نشرت مجلة "أتلانتك منثلي" تقريرا حول إطلاق سراح صحافي
الجزيرة الإنجليزية بيتر
غريستي، المحكوم عليه بالسجن سبع سنوات، وقد تقرر ترحيله الأحد، بعد أن قضى في السجن 13 شهرا.
ويشير التقرير إلى أن الأسترالي غريستي، الذي عمل سابقا في "بي بي سي" عاد إلى بلده عبر قبرص يوم الأحد، ولم تصدر السلطات
المصرية أي توضيح بشأن إطلاق سراحه، ويتوقع إطلاق سراح زميله محمد فهمي، الكندي الجنسية من أصل مصري، قريبا.
وتبين المجلة أنه بالنسبة لغريستي فإن الترحيل ينهي قصة مأساوية بدأت في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2013، حيث اعتقل بدعوى أنه ينشر تقارير كاذبة، ولكن سجنه لم يكن حالة فريدة، فبالإضافة لفهمي وعشرة صحافيين آخرين، كان غريستي واحدا من عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، خلال فترة 18 شهرا، هي فترة حكم
السيسي، الجنرال الذي انقلب على الرئيس محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013، ومنذ ذلك الحين فإن المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن أودت بحيات 2500 شخص. كما يقدر بأن هناك 16 ألف إلى 21 ألف معتقل سياسي.
ويلفت التقرير إلى أن الصحافيين الأجانب في مصر لم يتعرضوا لأي أذى، مع العلم أنه لا توجد في البلاد حرية إعلام تذكر.
وتستدرك المجلة بأن قناة الجزيرة قد أغضبت السيسي بتغطيتها لانقلابه على مرسي. والقناة تبث وتمول من قطر، البلد الخليجي الذي أيد نظام مرسي. وكان إغلاق الجزيرة لقناة متخصصة في مصر، على ما يبدو، هو ما حفز لإطلاق سراح غريستي.
ويذكر التقرير أن السيسي يستمر في الوقت ذاته في حملته الشرسة ضد الإخوان. وقد أدت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، الذين تجمعوا يوم الأحد الماضي في ذكرى الثورة، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، إلى مقتل 20 واعتقال أكثر من 500.
وتفيد المجلة بأن السيسي قد اتهم الإخوان المسلمين، بتفجيرات يوم الخميس، التي قتلت 30 جنديا في شمال سيناء، بالرغم من أن تنظيما محليا على علاقة بتنظيم الدولة أصدر بيانا يعلن مسؤوليته عن الهجوم.
ويجد التقرير أنه بالرغم من هذه الانتهاكات، إلا أن الغرب يبدو راضيا عن السيسي على الأقل في الوقت الحاضر. وقد سافر الرئيس إلى منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، وشجب الإرهاب، خلال الكلمة التي ألقاها في المنتدى، والتي لقيت ترحيبا من الحاضرين.
وقد علق محرر الشؤون الخارجية في صحيفة "فايننشال تايمز" جدعون راخمان على الاستقبال الحميم الذي لقيه السيسي في المنتدى، بأنه إشارة إلى نهاية دعم المجتمع الدولي للديمقراطية في مصر، بحسب المجلة.
وتختم "أتلانتك منثلي" تقريرها بالإشارة إلى ما قاله راخمان: "شعرت بأن تلك كانت اللحظة التي هجر فيها الغرب مغازلته بين الفترة والأخرى لفكرة التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، والعودة إلى المعادلة القديمة، وهي الاعتماد على زعيم عربي قوي يوفر استقرارا قصير الأمد، ويقمع الإسلاميين".