وصف رئيس شركة كويتية عمل فيها محمد
موازي، المعروف بـ"
الجهادي جون"، الذي أصبح قاتلا في
تنظيم الدولة، بأنه كان من أفضل الموظفين الذين عملوا في شركته..
وفي مقابلة مع مراسل صحيفة "الغارديان" مارتن شولوف، قال رئيس شركة "تكنولوجيا المعلومات"، والموظفون فيها إنهم شعروا بالصدمة عندما علموا أن موازي
الكويتي المولد البريطاني النشأة تحول إلى متطرف في تنظيم الدولة.
ويقول رئيس الشركة: "كان أفضل موظف عمل لدينا، وكان جيدا مع الناس وهادئا ومؤدبا، وتقدم لنا بسيرة شخصية جيدة".
ويشير التقرير إلى أن الشركة كانت قد منحت موازي عقدا للعمل معها ثلاثة أشهر قابلة للتجديد. وفي نيسان/ أبريل 2010، اختفى تماما بعد نهاية المدة، كما يقول رئيس الشركة، الذي تساءل "كيف يمكن لشخص هادئ أن يصبح الشخص الذي رأيناه في الأخبار؟، ليس من المنطق أن يصبح ذلك الرجل".
وحصلت الصحيفة على صورة لموازي وهو يعتمر الكوفية الكويتية عندما كان في الكويت.
ويبين التقرير أن عائلة موازي تنحدر من الكويت، حيث عمل والده في سلك الشرطة قبل سفره إلى بريطانيا. وقامت الشرطة الكويتية باستدعاء والده جاسم وأمه غانية وشقيقه عمر لتوجه لهم أسئلة روتينية عن موازي. وطلبت الشرطة من أعضاء عائلة موازي الكبار، الذين يعيشون في حي تيما في منطقة الجهراء، التي تبعد 30 دقيقة بالسيارة عن العاصمة الكويت، عدم مشاركة المعلومات مع الآخرين.
وتذكر الصحيفة أن فترة عمل موازي لا تزال مليئة بالغموض، ولا يعرف الكثير عنها، حيث يصوره من عرفه فيها بالرجل العادي الذي حصل على درجة جامعية في هندسة الكمبيوتر، وجاء سفره إلى الكويت بعد أن بدأت المخابرات البريطانية تلاحقه لشبهة علاقته بالجماعات
الإرهابية، وذلك بعد سفره إلى تنزانيا.
ويفيد التقرير بأن الشركة الكويتية منحته عقد عمل مؤقت لثلاثة أشهر براتب شهري مقداره 300 دينار كويتي، أي ما تعادل قيمته 1011 دولارا أمريكيا، بالإضافة إلى خمسين دينارا كويتيا للنفقات. ووعدته الشركة بالحصول على 5% عن المبيعات التي يحققها.
وتجد الصحيفة أن ما حصل عليه موازي من راتب متواضع، وكان بإمكانه الحصول على راتب أعلى في بريطانيا أو الكويت، ويقول رئيس الشركة: "عادة ما يسافر العرب والمسلمون من هنا إلى لندن والولايات المتحدة، ويظلون يبحثون عن عمل لمدة سنتين أو حتى مكان للسكن"، وأضاف "شعرت بالدهشة، لماذا جاء إلى هنا؟".
ويرى رئيس الشركة أنه "يبدو أنه واجه بعض المشاكل العائلية أو الاجتماعية أو النفسية، وفي الحقيقة لم أسأله، كان يبحث عن فرصة عمل جيدة (في لندن)، ويريد الزواج، ولكنه لم يستطع، ما سبب له مشكلة"، بحسب "الغارديان".
ويلفت التقرير إلى أن موازي يعد من أشهر البريطانيين الذين سافروا إلى سوريا، ويقدر عددهم بحوالي 600 شاب. وتقول شرطة سكتلنديارد إن من بينهم 60 فتاة، بعضهن تحت سن الثامنة عشرة. وقد سافر موازي إلى سوريا، بحسب اعتقاد البعض، في عام 2013.
وتنقل الصحيفة عن زملاء عملوا مع موازي في الشركة الكويتية قولهم إنه خلال فترة عمله القصيرة طلب إجازة عائلية طارئة للسفر إلى بريطانيا. وكتب بلغة إنجليزية بسيطة إنه يريد التوجه إلى لندن في 10 كانون الثاني/ يناير 2010. أما طلبه الثاني فقدمه قبل أن يغادر بلا رجعة، وذلك في 25 نيسان/ أبريل من ذلك العام. ويقول رئيس الشركة: "لم نره بعد ذلك، ولكنه بعث شريحة الهاتف بالبريد"، فما حصل هو أن شرطة مكافحة الإرهاب احتجزته ومنعته من العودة إلى الكويت مرة ثانية.
وعندما سألت "الغارديان" صاحب الشركة أن يقدم تفسيرا يبرر تحول شاب مثل موازي إلى عالم الإرهاب، أجاب: "ليست لدي إجابة، فهو لم يكن اجتماعيا، ولكنه جاد في عمله، ولم يكن يبتسم ولكنه لم يكن شخصا سيئا".
ويضيف للصحيفة: "كان لدينا هنود مسيحيون يعملون في الشركة، ممن يعملون فيها منذ 17 عاما، وهم يعاملون بالطريقة ذاتها، ويجب أن تعامل الناس جيدا، ولا تستخدم معهم القوة، ربما اختلط بأشخاص غير جيدين عندما عاد". ودعا صاحب الشركه موظفه السابق قائلا: "لا تنس خشية الله، إن ما تقوم به يحرمه الإسلام".
ويورد التقرير أن أئمة المساجد رفضوا التحدث عن موازي، حيث عملت الحكومة الكويتية خلال الثلاث سنوات الماضية، على منع الشباب من السفر إلى سوريا والعراق.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن عائلة موازي قد عاشت في الكويت حتى رحيلها إلى بريطانيا، ولم يتجاوز عمر موازي السادسة حينها. وتعود قبيلة موازي في أصولها إلى العراق، ولهذا السبب فهي من فئة البدون.