أجمع سياسيون ودبلوماسيون
مصريون أن العلاقات المصرية
السعودية ستسير نحو التغيير وإن كان بطيئا، مشيرين إلى أن فريق الملك سلمان بن عبد العزيز يميل لاحتواء الإخوان وعودة التقارب مع تركيا وأمريكا.
ويرى دبلوماسيون غربيون بحسب صحيفة الشروق المصرية، أن خيارات الحكم الجديد في الرياض لا تتوافق مع تفضيلات القاهرة، في حين أن دبلوماسيا سعوديا رأى أن موجبات الصداقة مع مصر تتطلب حماية استقرارها وليس حماية نظام بعينه.
الدبلوماسي المصري الذي رفض الكشف عن اسمه، قال إنه يعتقد أن السياسة السعودية "لن تتغير بسرعة على الأقل". في المقابل، قال دبلوماسي آخر إن رحيل الملك عبد الله يمثل "ضربة ليست بالهيّنة لمصر" بالنظر للدعم المالي والسياسي الكبير الذى قدمه العاهل السعودي الراحل لعملية انتقال السلطة في مصر، موضحا أن مثار القلق المصري تجاه الحكم السعودي الجديد لا "يتعلق بالعاهل السعودي الجديد في شخصه، بل في الطاقم الذى سيعمل به ومعه".
وتتفق آراء الدبلوماسيين الذين تحدثوا لـ"الشروق" على أن الطاقم الجديد الذى يعاون الملك سلمان بن عبد العزير يختلف في مواقفه إزاء الوضع السياسي في مصر، وأن هناك أعضاء في الطاقم الجديد متأثرون إلى حد ما بالأفكار التي يتبناها الإسلام السياسي وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها القاهرة بصورة رسمية "إرهابية".
ويرى الدبلوماسيون الثلاثة الذين عمل أحدهم في السعودية، أن الأغلبية في الفريق المساعد للملك سلمان تبدو مقتنعة بضرورة صياغة تفاهمات مع معسكر الإسلام السياسي، شريطة الحصول على تنازلات من جانب هذا المعسكر بدلا من الدخول في حرب مفتوحة معه. وفي كل الأحوال، وبحسب إقرار هؤلاء الدبلوماسيين، فإن الفريق الذين كان يسعى خلال عهد الملك عبدالله إلى القضاء المبرم على الإخوان قد ابتعد عن مشهد صناعة القرار.
وقال مصدر سعودي إن السياسة الخارجية للمملكة، وخصوصا تجاه دول الجوار وفي مقدمتها مصر، لم تشهد تغييرا بعد رحيل الملك عبدالله بن عبد العزيز، مشيرا إلى العمل المشترك بين القاهرة والرياض في التحضير للمؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في منتصف آذار/ مارس المقبل لدعم مصر والذي كان الملك عبدالله قد دعا إليه قبل رحيله. وأوضح المصدر أنه على المستوى الرسمي لم يصدر عن المملكة ما يشير إلى تغيير هذه السياسة، خصوصا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تولى الحكم قبل نحو أسبوعين، وهناك انشغالات بترتيب البيت السعودي من الداخل.
دبلوماسيون غربيون في الشرق الأوسط حذروا من تعقيدات مستقبلية قد تطرأ على علاقات القاهرة والرياض خلال الشهور المقبلة، بسبب مجمل خيارات السياسة الخارجية للحكم الجديد في السعودية التي تسعى حتما لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة واستقطاب العواصم الغربية الرئيسة، إلى جانب تركيا، في مواجهة سياسية مختلفة ستكون مع إيران العدو التقليدي لآل سعود.
في الوقت نفسه، يتحدث دبلوماسيون عرب عن حالة مزاجية مختلفة بدأت تسود في الرياض مع تولي سلمان الحكم، تستهدف تضييق الخلافات العربية، سواء على الساحة الخليجية بما في ذلك قطر أم على النطاق العربي ككل، بما في ذلك سوريا التي يقول دبلوماسي إقليمي مطلع، بحسب "الشروق"، إن نظامها الحاكم الذي كان في حالة عداء مستحكم مع العاهل السابق بعث بإشارات غير مباشرة لإبداء حسن النية تجاه العاهل الجديد، في انتظار إيماءة من الرياض ستتجه بدمشق للإعراب العلني عن حسن النوايا تجاه القادم الجديد للحكم.
وبحسب دبلوماسي مصري متابع للعلاقات السعودية الأمريكية، فإن قرار الخارجية الأمريكية الإعلان عن لقاء أخير جمع بعضا من مسؤوليها في واشنطن ببعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لا يمكن قراءته بعيدا عن التغييرات التي طرأت في الرياض، خصوصا أن هناك لقاءات مماثلة عديدة أجرتها واشنطن مع إسلاميين مصريين دون إعلان. ويقول حكومي مصري إن ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح
السيسي عن عزمه بناء جامعة لـ"تخليد اسم الملك عبد الله" الذى كان السيسي قد وصفه سابقا بـ"كبير العرب" إنما تهدف لطمأنة الرياض إزاء التقدير المصري للدور السعودي في دعم القاهرة.