سجلت الأيام الأخيرة تصاعداً حاداً في وتيرة الاشتباكات بين مقاتلي "
الدولة الإسلامية" والثوار في الريف الشمالي لحلب، وعلى عدة محاور في محيط مدينة مارع، إحدى أكبر معاقل الثوار في الريف الشمالي، بالتوازي مع التقدم الأخير التي حققه الثوار على التخوم الشمالية لمدينة
حلب في المواجهات مع قوات النظام السوري.
ويأتي ذلك بعد الخسارة التي مني بها التنظيم في مدينة عين العرب (كوباني)، إثر إعلان وحدات الحماية الشعبية الكردية بسط سيطرتها على كامل المدينة هناك.
وأعلنت الفصائل المقاتلة عن تدمير ثلاث سيارات "بيك آب" كان يستخدمها عناصر "الدولة" أثناء محاولتهم التسلل باتجاه قرية العدية المتاخمة لمدينة صوران التي باتت تشكل خط الدفاع الأول ضد امتداد "الدولة" باتجاه مدينة اعزاز الاستراتيجية، كونها تضم المعبر الحدودي الوحيد مع تركيا المتبقي في يد الثوار في محافظة حلب، وسط أنباء تتحدث عن قتلى في صفوف الجانبين.
وبحسب مراقبين، يحاول عناصر "الدولة" عبر عمليات التسلل الليلية الأخيرة البحث عن خاصرة رخوة، ومن ثم العمل على استكمال السيطرة على الشريط الحدودي وإغلاق طرق إمداد الثوار في حلب عبر
الحدود التركية.
في موازاة ذلك، عززت "
الجبهة الشامية"، وهي تحالف يضم القوى الكبرى في حلب بينها "
الجبهة الإسلامية"، صفوف قواتها المتواجدة في جبهات الريف الشمالي، وأعلنت عن تزويد قواتها المتواجدة في مدينة صوران بالسلاح الثقيل وبأعداد كبيرة من المقاتلين، تحسباً لأي تحركات مفاجئة قد يقوم بها عناصر "الدولة الإسلامية".
وتعليقاً على ذلك، كشف المسؤول الإعلامي في "الجبهة الشامية" حسين ناصر، في حديث لـ"عربي21"، عن تخصيص 500 مقاتل من قوات "الجبهة الشامية" كقوات مساندة جاهزة للتحرك في حال استدعت الحاجة، مشيرا إلى أن وتيرة الاشتباكات في حالة تصاعد مستمر، وأن "التنظيم يدفع بكل قوته لتحقيق اختراق في هذه الجبهات".
ووصف ناصر المعارك التي تدور بـ"الطاحنة"، مؤكداً على استخدام الطرفين للسلاح الثقيل والمتوسط. وحذر من تصاعد دراماتيكي في كثافة المعارك بعد انسحاب مقاتلي "الدولة" من عين العرب (كوباني).
ووفق مصادر محلية، فإن عناصر "الدولة" يحاولون تشتيت جهود الثوار، عبر التحركات التي يقومون بها على أكثر من محور على طول خط الجبهة المتطاول جغرافياً، من خلال القصف العشوائي الذي يقومون به على المدن والقرى التي تقع على طول خط الجبهة.