قالت الطبيبة هدى الشامي أخصائية في مركز "الرحمة" لمعالجة الأورام وأمراض الدم، إن أمراضا جديدة بدأت بالانتشار في ريف دمشق الشرقي المحاصر، كأمراض أورام الدم التي يعود تفشيها إلى نقص المناعة والعامل النفسي ونقص الغذاء، مبينة أن
التلوث البيئي بفعل القصف والقذائف سبب أساسي أيضا.
وبينت الشامي في حديث لـ"عربي21"، أن المركز الطبي سجل خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر قرابة 32 حالة من
أمراض الدم داخل
الغوطة الشرقية، بينها 16 طفلا، أي قرابة 50 في المئة من الإصابات.
وأضافت أن أمراض الدم الأكثر شيوعاً في الغوطة هما اللوكيميا والليمفوما، مشيرة إلى أن مرضى الليمفوما يحققون نسبة شفاء جيدة، بينما الخطورة في علاج مرضى اللوكيميا، لأنها تدخل في عدة مراحل علاجية، وتحتاج لصادات نوعية وغرف عزل خاصة.
وكان قد ظهر قبل نحو شهرين لأول مرة في
سوريا مرض "النغف" بين أطفال الغوطة الشرقية، وهو مرض مداري ينتشر عن طريق الذباب. ويرجع انتشار مرض الدودة الحلزونية (النغف) إلى تدهور النظام الصحي ومستوى نقاء مياه الشرب.
ونشرت "الهيئة السورية للإعلام" في جنوب سوريا تسجيلا مصورا على مواقع التواصل الاجتماعي، لطفلة يتم استخراج العديد من الديدان من رأسها، وقالت إنه تم تصويره في منطقة دوما بالغوطة الشرقية التي يسيطر عليها الثوار بريف دمشق، حيث استقرت هذه الديدان في جروح في رأس الطفلة، بسبب قلة العناية بالجروح ووصول مياه ملوثة إلى المنطقة المصابة، وتُركت الإصابة دون تعقيم عرضة لحشرات نقلت بيوضها لتعشش في جلدة الرأس.
وقالت الطبيبة إن هذه الديدان لا تنبع من الجسم، ولا يوجد في جسم الإنسان مصدر لها، وإنما هي بيوض لديدان تنتقل عبر المياه الملوثة، وخلال أسبوع من وقت الإباضة تنضج اليرقات و تتحول إلى ديدان ثم إلى ذبابة.
ويحدث مرض "النغف" عندما تصيب اليرقات الطائرة الجروح المفتوحة، وتشمل التدابير الوقائية استخدام المبيدات الحشرية لقتل الذباب وغسل الملابس في الماء الساخن أو كيها، وهي إجراءات صعبة في المناطق التي تعاني نقصا في المبيدات الحشرية والكهرباء والصابون.
وتعاني المراكز والنقاط الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب الثوار نقصا في المستلزمات الطبية والأجهزة المخبرية لإجراء التحليلات الطبية المناسبة، إضافة إلى انقطاع دائم في الكهرباء وعدم توفر المحروقات، فضلا عن نقص العاملين في السلك الطبي، حيث تتم الاستعانة بكوادر لا علاقة لها بالطب، حيث يجري تدريبهم تدريجيا، بسبب مقتل العديد من الطواقم الطبية أثناء عمليات الإسعاف أو هجرة البعض منهم.