دعا المرجع الشيعي "آية الله" علي
السيستاني الجمعة، المقاتلين
العراقيين، لا سيما الشيعة، المشاركين في عملية استعادة مدينة
تكريت ومحيطها، إلى حماية سكان هذه المناطق ذات الغالبية السنية.
وبدأ نحو 30 ًلف عنصر من الجيش والشرطة والمليشيات الشيعية وأبناء بعض العشائر السنية، عملية عسكرية واسعة الاثنين لاستعادة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، ومحيطها من
تنظيم الدولة.
وأثارت العملية، وهي الأكبر ضد التنظيم منذ سيطرته على مناطق واسعة في حزيران/يونيو، مخاوف من عمليات انتقامية بحق السكان السنة، لاتهام البعض منهم بالتعاون أو المشاركة في عمليات قتل جماعية طالت شيعة.
وقال عبد الأمير الكربلائي، ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في الصحن الحسيني في مدينة كربلاء متوجهاً إلى المقاتلين المشاركين في عمليات صلاح الدين: "ينبغي عليكم جميعاً ضبط النفس وعدم الخضوع للانفعال النفسي لفقد حبيب لكم أو عزيز عليكم، خصوصاً ما يتعلق بالعائلات التي يتترس بها العدو ممن لم يقاتلوكم، لاسيما من المستضعفين (...) بل كونوا لهم حماة" على حد وصفه.
وكان عدد من السياسيين وقادة الفصائل قالوا إن استعادة تكريت تمثل عملية "ثأر" لمجزرة قاعدة سبايكر العسكرية شمال المدينة.
وقتل المئات على الأقل من المجندين الشيعة بعد خطفهم من القاعدة وإعدامهم بالرصاص، في حزيران/يونيو، وتتهم بعض العشائر السنية في تكريت وجوارها، بالمشاركة في هذه العملية.
ويتمتع السيستاني بتأثير واسع على ملايين الشيعة الذين يعتبرونه مرجعهم الأبرز. ودفعت الفتوى التي اطلقها في حزيران/يونيو، عشرات الآلاف منهم لحمل السلاح لقتال تنظيم الدولة.
وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال إعلانه الأحد إطلاق عملية "تحرير" صلاح الدين، أولوية "حماية المدنيين".
إلى ذلك، دعا الكربلائي الحكومة لدعم العشائر السنية التي تقاتل التنظيم في محافظة الأنبار (غرب)، والتي يسيطر تنظيم الدولة على معظمها.
وقال، "تشكو العديد من العشائر في الأنبار من الذين عبروا عن موقف وطني مسؤول بتصديهم لعصابات داعش، من قلة السلاح والعتاد اللازم وقلة الغذاء لعائلاتهم المحاصرة".
أضاف "نحن نعتبر أن الإمكانات المتاحة للحكومة لا تفي بتوفير احتياجات بصورة كاملة، لكن لا بد من العمل على تقديم ما يمكن تقديمه لهم من السلاح والعتاد، لاستمرار صمودهم وثباتهم أمام هجمات عصابات داعش".
وتسعى الحكومة إلى استمالة العشائر السنية لقتال التنظيم، إلا أن الأخيرة تشكو من قلة السلاح والمال، مما يصعب مهمتها في الدفاع عن مناطقها في هذه المحافظة الحدودية مع سوريا والأردن والسعودية.