هددت مليشيا "الحشد الشعبي" الشيعية باجتياح قرية نهر الإمام التابعة لمنطقة الهارونية في شمال المقدادية بمحافظة ديالى، متوعدة الأهالي بتكرار مجزرة قرية "بروانة" التي ارتكبتها الأسبوع الماضي.
وكان 78 مدنيا عراقيا على الأقل من السنّة قد قتلوا في "بروانة" الأسبوع الماضي، واختطف العشرات على يد
الميليشيات، بحجة أن مسلحين مطلوبين من "الدولة الإسلامية" موجودون في المنطقة، الأمر الذي ينفيه السكان.
وقال أحد سكان قرية نهر الإمام في حديث لـ"عربي21": "إن الميليشيات طالبت عبر مكبرات صوت المساجد القريبة أهالي القرية بإخلائها ومغادرتها خلال ساعات، حتى لا يضطروا لارتكاب مجازر جديدة تستهدف الأبرياء".
وأضاف أنهم "خيرونا بين تسليم الأشخاص المطلوبين من عناصر الدولة الذين لا نعرف أصلا من هم ولم نرهم، أو القتل، أو الخروج من دون حمل أي مقتنيات أو أثاث"، متوعدين من تم إبلاغهم بمجزرة لا تبقي ولا تذر.
ولا تزال محافظة ديالى تتعرض لحملات منظمة من عمليات قتل وتهجير على أساس طائفي، ولم تتراجع حدتها على الرغم من الإدانات والاستنكارات لمنظمات حقوق الإنسان الدولية والعراقية.
بدروه، قال شاهد عيان آخر إن أعدادا كبيرة من العائلات بدأت بالنزوح من القرية بعد تعرضها للقصف بقذائف الهاون، تمهيدا لدخول المليشيات إليها.
وكان عدد من شيوخ وجهاء القرية قد بعثوا عدة رسائل الى المليشيات، طالبوا فيها بإجراء مفاوضات، من بين بنودها تفتيش القرية، والبحث عن العناصر المطلوبة، شرط إبقاء العائلات في منازلها، وتجنب عمليات الحرق والسرقة والنهب والقتل في حال دخلت الميليشيات، لأن أهالي ديالى ذاقوا الويلات من هذه الميليشيات.
وأكد مصدر في حديث لـ"عربي21" أن المفاوضات تعثرت بسبب تهديد المليشيات، وإصرارها على "غزو" قرية "نهر الإمام" تحت مسميات وحجج واهية، وهي أن مطلوبين موجودون في القرية.