يرى خبراء في الشأن الإسرائيلي أن جدوى التحذيرات من تولي
نتنياهو رئاسة الوزارة القادمة؛ لن تظهر على الأرض إلا بعد الانتهاء من المعركة الانتخابية اليوم الثلاثاء، والإعلان عن هوية رئيس الوزراء الجديد.
وتشير أحدث نتائج الاستطلاعات عن حصر المنافسة بين بنيامين نتنياهو الذي يقود حزب
الليكود، وبين المعسكر الصهيوني بقيادة زعيم حزب العمل الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ووزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني. وتشير الاستطلاعات التي تناولتها وسائل إعلام عبرية؛ إلى تقدم المعسكر الصهيوني على الليكود بثلاثة إلى أربعة مقاعد.
وحذرت شخصيات أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى في مؤتمر صحفي عُقد الأربعاء الماضي، من تولي نتنياهو رئاسة الوزراء القادمة، بسبب "توالي اخفاقاته السياسية والأمنية"، وبحسب تقديرهم فإن نتنياهو لم "يحرك ساكناً" لمنع وقوع حرب جديدة مع غزة.
وقال الرئيس الأسبق لجهاز الموساد أوري شبيط خلال المؤتمر: "اعتاد نتنياهو على إلقاء التهم جزافاً على الآخرين، وفشل في حسم المعركة مع حركة حماس، وعجز عن إدارة التهديد النووي الإيراني، ووتّر العلاقة مع أمريكا".
حملات "هشة"
وفي هذا السياق؛ يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطون شلحت، أن تأثير الحملة التي يقودها خبراء أمنيون للتحذير من مغبة انتخاب نتنياهو لولاية جديدة "ما زال هشاً"، مؤكداً أن "شعبية نتنياهو ومكانة حزب الليكود لم تنهَرْ بعد".
وقال شلحت لـ"عربي21"، إن الحملة ضد نتنياهو تهدف إلى "زعزعة" صورته الشخصية التي طالما سوّقها كورقة رابحة لتحقيق الأمن والهدوء الإسرائيلي، معتمدة على إخفاقاته المتكررة وخاصة في عدوانه الأخير على قطاع غزة، وعدم تحقيقه إنجازاً حقيقياً في الملف النووي الإيراني، "ناهيك عن فشله في تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي للطبقات المهمشة في المجتمع الإسرائيلي، وتحقيق مكاسب أمنية له".
وأضاف أن محاولة نتنياهو التعبير عن مخاوفه من اتفاق محتمل بين الإدارة الأمريكية وإيران حول برنامجها النووي؛ جعله يظهر وكأنه "يشق عصا الطاعة على العقيدة الأمنية الإسرائيلية؛ بمحاولته التشكيك بالولايات المتحدة كحليف أمني استراتيجي لإسرائيل على المدى البعيد".
وأوضح أن "الأوساط المعارضة لنتنياهو تخشى أن يؤدي تحديه للولايات المتحدة إلى تغريم إسرائيل ثمناً باهظاً على المستوى الأمني والسياسي"، مشيراً إلى أنهم "يرون في هذا التحدي خطراً وجودياً عليهم؛ لا يقل عن الخطر الإيراني".
"ستؤتي أكلها"
من جهته؛ قال المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة إن "الشخصية الخلافية التي اتسم بها نتنياهو عبر علاقاته مع العناصر البارزة في حزبه والآخرين؛ أثرت عليه بصورة سلبية جداً، وكانت ذريعة للتحذير من استمراره في الحكم كونه غير صادق".
وأشار جعارة في حديثه لـ"عربي21" إلى بعض الشواهد الخلافية التي تسبب فيها نتنياهو بخروج عناصر بارزة من حزب الليكود؛ مثل نفتالي بينيت الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي" القومي المتشدد، بالإضافة إلى موشيه كحلون الذي اعتزل الحياة السياسية قبل عامين وعاد في أواخر عام 2014 من خلال حزب "كلنا".
وتابع: "علاقات نتنياهو الخلافية مع العناصر سابقة الذكر جعلتهم يعملون على منافسته في
انتخابات الكنيست 2015".
ولفت إلى أن نداءات 100 جنرال احتياطي بالجيش الإسرائيلي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014؛ بتبني المبادرة العربية للسلام وإقامة دولة فلسطينية ورفع الحصار عن غزة لتجنب الوقوع في حرب جديدة لا يملك الاحتلال مقومات نجاحها؛ سُخرت ضمن حملات إسقاط نتنياهو.
وتوقع جعارة أن تؤتي تلك الحملات أكلها في معركة انتخابات الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) التي فتحت أبوابها لـ قرابة 5.8 مليون ناخب إسرائيلي، وتتنافس فيها 26 قائمة على 120 مقعداً.