أبرزت الصحف التركية الصادرة صباح اليوم الاثنين، قضية
اغتصاب وإحراق فتاة جامعية في محافظة مرسين التركية من قبل سائق باص. واستعرضت الصحف ردود الفعل المختلفة من أوساط تركية عدة على خلفية الجريمة التي وقعت بحق الفتاة التركية، لافتة إلى أن الحكومة التركية كان لها موقف واضح من القضية أيضا.
وأوردت الصحف ردود الفعل التركية حول مقتل الشباب المسلمين في أمريكا، وأبرزت موقف الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان الذي عبّر عن غضبه مما حصل في أمريكا من صمت حكومي وإعلامي وتعتيم، في ردّ فعل مشابه عبر موقفه الذي شهده مؤتمر "دافوس" حين عبر الرئيس أردوغان عن غضبه من جرائم إسرائيل في فلسطين.
وأوردت الصحف، مقارنات بين الهجوم الذي حصل على "شارلي إيبدو" في باريس، والهجوم الذي استهدف الشبان المسلمين في أمريكا، في محاولة لتوضيح العلاقة بين الإرهاب والأديان وعلاقة الضحايا بكل ذلك.
اغتصاب وإحراق فتاة تركية.. تفاصيل مثيرة وردود فعل تعم البلاد
تناقلت الصحف التركية خبر حادثة الفتاة التركية "أوزكه جان أصلان" (20 عاماً)، التي لقيت حتفها بطريقة وحشية، على يد سائق حافلة ركاب صغيرة، حاول اغتصابها في منطقة "طرسوس"، التابعة لولاية مرسين، جنوب
تركيا.
ونشرت الصحف، تفاصيل مقتل الفتاة الجامعية، التي عثر على جثمانها، بعد غياب ثلاثة أيام، لافتة إلى أن الفتاة ركبت الباص مع صديقتها عقب خروجهما من الجامعة الموجودة بمدينة مرسين جنوب تركيا، وبعد فترة بقيت الفتاة بمفردها مع السائق، فغير السائق طريقه، لتشعر الفتاة بشيء مخيف، فتحاول الهرب والصياح، إلا أنها لم تفلح.
وذكرت الصحف أنه في مكان ناءٍ حاول السائق اغتصابها، إلا أنها لم تستسلم، موجهة غاز الفلفل الحار في وجه السائق، وحاولت النيل منه بأظافر يدها، فانهال عليها طعنا بسكين في أنحاء متفرقة من جسدها، ثم انهال عليها بضربة بآلة حديدية على رأسها، أدت لوفاتها في الحال.
وحول ردود الفعل التي حصلت بعد الجريمة في تركيا ذكرت الصحف أن مناطق رئيسة من مدينة إسطنبول، ومعظم المدن التركية الأخرى، شهدت مسيرات تضامنية مع الفتاة. وحمل المتضامنون والمتضامنات، لافتات أعربوا من خلالها عن تضامنهم مع الضحية، ومواصلتهم النضال حتى القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، مطالبين بإنزال أشد العقوبات بحق مرتكب تلك الجريمة، وإعادة النظر في إلغاء عقوبة الإعدام من القانون التركي، في بدايات العقد الماضي.
ونقلت الصحف استنكار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، وبشدة، الجريمة التي راحت ضحيتها "أصلان"، متمنيًا من القضاء إنزال أشد العقوبات بمرتكب تلك الجريمة المريعة. وقال في كلمة ألقاها بولاية أنطاليا، غرب تركيا: "لقد أجريت اتصالًا هاتفيًا مع والدة الضحية، السيدة الفاضلة (صونكول خانم)، وقدمت لها تعازيّ الحارة، وأبلغتها بأننا بصدد بذل قصارى الجهود لمنع تكرار مثل تلك الحوادث، وأننا سنطلق اسم ابنتنا (أوزكه جان أصلان) على أحد المراكز الرياضية الكبيرة، التي سيتم افتتاحها في ولاية أنطاليا، لكي نحيي ذكراها، ونحفظها في ذاكرتنا، ونكسر الأيدي التي تمتد لتمارس العنف ضد المرأة".
وتورد الصحف موقف رئيس الشؤون الدينية في الجمهورية التركية محمد كورماز، الذي استغرب فيه من وحشية الروح التي تكمن داخل الشخص الذي قام بارتكاب تلك الجريمة الشنيعة، وقال: "علينا كدولة ومجتمع، إعادة النظر في نظام التربية الذي ننتهجه، وتحديد الأخطاء التي وقعنا فيها وتوضيح ماهيتها".
استهداف "شارلي إيبدو" ومقتل المسلمين في أمريكا.. أي علاقة؟
يرى نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية"، الكاتب في صحيفة "يني شفق" ياسين أكتاي، أنه إذا أراد العالم أن يفهم الحساسية ضد الإرهاب، وعملية استهداف "شارلي إيبدو" في باريس، فإن عليه أولا أن يفهم ما حدث في أمريكا من خلال جريمة قتل المسلمين الثلاثة.
ويلفت أكتاي إلى أن المشهد الأول لم يكن إرهابا مسلما، والأخير لم يكن إرهابا مسيحيا. وإن أراد المتابعون أن يفسروا ما يجري وما جرى، فعليهم أولا أن يفسروا ويفهموا ما حدث في جريمة استهداف وقتل المسلمين في أمريكا الأسبوع الماضي.
ويفيد أكتاي بأن الخطر الذي حصل في أمريكا، لم يفهم تداعياته إلا المسلمون المقيمون هناك، ومع ذلك فإن 500 شخص شاركوا بكل نظام وهدوء في مراسم التشييع والصلاة مطبقين تعاليم دينهم التي تحث على آداب الجنازة والصلاة عليها.. فلم يتشاجر أحد في المراسم، ولم يعلُ صوتهم، ولم يكبّروا، ولم يصلوا على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بصوت مرتفع، وذلك تأدبا منهم مع الجنازة التي يحثهم دينهم الإسلامي على تطبيقها في مثل هذه المواقف.
وعن موقف الرئيس الأمريكي من جريمة قتل الشبان في بلاده، فإن أكتاي يرى أن أوباما لم يفهم تداعيات الحادث ومجرياته الخطرة إلا بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أدلى بها في المكسيك معبرًا عن استغرابه عن صمت الرئيس الأمريكي، فقال: "مثير جداً أن أوباما لم يصرح بشيء ولم يتكلم حول ما حدث من قتل ثلاثة مسلمين في بلاده!". وتساءل قائلاً: "أين أنت يا أوباما؟ أين أنت يا رئيس أمريكا؟". ونادى أردوغان قائلاً: "أين أنت يا وزير الخارجية؟ أين أنت يا بايدن؟". وأردف أردوغان قائلاً: "إذا صمتم يا زعماء أمريكا عما حدث في بلادكم، فسيصمت بصمتكم زعماء العالم على ما جرى وبسبب موقفكم!". هذا وترحم الرئيس التركي على أرواح الشباب المغدور بهم في أمريكا، ولعن قاتليهم.
وعن الجرائم ضد الإنسانية في مختلف دول العالم يلفت أكتاي إلى أن المسلمين يقتلون ويشردون في مختلف دول العالم بسبب أسلحة وسياسات الدول المناهضة للإسلام. ففي العراق وبعد احتلاله من قبل أمريكا قتل مليون شخص. وفي الوقت الذي حصل فيه هجوم "شارلي إيبدو" في باريس قتل أكثر من 200 شخص في نيجيريا بأسلحة أنتجت في الغرب.
ويذكر أكتاي أنه وفي سوريا وحدها، وبالتزامن مع هجوم باريس، فإن مئات السوريين قتلوا في أسلحة النظام السوري الذي صمت العالم عن جرائمه.
أردوغان لـ أوباما: ون منت!
يرى الصحفي فاروك كوسا في مقال له بصحيفة "يني عقد" أن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهير في مؤتمر دافوس الذي قال فيه لرئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريز، معبرًا عن غضبه لوقوع ضحايا في فلسطين كانت قد تسببت إسرائيل بمقتلهم: "ون منت" ( أي دقيقة واحدة.. تمهل).. أصبح موقفا مخلدا في التاريخ وستذكره الأجيال لأردوغان.
ويلفت الصحفي في مقاله إلى أنه يتوجب علينا فهم موقف الرئيس التركي، ومصطلحه الذي خاطب به الرئيس الإسرائيلي مناهضا ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من انتهاكات ضد حقوق الإنسان الذي قال فيه: مهلا.. مهلا.. أنتم قتلتم الأطفال في غزة وفلسطين.
ويذكر الصحفي بأن أردوغان وفي زيارته الأخيرة إلى أمريكا اللاتينية أعاد الموقف ذاته، ولكن هذه المرة صرح فيه غاضبا لمقتل الشبان المسلمين في أمريكا، فقال للرئيس الأمريكي وبذات الطريقة التي خاطب بها الرئيس الإسرائيلي سابقا "ون منت"، معبراً عن استغرابه من موقف الرئيس الأمريكي: "مثير جداً أن أوباما لم يصرح ولم يتكلم حول ما حدث من قتل ثلاثة مسلمين في بلاده!". وتساءل قائلاً: "أين أنت يا أوباما؟ أين أنت يا رئيس أمريكا؟".
وعن سياسة الرئيس التركي، يلفت الكاتب، إلى أن أردوغان قال للصحفيين، إنه لا يمكن لأحد أن يكون هدفا للقتل والتصفية بسبب عرقه أو دينه أو معتقده، وأنه بصفته رئيسًا لتركيا يفعل ما يفرضه عليه الموقف الإنساني ضد أي عدوان وحشي يقع في أي من دول العالم.
هجمات إلكترونية تستهدف 30 دولة.. والـ"هكرز" يجنون 300 مليون دولار
أفادت صحيفة "ستار" في خبر لها، بأن منفذي هجمات "الهكرز" في العالم تمكنوا من تنفيذ مئات العمليات الهجومية الإلكترونية التي قرصنوا فيها 100 شركة عالمية في 30 دولة، من أبرزها بنوك في كل من أمريكا وروسيا واليابان وبعض الدول الأوروبية. وتفيد الصحيفة بأن منفذي هجمات "الهكرز" تمكنوا من الحصول على مبالغ مالية كبيرة وصلت إلى 300 مليون دولار في غضون أيام فقط.
وتلفت الصحيفة إلى أن عمليات "الهكرز" تمت بأساليب احترافيه، استخدم فيه المهاجمون موظفي البنوك عن طريق إرسال "برنامج" إلى إيميلاتهم تتم من خلاله الخطوة الأولى في السيطرة على صرافات البنوك الآلية بطريقة إلكترونية معينة!
وتورد الصحيفة أن منفذي الهجمات قاموا بالسيطرة على مختلف الحواسيب التي يقوم مسؤولوها بالعمل على تنظيم الصرف المالي المعتمد في أجهزة الصراف الآلي في مختلف الدول. وبعدما سيطروا على هذه الصرافات تمكنوا من تحويل مبالغ مالية طائلة تخطت عتبة الـ300 مليون دولار بطريقة غير شرعية، وذلك بعدما تمكنوا من الحصول على كافة المعلومات المصرفية في حسابات البنوك تلك.