حذر جهاز الإمداد الطبي التابع لوزارة الصحة بحكومة الإنقاذ الوطني الليبية من حدوث كارثة إنسانية تهدد القطاع الصحي في البلاد، مطالبا الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لتفادي حدوث ما هو أسوأ.
قال خالد اشتيوي رئيس جهاز الإمداد الطبي المكلف من حكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس في تصريح خص به "عربي21": "هناك نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب عدم اعتماد مخصصات جهاز الإمداد لميزانية سنة 2014، الأمر الذي أخر بحث الاعتمادات المالية خاصة في بعض الأدوية التخصصية كأدوية التخدير وأدوية الأورام وأدوية أمراض الكلى ومشغلات الغسيل الكلوي".
وأكد اشتيوي "أن الجهاز يعمل على مستوى المدن الليبية بشكل شبه طبيعي، ونفاد الأدوية من المخازن يشمل كل المناطق والمدن، والكميات البسيطة الموجودة لدى الجهاز توزع على كل المدن حسب الاحتياجات".
وأضاف "أن الجهاز التقى بلجنة الصحة في المؤتمر الوطني العام قبل أيام، موضحا لهم الصعوبات التي تواجه الجهاز، وأكدوا لنا أنه خلال أسبوع سيكون هناك اجتماع طارئ بالخصوص".
وأوضح اشتيوي: "من المفترض اعتماد مخصصات الجهاز لسنة 2014، ويخصص لسنة 2015 م اعتمادات أخرى"، وأضاف: "تقدر ميزانية الجهاز المخصصة من وزارة الصحة لعام 2014 بمليار و400 ألف دينار، خصص منها 700 مليون وصرف منها 590 مليون فقط".
وطالب رئيس جهاز الإمداد الطبي، كإجراء أولي للوضع الراهن 100 مليون لتوفير الاحتياجات الأساسية نظرا لوضع الميزانية الليبية حاليا، حسب وصفه.
ويذكر أن جهاز الإمداد الطبي يتكون من أربعة فروع: فرع
طرابلس للمنطقة الغربية، وفرع مصراتة للوسطى: وثالث في بنغازي للمنطقة الشرقية، ورابع في فزان للجنوبية.
ويشار إلى أن رئيس جهاز الإمداد الطبي السابق، طاهر علي عبدالسلام، خطف لأسباب مجهولة، ولم يعرف مصيره حتى الآن.
صمت لبعثة الأمم المتحدة
ومن جانب آخر استنكرت منظمة التضامن لحقوق الإنسان، في بيان لها، ما وصفته بصمت البعثة حيال عدم اتخاذ أي إجراءات عملية خلال
الأشهر الثمانية، منذ بداية العمليات العسكرية في مدينة بنغازي، التي استهدفت مرافق المدنية وأحياء سكنية، وتسببت في تهجير أكثر من 20 ألف أسرة من سكان المدينة، وإحداث أضرار بالغة في البنية التحتية لبعض المناطق.
و أكد البيان أن "أكثر المرافق التي تعرضت للأضرار هي تلك التي تقوم بخدمات صحية أساسية، فقد تم تدمير مخازن الأدوية والمعدات الطبية في غارات جوية منذ بداية العمليات العسكرية، ومن أصل ستة مستشفيات رئيسية في بنغازي، ثلاثة منها مغلقة، والباقي تعاني من نقص الكوادر الطبية بسبب الظروف الأمنية ونقص الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية".
و طالبت منظمة التضامن بعثة الأمم المتحدة للدعم في
ليبيا بالتحرك العاجل لفتح ممرات آمنة لوصول الأدوية والمستلزمات الطبية التي تحتاجها المراكز الطبية في المدينة بصورة عاجلة، لافتة إلى استلام البعثة تقارير وقوائم تتعلق بهذه الاحتياجات والأضرار في مطلع شهر ديسمبر من العام الماضي.
و أشار البيان إلى أن وضع الخدمات الصحية في بنغازي حرج للغاية، وحياة سكان المدينة ليست بأقل أهمية من المؤسسات السيادية، كمصرف ليبيا المركزي الذي استنكرت البعثة محاولة اقتحامه، وفق البيان.