أثار إعلان
إيران لهذا العام عن ذكرى "استشهاد
فاطمة الزهراء" الكثير من التساؤل حول سر تسمية ذكرى رحيلها بـ"الاستشهاد"، خاصة وأن مناسبات مماثلة في السنوات الماضية كانت توصف بأنها ذكرى "وفاة"، وقد برز خلال الأيام الماضية جملة مقالات على مواقع رسمية إيرانية تختص بسرد روايات من مصادر شيعية تتهم من تصفهم بـ"قادة القوم" بالوقوف خلف وفاة فاطمة عبر استعادة اتهامات يحملها التراث الشيعي لعدد من الصحابة الذين يجلهم
السنة، على رأسهم "أبوبكر الصديق" و"عمر بن الخطاب".
وبحسب "سي أن أن" نشرت صحيفة كيهان الإيرانية مقالا لجميل ظاهري حول القضية قال فيه إن منزل فاطمة "تعرض للهجوم حقداً وكرهاً وبغضاً وعداوة وانتقاماً من الخدمات الجلية والكبيرة التي قدمها والدها" مضيفا أن من وصفهم بـ"القوم الطغاة" وقفوا على باب بيتها "وتعمدوا إحراق بابه ومن فيه وصب جام غضبهم على من قتل آبائهم وإخوانهم وأبناء قومهم من المشركين والملحدين في بدر والخندق والأحزاب وخيبر".
واتهم المقال من وصفهم بـ"قادة القوم" بتعمد "التنكيل بأم أبيها وفلذة كبده الزهراء البتول"، وقام باستعراض أحاديث يرويها
الشيعة منسوبة للنبي محمد يتوقع فيها أن "تغصب حقها وتمنع إرثها ويكسر جنبها وتسقطت جنينها" كما استعاد عدة قضايا شائكة بين السنة والشيعة ومنها ما يعرف بـ"يوم رزية الخميس"، و"قضية فدك" و"سلب الخلافة".
وختم الكاتب بالقول: "لقد مرت على سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى استشهادها الأليم المفجع بسبب كسرهم ضلعها وإسقاطهم جنينها بعد عصرهم إياها بين الباب والحائط في أيام لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة بعد رحيل والدها سيد البشرية ومنقذها".
أما قناة "العالم" الإيرانية، فوصفت في مقال لها أحداث "السقيفة" التي جرت بعد وفاة النبي وأدت لمبايعة "أبوبكر الصديق" خليفة للمسلمين بأنها "مؤامرة مشهورة واغتصاب لحق الإمام" على حد تعبيرها، واصفة فاطمة بأنها "التي تحدثها الملائكة، كما حدثت الملائكة مريم ابنة عمران وأم موسى وسارة امرأة النبي إبراهيم".
وقالت القناة في مقال آخر نشرته قبل أيام إن السبب المباشر لوفاة فاطمة لم يكن مرضها بـ"داعئ عضال" إنما "ما حدث لها من أحداث مؤلمة بعد رحيل" النبي، مضيفة أن فاطمة دفنت بمراسم "سرية وسريعة ومختصرة".
وتشهد المنطقة حالة من الغليان المذهبي بين السنة والشيعة، وسط اتهامات عربية لإيران بالمساهمة في تأجيجه عبره التدخل في سوريا والعراق واليمن ودول أخرى، علما أن بعض المرجعيات الدينية الشيعية تشكك بصحة الروايات المشار إليها، وبينهم المرجع الشيعي الراحل، محمد حسين فضل الله.