بعد ما يقرب من ثمانية أعوام، عمل خلالها مبعوثاً لرباعية مفاوضي
السلام في الشرق الأوسط، يستعد توني
بلير للتخلي عن دوره هذا.
يأتي تحرك بلير هذا وسط شعور عميق بعدم الارتياح في أجزاء من واشنطن وبروكسيل، إزاء علاقاته الرديئة بكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وإزاء شبكة مصالحه التجارية المتمددة.
كان الفلسطينيون وما يزالون ناقدين بحدة للدور المتواضع الذي يؤديه السيد بلير، بوصفه مبعوثاً للرباعية.
وكانت
الرباعية، التي تأسست في عام 2002، قد همشت بدرجة كبيرة خلال العامين الماضيين في النشاط الدبلوماسي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، بينما سعت إدارة أوباما إلى ممارسة دور الوسيط في
المحادثات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، التي ما لبثت أن انهارت في العام الماضي.
وكان بلير قد عين في موقعه ضمن الرباعية في عام 2007 بناء على رغبة من إدارة جورج دبليو بوش، بعد وقت قصير جداً من تنحيه عن رئاسة الوزراء في بريطانيا، ذلك الموقع الذي مكث فيه عقداً من الزمن.
ففي الشهور الأخيرة تعرض دور بلير كمبعوث إلى الشرق الأوسط إلى كم متزايد من الانتقادات، وأثيرت تساؤلات حول دوره المزدوج كدبلوماسي أول وكرجل أعمال، فيما يعكف بلير على مفاوضات حساسة لإعادة تشكيل دوره في الشرق الأوسط، ولكنه عازم على أن يبقى جزءاً من عملية السلام.
لقد التقى السبت في شرم الشيخ، بمصر، مع وزير الخارجية الأمريكي، لمناقشة التغيير الممكن في وظيفته. كما تحدث مع فريدريكا موغريني، مسؤولة السياسة الخارجية في
الاتحاد الأوروبي، التي تدفع باتجاه تجديد الرباعية وباتجاه أن تتخذ أوروبا موقفاً قوياً في مواجهة السلوك الإسرائيلي.
لم يصدر قرار نهائي عن الرباعية بعد في هذا الموضوع، إلا أن توضيحاً لدور بلير قد يأتي في وقت متأخر من هذا الأسبوع. أما مكتب السيد بلير فاستنكف عن التعليق.
بالرغم من أن كيري يؤيد استمرار السيد بلير في موقعه، إلا أن بعض الشخصيات الكبيرة الأخرى في واشنطن أخبرت ذي فاينانشال تايمز بأنهم يرغبون في أن يتنحى بلير.
لقد توقف الاتحاد الأوروبي عن تمويل مكتب السيد بلير في عام 2012، ولم يدع إلى الاجتماع الوزاري الأخير للرباعية الذي انعقد في ميونيخ وترأسته السيدة موغريني.
في حين، قال بعض كبار الدبلوماسيين، إنه يجري تسهيل خروج بلير من الموقع، بينما قال دبلوماسي سبق أن اطلع على تفاصيل المحادثات: “كان ينبغي أن يحدث ذلك منذ مدة. لم يكن كفؤاً في عمله وليست لديه مصداقية في ذلك الجزء من العالم.”
وقال شخص آخر مقرب من إدارة أوباما: “توني بلير لا هو مكسب ولا هو مغرم، ولكن لم يعد دوره الحالي ذا جدوى.”