قال الأكاديمي والنائب في البرلمان
اليمني، منصور
الزنداني، إن "هناك من القوى السياسية في البلاد، ما زالت تعتقد أن حل المشكلة اليمنية سيأتي من أطراف إقليمية ودولية أو من قبل الأمم المتحدة".
ووصف ذلك بأنه "وهم سياسي، كان سببا في وصول الحالة اليمنية إلى ما هي عليه الآن، وتحديدا أن الأطراف الدولية سارعت إلى الهروب من صنعاء، وأغلقت سفاراتها بمبرر أن البلاد مقبلة على حرب أهلية، ستكون نتائجها كارثية على مستقبل اليمنيين"، مضيفا أن "ما يجري اليوم على أرض العراق وسوريا وليبيا وما قد تؤول إليه الأوضاع في اليمن نتيجة منطقية لهذا الوهم".
وأكد النائب في البرلمان اليمني في حديث خاص لـ"
عربي21" أنّ "
المجتمع الدولي الذي أشرف على المرحلة الانتقالية، تنصل من تعهداته بمساعدة الشعب اليمني بالانتقال السلمي من خلال المبادرات والمؤتمرات والقرارات الأممية، طوال الثلاث السنوات الماضية، رغم أنه كان سببا رئيسيا في النتائج التي وصلت إليها البلاد".
هروب جماعي
وأوضح ممثل حزب الإصلاح اليمني في البرلمان أن "الهروب الجماعي لأشقاء وأصدقاء اليمن، يجعل اليمنيين أمام امتحان حقيقي، وليس أمام القوى السياسية إلا التحرك بسرعة لإيقاف الانهيار المحتم لبلدهم، عبر بناء حالة من الثقة مع بعضها البعض، للحفاظ على ماتبقى من مؤسسات الدولة، وإيقاف دعوات التحارب، وتهيئة الأجواء أمام الجيش اليمني لاستعادة دوره الوطني".
ودعا الأكاديمي اليمني "كافة القوى اليمنية إلى تقديم التنازلات والابتعاد عن تعظيم المصالح الحزبية والفئوية، والمناطقية، لصالح الهوية الوطنية الجامعة، التي تنطلق من المبادئ التي لايمكن تجاوزها"، على حد قوله.
ووفقا للزنداني، فإن تلك المبادئ هي "الإسلام عقيدة وشريعة، والتمسك بالوحدة الوطنية، والنظام الجمهوري، فضلا عن ترسيخ قيم الديمقراطية والشورى على الواقع".
وذكر النائب الزنداني أن "ما يحتاجه اليمنيون في الفترة الحاسمة، هي الإرادة السياسية التي لا تخشى إلا الله سبحانه وتعالى، وعدم الارتهان للحلول القادمة من الخارج، التي هي في الأساس بعيدة كل البعد عن الهوية اليمنية، وأهداف وطموحات الشعب اليمني".
وطالب الزنداني الفرقاء السياسيين "بضرورة إثبات مصداقيتهم على الأرض، من خلال تجسيد الشراكة بين جميع فئات الشعب اليمني، والذهاب نحو مصالحة وطنية، ومن يرفض مثل هذا التوجه فهو لاشك، طرف لا يحترم ما يقوله، ولن يثق به الشعب اليمني الذي سيكون الحارس الأمين لأمن واستقرار البلاد".
كارثة التدخلات الخارجية
وقال الزنداني وهو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة صنعاء، في حديث مطوّل لــ"
عربي21" إن "التدخلات الخارجية سواء "إقليمية أو دولية" سوف تعمل على خلخلة الصف الوطني، لأنها لا يهمها إلا مصالحها، التي لاشك ستكون على حساب مصالح الشعب اليمني، فضلاً عن كونها تريد نقل خلافاتها وصراعاتها العسكرية والسياسة والاقتصادية وحتى الأيدولوجية إلى اليمن، لتكون دماء اليمنيين وانهيار دولتهم الوطنية ثمنا لتلك الصراعات"، على حد قوله.
وبيّن عضو مجلس النواب اليمني أنه "لا مناص أمام اليمنيين إلا التحرر من التبعية للخارج، وتجاوز النفوذ الأجنبي، الذي يعمل حاليا على تغذية الصراع بين أبناء اليمن حماية لمصالحه"، داعيا القوى السياسية إلى "إدراك أنهم مسؤولون أمام الله والشعب، وأمام ضمائرهم. يجب أن يحموا مصالح الوطن العليا، وتقديمها على مصالح الخارج الإقليمي والدولي".
وأشار إلى أن "الواقعية السياسية هي القانون الذي تتعاطى معه الدبلوماسية العالمية بكافة أدواتها، أما المثالية السياسية في العلاقات الدولية هي أداة لا مكان لها في عرف القوى الدولية، حتى وإن آمنت بها شعوب تلك الدول، وما يجسد تلك المثالية ماحدث في السودان وأفغانستان والصومال، تحت يافطة تحقيق الأمن والاستقرار، الذي جعل أراضي تلك الدول مسرحا لقوات حفظ السلام الأممية، وتدخلات حلف الناتو العسكري، ناهيك عن التعاون من بعض الدول الإقليمية المجاورة".
تلاعب المجتمع الدولي
واستدل الزنداني بأن "ما يجسد تلاعب المجتمع الدولي في الملف اليمني، هو تصريح مستشار الرئيس اليمني المستقيل عن الحوثيين، صالح الصماد، أن الإعلان الدستوري الذي أصدرته جماعته، جاء بالاتفاق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال
بن عمر".
وردا على سؤال "لماذا تراجع النائب الزنداني عن دعوته التي وجهها في السابق إلى رحيل السفير الأمريكي لدى صنعاء ماثيوتولر، وكذلك المبعوث الأمم جمال بنعمر؟"، أجاب: "أنهما لم يستخدما مهمتهما الدبلوماسية بمهنية ووفقا للقانون الدولي، وباتا غير محايدين، لاسيما السفير الأمريكي الذي خالف القواعد الدبلوماسية وتعامل بمزاجية.
غير أنه نفى مطالبته بإغلاق السفارات، "لأنها ستضر بمصالح اليمنيين".