يحاول قادة "
عملية الشروق" عموما والكتيبة 166 خصوصا؛ تفادي الاشتباكات المباشرة مع
تنظيم الدولة في
سرت، بسبب انشغالهم في معارك للسيطرة على الموانئ والحقول
النفطية.
وبحسب مصادر من عملية الشروق، فإن "عملية الشروق" تجنبت الاشتباك لسبع مرات، مع تنظيم الدولة في سرت، بقيادة وليد الفرجاني، ابن عم الفريق خليفة حفتر، حيث تدخل وسطاء بهدف نزع فتيل التوتر بينهما.
وينشغل قادة عملية الشروق بالمعركة مع حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران، الموالي لعملية الكرامة التابعة لحفتر، بموجب تكليف من رئاسة الأركان العامة التابعة للمؤتمر الوطني العام في طرابلس، يقضي بتحرير الموانئ والحقول النفطية من عناصر الجضران، خاصة أن الأخير متهم بمحاولة بيع نفط خارج شرعية الدولة في عام 2014.
والاثنين، نفى الناطق باسم عملية الشروق إسماعيل الشكري ما تداولته مواقع منسوبة لتنظيم الدولة من استيلاء التنظيم على آليات وأسلحة وذخائر تابعة للكتيبة 166 التي دخلت في اشتباكات مع التنظيم في سرت والنوفلية.
وأكد الشكري أن قوات عملية الشروق حققت تقدما في معاركها بسرت، وأن قواته سيطرت على آليات مسلحة لتنظيم الدولة في سرت، واصفا الوضع حاليا بـ"الهادئ".
وفي سياق آخر، أعلن المتحدث باسم عملية الشرق عن قرب حل للنزاع الدائر بين قواته وحرس المنشآت النفطية التابعة للبرلمان في طبرق، والتواصل المباشر دون وساطات مع آمر القطاع الحدودي للمنطقة العسكرية أجدابيا (160 كيلومترا غرب بنغازي).
تنظيم الدولة - ولاية طرابلس
تبدأ حدود تنظيم الدولة - ولاية طرابلس من النوفلية شرقا إلى الحدود التونسية غربا، مرورا بسرت والعاصمة طرابلس. وينشط التنظيم بقوة في منطقة النوفلية (70 كم شرق سرت) ومدينة سرت.
استغل التنظيم في سرت ذهاب أغلب عناصر أنصار الشريعة إلى بنغازي لمقاتلة مؤيدي عملية الكرامة التابعين لحفتر، ليعلن عن نفسه بقوة، وذلك بعد مبايعته من أغلب من تبقى من أنصار الشريعة في سرت.
وبعض الذين انضموا للتنظيم في سرت كانوا محسوبين على النظام السابق، مفضلين رفع علم الدولة على قبولهم الهزيمة، ما يعني رفضهم الاعتراف بثورة فبراير.
وليد الفرجاني والغزاوي
يتزعم وليد الفرجاني، الذي ينتمي لقبيلة خليفة حفتر، تنظيم الدولة - ولاية طرابلس في سرت. وينتسب الفرجاني لمدينة بنغازي شرق
ليبيا، وكان أحد مقاتلي كتيبة "راف لله السحاتي" في بنغازي، إحدى الكتائب الإسلامية المعتدلة التي شاركت في قتال كتائب نظام العقيد الراحل معمر القذافي إبان ثورة شباط/ فبراير 2011.
ترك الفرجاني كتيبة "راف الله" وانضم لتنظيم الدولة، وانتقل إلى مدينة سرت بعد الفراغ والدمار الذي عرفته المدينة أيام حرب التحرير، وهي آخر المدن التي تحصن فيها القذافي وبعض أركان نظامه.
وأحد أبرز مساعدي الفرجاني في سرت فلسطيني يُكنى بـ"الغزاوي"، كان ضمن عناصر تنظيم الدولة في بنغازي، إلا أنه هرب منه بعد ضلوع أحد تابعيه، من السعوديين، في محاولة اغتيال "وسام بن حميد" مدعيا أنها كانت بالخطأ. وظهر الغزاوي مجددا كأحد مدبري عملية اقتحام فندق "كورنثيا" في العاصمة طرابلس في 27 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وبحسب مصادر أمنية مطلعة، فقد ترك الغزاوي العاصمة طرابلس، متوجها إلى مدينة سرت، ليلتحق بفرع التنظيم الذي حاول السيطرة على بعض مرافق المدينة، وبث عبر إذاعتها المحلية خطبا لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، والمتحدث باسم التنظيم محمد العدناني، في 20 شباط/ فبراير الماضي.
وتؤكد مصادر استخباراتية أن الغزاوي على علاقة وثيقة واتصالات مباشرة بالعضو المُقال من حركة فتح، محمد دحلان، أحد المستشارين الأمنيين لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والمسؤول عن غرفة دبي التي تتابع الوضع الليبي، وتضم رئيس حزب تحالف القوى الوطنية محمود جبريل، ومحمد إسماعيل، المستشار الأمني السابق لسيف الإسلام القذافي، كما تضم سفير ليبيا بدولة الإمارات عارف النايض.
وظهر اسم محمد دحلان ومحمد إسماعيل في تسريبات مكتب وزير الدفاع السابق والرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، كشخصيات تتعامل معها أجهزة الأمن المصرية، وتنسق بينها وبين مسؤول الاستثمارات الليبية في مصر سابقا، أحمد قذاف الدم (ابن عم القذافي)، في محاولة لإسقاط المؤتمر الوطني عن طريق دعم حراك "لا للتمديد".
اعترافات معتقلي تنظيم الدولة
وأسفرت المعارك التي اندلعت في مدينة سرت بين تنظيم الدولة والكتيبة 166، السبت الماضي، عن أسر بعض منتسبي التنظيم، ونقلهم لمدينة مصراتة (200 كم غرب سرت)، ومقتل ما لا يقل عن 20 من عناصر التنظيم.
وأفاد مصدر أمني أن أحد المعتقلين من التنظيم اعترف بأنه لدى التنظيم اتصالات وتنسيق مع أحمد قذاف الدم الذي يتخذ من العاصمة المصرية مقرا له، مؤكدا تلقي دعم مادي ولوجستي، رابطا بين هذا الدعم وما سبق أن صرح به قذاف الدم في لقاء على قناة دريم المصرية مع الإعلامي المصري وائل الإبراشي في 18 كانون الثاني/ يناير الماضي، عندما كال قذاف الدم المديح لعناصر تنظيم الدولة ملتمسا لهم الأعذار.
الدولة وفجر ليبيا
وردا على ذلك، بعث تنظيم الدولة برسالتين إلى قوات فجر ليبيا ومصراتة، الأولى لتوضيح اللبس بعد دفاع قذاف الدم عنه ووصف عناصره بأنهم "شباب أنقياء"، فكان مفاد رسالة التنظيم أنه نحن ليس لنا علاقة بالقذافي ونظامه، والتنظيم يرى ردة وكفر قذاف الدم ونظام القذافي.
وحملت الرسالة الثانية تهديدا لمجموعات مصراتة، وأن التنظيم متعطش لدماء جند الديمقراطية، وكل من قاتل دفاعا عن المؤتمر الوطني فهو مرتد، داعيا في رسالته فجر ليبيا وثوار مصراتة للتوبة، ولوح بأن يده تستطيع الوصول إلى مصراتة وطرابلس كما وصلت إلى طبرق والبيضاء.
وجاء في رسالة صوتية لزعيم التنظيم في مدينة سرت، وليد الفرجاني المُكنى بـ"أبو محمد"، محمّلة بالتهديد والوعيد لكل من يحاول الهجوم على تنظيم الدولة، ورافقت التسجيل الذي نشر على موقع اليوتيوب؛ صور عدد من قيادات ورموز معسكر فجرر ليبيا، منهم المفتي الصادق الغرياني، وعضو المؤتمر الوطني عبد الرحمن السويحلي، ورئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، والقائد الميداني بفجر ليبيا صلاح بادي، ورئيس المؤتمر الوطني نوري بوسهمين.