أثارت أحداث
اليمن المتسارعة، التي وصلت إلى سيطرة
الحوثيين على القصر الجمهوري في
صنعاء، وإجبار الرئيس عبد ربه هادي منصور على الموافقة على تعديل مسودة الدستور حفيظة الكثير من الدعاة، والمفكرين الإسلاميين، خاصة في دول
الخليج حيث أطلقوا تغريدات نارية تعليقاً على ما أسموه "سقوط اليمن بيد الحوثي".
وبالنظر إلى تغريدات الدعاة والمفكرين، التي رصدتها "عربي21" نجد أن الإسلاميين ألقوا اللوم على الحكومات الخليجية بتردي أحوال اليمن، عادّينها السبب الرئيس في تمكين الحوثي، الذي يعتدّ ذراع
إيران في المنطقة، وفق قولهم.
الداعية السعودي المعروف الشيخ سلمان العودة صرَّح في تغريدة له على صفحته الشخصية في موقع التوصل الاجتماعي "تويتر" بإلقاء اللوم على حكومة بلاده بسبب تحالفها مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي ثبت بالدليل القاطع تعاونه مع الحوثيين للسيطرة على البلاد.
وغرد العودة قائلا: "هل بدأنا نقطف الثمرة المرة لتخاذلنا وضياع بوصلتنا وخطأ تحالفاتنا؟"، ثم أتبع التغريدة بوضع هاشتاج "
#اليمن_سقطت_بيد_الحوثي".
بدروه سخر المفكر الإسلامي الكويتي عبدالله النفيسي من الحكومات الخليجية، حيث قال: "اكتشف وزراء (التعاون) أن ما حدث في صنعاء (انقلابا). ياله من موقف باهت وماسخ ومخزٍ يكشف عن عجز وتخلٍ عن مواجهة التمدد الإيراني في جزيرة العرب"، معتبراً أن ما حدث بصنعاء هو "رد إيراني على خفض أسعار النفط والبقيه في الطريق"، وفق تعبيره.
ولخص المفكر والداعية الكويتي حامد العلي المجريات التي تحدث في اليمن على طريقته، بتغريدة قال فيها : "إيران تزوجت اليمن زواج متعة، ودول الخليج حضور يشاهدون العرس، ويسألون لمن، ومتى النكاح القادم؟!".
تغريدة العلي التي لاقت انتشاراً واسعاً، أضاف عليها مواطنه الداعية محمد العوضي مغرداً: "عفواً، بل الأرجح أن يكون اغتصابا جماعيا"، وفق تعبيره.
وفي تغريدة طغى عليها الحزن، قال الداعية السعودي عوض القرني: "يا حكومات الخليج، لقد حذرتكم كثيرا من الحوثيين، ونصحت لكم، ولكن لا تحبون الناصحين"
ووجه القرني تساؤلاً افتراضياً، حيث غرد: "سؤال افتراضي، هل ستصمت دول العرب لو دخل الزنداني السنّي قصر صنعاء الجمهوري بانتخابات سلمية نزيهة، كصمتهم لاجتياح الحوثي المسلح له وقتله للحرس؟".
يشار إلى أن عددا كبيرا من الدعاة الإسلاميين في الخليج، خاصة في السعودية، حذروا حكوماتهم من خطورة السكوت عن تمدد الحوثيين المدعومين من إيران، وضرورة دعم أي مشروع يمني يوقف الجماعة التي يردد مقاتلوها دائماً شعار "أشتي (أريد) حقي مو خايف، من صلالة للطايف"، في إشارة إلى نظرتهم البعيدة التي تتضمن احتلال السعودية وعُمان، وبقية دول الخليج.