استطاعت
الفتاة الجامعية رزان
المومني من العاصمة الأردنية عمان استقطاب 16 ألف متابع على موقع "الإنستجرام"، بعد أن عكفت على نشر طريقة ارتدائها للحجاب "
التوربان"، من خلال مقاطع فيديو قصيرة.
و"التوربان"، آخر صرعات "
حجاب الموضة"، ويعني بالعربية العمامة، وهي موضة استوحاها مصممو أزياء من عمامة طائفة السيخ في الهند، وهي عبارة عن غطاء للرأس يغطي الشعر و يظهر الرقبة والأذنين خارجاً عن المألوف بالحجاب التقليدي أو الشرعي.
الطالبة رزان المومني التي باتت صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي مزاراً للباحثات عن الموضة، ترى في حجاب التوربان وسيلة للمحافظة على الموضة، وفي الوقت نفسه تعتبر نفسها مرتدية للحجاب كونها لم تكن محجبة في الماضي"، وترى في الحجاب الشرعي أنه قد يزيد في عمرها.
ولا تنكر أنها باتت ملفته للأنظار أكثر مما سبق بطريقة ارتداء حجاب الموضة، إذ تتلقى العديد من التعليقات المؤيدة والمعارضة لهذا النوع من الحجاب غير الشرعي، ومع ذلك حصدت آلاف المعجبين، الذين يسألونها يومياً عن طريقة ارتداء أشكال الحجاب الجديدة.
وتقدم المومني يومياً نصائح من خلال مقاطع فيديو قصيرة عبر موقع " الإنستجرام"، تبين كيفية ارتداء "التوربان" حيث تقول إنها " تتقن 15 طريقة جديدة لارتداء هذا النوع من الحجاب، تنشرها يومياً في حسابها الذي يحمل اسم “ROZA.JO” .
وتتابع قائلة "تعلمت وضع الشال في البداية ثم بدأت بتطوير أفكاري الخاصة بارتداء حجاب التوربان، وهي موضة اعتمدتها دور عرض كبيرة مثل ديور وشانيل، وبدأت أنشر صوري بالتوربان على موقع الإنستجرام، لأحصد الآلاف من التعليقات من فتيات يرغبن بتعلم ارتدائه و طريقة ميكاجي، مشيرة إلى أنها تتلقى الشكر الآن بعد أن أصبح لها متابعين، منوهة إلى أنها باتت تهتم بالموضة بشكل أكبر".
وسُجل أول ظهور لموضة العمامة أو " التوربان" في سبعينيات القرن الماضي عندما ارتدتها النجمة صوفيا لورين، لتعود وتظهر من جديد، فيما تعتبر الشيخة موزة ملكة قطر من أبرز من ارتداها، ليعكف المصممون العرب على إدخالها كغطاء رأس في الحفلات والمناسبات، لتصبح فيما بعد موضة الحجاب المنتشرة خصوصاً في مصر.
وحول نظرة المجتمع الأردني المحافظ تقول المومني لـ "عربي21" : "إنها حرية شخصية كما أن أغلب الفتيات من الشعب الأردني لا يرتدين الحجاب الشرعي، لذا انأ لا أريد أن ألبس كما يريد المجتمع ".
مصممون خاصون بالتوربان
ويلجأ مصممو أزياء لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصاً " الإنستجرام" والفيس بوك" والواتس أب" لجذب الفتيات المحجبات، من خلال عرض منتجاتهم من "حجاب التوربان"، إذ اعتادت هديل البس من سكان العاصمة عمان على ارتداء حجاب التوربان، بعد أن تختار التصميم الذي يناسبها وإرساله لصاحب محل للإكسسوارات والألبسة عن طريق الواتس أب، ليلبي لها طلبها خلال مدة أقصاها أسبوع.
تقول البس لـ "عربي 21": "إنها كانت ترتدي حجاب التوربان في المناسبات والأفراح في البداية، لتقوم فيما بعد بشراء كمية كبيرة منه، مبررة ذلك "بسهولة ارتدائه كالقبعة، بالإضافة لجمالية هذا الحجاب"، مؤكدة أنها تقوم بارتداء ملابس مناسبة لتغطية كامل الرأس.
أما عن الأسعار فتقول البس: "إنها تتراوح بين 10 دولارات إلى 18 دولاراً للتوربان الواحد، وذلك حسب نوع القماش أو الزخرفات المضافة إليه".
ويتلقى أحمد جودة صاحب محل للإكسسوارات يومياً عشرات الطلبات عبر تطبيق الواتس أب من فتيات يرغبن بتصميم حجاب توربان خاص بهن.
وقال لـ"عربي21": "إن الإقبال كبير جداً على حجاب الوربان، حيث كانت فكرة حجاب العمامة حكراً في الماضي على الحفلات، إلا أنه انتشر بشكل يومي بعد تصميمه بأشكال مختلفة وأسعار لا تختلف عن الحجاب العادي".
وتتنافس دول عديدة على تصدير الحجاب للوطن العربي من أشهرها تركيا، إذ يعتبر الحجاب التركي المصنوع من أقمشة الكتان والليجرا والساتان والقطن، من أكثرها ارتفاعاً في الأسعار ليأتي بعده مباشرة الحجاب المستورد من سوريا، أو ما يعرف بـ "حجاب الأميرة" وهو أقرب للحجاب الشرعي، بينما يعتبر الحجاب المستورد من الصين هو الأرخص، إذ يتراوح سعره من دولارين ونصف إلى ثلاثة دولارات لدخول مواد صناعية في إنتاجه كالبوليستر.
مخالف لشروط الحجاب الشرعي
يرى أهل الفقه والشريعة أن حجاب الموضة يخالف مواصفات وشروط الحجاب الشرعي، حيث يكون الحجاب الشرعي ساتراً، ولا يكون شفافاً، ولا يكون زينة، كأن يكون مزخرفاً أو ملوناً بألوان ملفتة أو منقوشاً بخيوط فضية أو ذهبية أو غيرها.
فقد اعتبر أستاذ الشريعة في جامعة عجلون الوطنية محمد القضاة في حديث لـ "عربي21" أن حجاب الموضة بشكله الحالي، مخالف للشريعة خصوصاً إذا ما أظهر أجزاء من الجسم، باستثناء الوجه والكفين، مبيناً أن شروط الحجاب الشرعي يجب أن يكون كاملاً وألا يكون رقيقاً، ولا يصف الجسم وألا يكون ضيقاً".
وحول المواءمة بين الحجاب والموضة، قال القضاة: "الحجاب هو نفسه جميل بمواصفاته الشرعية، ناهيك عن أن العبادات ليست على مزاج الشخص".
من ناحيته، رأى المفتي العام للمملكة نوح علي سلمان، في فتوى له على موقع دائرة الإفتاء، حول الحجاب الملون، قال فيها إن من شروط اللباس الشرعي ألا يلفت الأنظار، أي لا يكون ثوب شهرة، والاحتياط أفضل، والتستر مطلوب، ولفت النظر مظنة الفتنة".
إلا أن أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية مجد الدين خمش، يرجو من الفقه والتفسيرات الدينية "عدم التركيز على هذه الأشياء غير المهمة، والتركيز على ضرورة اكتساب المسلم أخلاقيات الدين؛ كإتقان العمل، والمسؤولية الاجتماعية نحو الآخرين، وعدم الغش".
المهم لدى خمش هو "جوهر الإنسان المتدين الحقيقي الذي يملك أخلاقيات الدين، التي قد تحقق للعرب والمسلمين دخول العصر والتنافس مع الأمم الأخرى، وتحقيق التنمية والقضاء على الفقر والبطالة".
يشار إلى أنه دخلت تغييرات عديدة على الحجاب الشرعي على مر السنوات، بعد انتشار وسائل الإعلام، وتأثر طريقة ارتداء الحجاب في البلدان العربية بطريقة ارتداء الحجاب في إيران، الذي يوضع على الرأس دون ربطه، كما تأثرت الدول العربية بالحجاب التركي الذي يطغى عليه الألوان الزاهية ويمتاز بقصر طوله .