بعث المجلس الثوري
المصري، برسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك
أوباما قال له فيها إن تعاطف القلة مع الإرهابيين يرجع أساسه إلى الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، التي بدورها تستخدم أساليب إرهابية بشكل فعال لقمع مواطنيها.
وأوضح في الرسالة التي وصلت "
عربي21" نسخة منها أن "نظام وحكومة عبد الفتاح
السيسي يمثلان خطرا يزعزع الاستقرار، وهما في ذاتهما يتحولان بسرعة إلى مصدر أساسي للتطرف في المنطقة، ومحرّض على الإرهاب بما يرتكبانه من أفعال".
ووجه المجلس الثوري رسالته إلى القمة المناهضة للتطرف المسلح، المنعقدة في البيت الأبيض.
وجاء في الرسالة أن المجلس يرى أن الربيع العربي تم إجهاضه، وهو الذي كان في الأساس أول لطمة ضد الإرهاب في المنطقة، ولكن للأسف تم عكس مسار ثوراته، وفق الرسالة.
ونوّه إلى أن ما يزيده قلقا أن "الفشل التام لهذا النظام في توفير أي ملامح للاستقرار أو التنمية، قد دفع الجنرال السيسي إلى خوض مغامرة عسكرية خطيرة في ليبيا".
وخاطب المجلس أوباما قائلا إنه "يمثل تحالفا من المصريين المؤيدين للديمقراطية، الذين كما كان آباؤكم المؤسسون، يؤمنون أن الجميع يتمتعون بحقوق طبيعية لا يمكن نزعها، ومن هذه الحقوق الحق في الحياة والحرية".
وطالب المجلس أوباما "بالأخذ بعين الاعتبار تأثير تطرف دولة استبدادية كدولة الجنرال السيسي على الشعب، وما لهذا من تأثير كارثي على المنطقة، ما يهدد باستمراره لعقود قادمة. وقد أقرت كل من هيومن رايتس واتش وأمنيستي إنترناشونال أن نظام السيسي قد قتل آلاف الأبرياء من المتظاهرين السلميين".
وأقرت كل من المنظمتين أن النظام الحالي في مصر يسجن آلاف المعارضين له.
وقال إن "انتخاب الرئيس محمد مرسي في أول انتخابات حرة ونزيهة في المنطقة كان محاولة من المصريين لتفعيل وتأمين الحقوق، ولأجل ذلك تؤسس الحكومات للناس، وتستقي سلطاتها العادلة من تأييد الحكومة".
وأشار المجلس الثوري في رسالته إلى أن "هناك حالات موثقة من التعذيب وما يفوقها بشاعة، مثل اغتصاب المعارضيين وحتى الأطفال في سجون السلطات. إلى جانب أنه تم القضاء على حرية الصحافة والأحزاب، بينما يحرّض إعلام الدولة بشكل سافر على العنف الطائفي والأهلي".
وأوضحت رسالة المجلس الثوري أنه "إذا لم تستعد الديمقراطية وبسرعة في مصر، فإن إرث الجنرال السيسي سوف يكون عبارة عن مجتمع منقسم بشدة على نفسه، تديره نخبة فاسدة تحكم مواطنيها بقمع الأنظمة الشمولية ولا علاقة له بدولة في القرن الحادي والعشرين".
وقال إن "هذا في حد ذاته ما هو إلا وصفة لخلق مناخ يعزز
التطرف. غير أن جنوح الجنرال السيسي نحو المغامرة في ليبيا يمثل خطرا إضافيا".
وطالب المجلس الثوري في رسالته إلى أوباما، بـ"النظر جيدا إلى ممارسات حكومة السيسي التي تستخدم بشكل متعمد الإرهاب منهجا في الحكم، وما يرتكبه نظامه من أفعال تشمل القتل والاعتقال والتعذيب والاغتصاب، ما يوجب تصنيفهم كإرهابيين".
بالإضافة إلى ذلك، فقد لفت المجلس إلى أن السيسي، في محاولته للتشبث بالسلطة ضد الإرادة الشعبية، "يغرس بذور التطرف الذي يمكن أن يؤرقنا لسنين قادمة داخل مصر، وعلى طول حدودها".