والفنانين.