انبرت وسائل إعلام
إيرانية بتشكيل خط دفاع أول عن مليشيا
الحشد الشعبي العراقية، بعد ازدياد الاتهامات بارتكابها جرائم حرب، وارتفاع حدة انتقاد قادة أمريكيين لها.
فبعد يومين من اتهام الجنرال الأمريكي السابق وقائد قوات بلاده في العراق
ديفيد بتريوس "الحشد الشعبي" بأنهم أخطر من تنظيم الدولة، أجرت وكالة "فارس" الإيرانية مقابلة مع نائب الرئيس العراقي نوري المالكي روج فيها لأفعال المليشيا الشيعية.
وقال المالكي إن "الانتصارات المتتالية والسريعة" لقوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية على تنظيم الدولة "أبهرت العالم، بعد أن كان الظن أن داعش لا يهزم إلا بإرادة مجتمعية دولية كاملة".
وقال المالكي الذي شغل رئيس وزراء العراق لمدة ثماني سنوات، في إشارة إلى تصريحات بتريوس، إننا في "أجواء الانتصارات نرى انتكاسا في الموقف الدولي". وأضاف أنه "عندما بدأ يتحدث عن أن داعش تنظيم مجرم، ولكن الحشد الشعبي أيضا مجرم وهم مليشيات ويستهدفون السنة، جاء من خلال مشاركة العشائر السنية مع الحشد الشعبي لمقاتلة التنظيم".
واعتبر المالكي الذي يعتبر أحد المؤثرين واللاعبين الأساسيين في الحشد الشعبي، أنّ بعض التقارير التي تصدر من منظمات دولية تعبر عن خلفية سياسية تتعلق بالمنطقة ورسم خارطة جديدة.
ودعا المقاتلين في "الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية إلى الاستمرار بالقتال وعدم الاهتمام للاتهامات الباطلة".
وتكون الحشد الشعبي من عدد من المليشيات الشيعية، بعد فتوى للمرجع الشيعي علي السيستاني بمقاتلة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب القوات الحكومية، بعدما شن التنظيم هجوما واسعا في حزيران/ يونيو الماضي، سيطر بعده على أجزاء واسعة شمال وغرب البلاد.
وتنسب إلى عناصر الحشد الشعبي أعمال قتل واختطاف وتعذيب بحق المواطنين السنّة، والاستيلاء على أراض وممتلكات في المناطق التي يسيطرون عليها.
اتهام متجدد لدول للخليج
من جهتها اتهمت وكالة "تسنيم نيوز" الإيرانية، السعودية والإمارات وقطر "بتقديم الرشا لأعضاء في الكونغرس الأمريكي" حتى ينتقدوا مليشيات الحشد الشعبي في العراق.
ونقلت عن ما أسمتها مصادر دبلوماسية أن "السعودية وقطر والإمارات تقاسمت توزيع الرشا على أعضاء الكونغرس الأمريكي، مقابل الحصول على تصريحات إعلامية تنتقد الحشد الشعبي في العراق، ووصفه بأنه أخطر من داعش وأن خطر المليشيات الشيعية يتعاظم وقد يمتد إلى أمن الخليج الاقتصادي وهو أمن العالم أيضا".
وقالت الوكالة الإيرانية إن "أموالاً کبيرة أنفقتها تلك الدول على أعضاء الکونغرس الأمريکي والساسة البارزين في الولايات المتحدة وبريطانيا للحصول على مواقف داعمة للدواعش بشکل غير مباشر ومنددة بالحشد الشعبي، وهي ضمن سياسة المعرکة المفتوحة والحرب القذرة التي تشنها الدول الخليجية".
وتعتبر إيران الداعم الأساسي لمليشيا الحشد. ويتواجد حاليا في العراق ويقدم الاستشارة العسكرية قائد فيلق قدس الإيراني قاسم سليماني، الذي رحب به قائد مليشيا بدر هادي العامري، وقال إنه "موجود متى ما نحتاجه".
تصريحات أمريكا "تدخل سافر"
ونقلت وكالة "تسنيم نيوز" عن النائبة العراقية حنان الفتلاوي، انتقادها للولايات المتحدة التي "تتدخل بشكل سافر في العراق، وتستهين بدماء الشهداء"، متهمة إياها "وأدواتها بالشرق الأوسط" بتبني حملة منظمة للإساءة للحشد الشعبي.
وقالت الفتلاوي إنه "من غير الإنصاف، بل من الغباء مساواة من خرج لأجل بلده من أبطال الحشد الشعبي، مع تنظيم داعش".
ودعت الفتلاوي عبر الإذاعة الإيرانية إلى "تقديم مذکرة احتجاج للجانب الأمريکي على هذه التصريحات غير المسؤولة والتي تمثل تدخلاً بالشأن العراقي، واستهانة بدماء الشهداء التي سالت لأجل العراق".
واعتبرت تصريحات بتريوس إساءة "للمکون الأکبر في البلاد لکل من خرج دفاعًا عن بلده وتلبية لفتوى المرجعية الرشيدة".