أطلقت مجموعة "مسرح جنوب
السودان" التي تضم مسرحيين شبابا، الجمعة، مبادرة بعنوان "
مسرح الشعب" احتفالا باليوم العالمي للمسرح الذي يوافق 27 آذار/ مارس من كل عام.
وتهدف المبادرة، بحسب المجموعة التي أطلقتها، إلى تعليم الأفراد استخدام الأساليب
المسرحية لطرح القضايا والمشاكل التي يواجهها المجتمع والتفاعل معها.
المبادرة التي احتضنها مركز "نيجكرون" الثقافي في العاصمة
جوبا، شملت عددا من المحاضرات عن "المسرح التنموي والعناصر الدرامية في جنوب السودان"، بالإضافة إلى تقديم بعض الشباب المسرحيين عروضا مسرحية ترفيهية.
وقال منسق مجموعة "مسرح جنوب السودان"، نيكولا جوزيف لأدو: "بمناسبة اليوم العالمي للمسرح فكرنا في إطلاق هذه المبادرة لنوضح كيف يستطيع المسرح أو
الدراما عموما في جنوب السودان مناقشة قضايا الشعب بطرق مسرحية".
وأضاف منسق المجموعة: "سنعلم طلاب المدراس من خلال المبادرة كيفية مناقشة قضاياهم وقضايا مجتمعهم، مثل الحكم الرشيد والمحاسبة. وستطلب المجموعة من الطلاب الذهاب إلى مجتمعهم لمناقشة قضايا، مثل الزواج المبكر، والقضايا التي يتحدث عنها الناس كثيرا مثل انتشار الأسلحة في أيدي المواطنين".
وأبدى "لأدو" تفاؤله بهذه التجربة المسرحية قائلا: "مسرح الشعب سيكون منبرا يمثل حلولا للعديد من القضايا".
"جوزيف أبوك"، أستاذ الدراما بجامعة جوبا، يرى أن "القادة والحكومات والقيادات الشعبية في أفريقيا عموما لا يهتمون بالفنون مثل المسرح والغناء، حيث إنهم لا يقومون بجذب الناس إلى ذلك".
واستدرك "أبوك" بالقول، إن "الدراما موجودة في حياة الناس، في المنزل والشارع وحتى فيما نلبسه أو نضعه على وجوهنا. وللدراما أهمية وقوة تعطي للناس رسائل من المسرح العام إلى مسرح الشارع".
وأضاف "أبوك": "الاحتفال باليوم العالمي للمسرح مهم لنا في جنوب السودان، لأن الدراما وسيلة تربوية يمكن أن تساعد في حل النزاعات وإحلال السلام والتنمية".
ودعا أستاذ الدراما بجامعة جوبا، الحكومة إلى الاهتمام بتطوير المسرح والدراما.
يشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بدأ إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفنلندي للمسرح الناقد والشاعر والمخرج أرفي كيفيما، إلى منظمة اليونسكو في حزيران/ يونيو 1961. وجرى الاحتفال الأول في 27 آذار/ مارس عام 1962 في باريس (مقر اليونسكو) تزامنًا مع افتتاح مسرح الأمم.
ولم تمنع الصراعات التي تعيشها جنوب السودان من الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، فمنذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2013، تشهد البلاد مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لـ"ريك مشار"، النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، بعد اتهام الأخير للأول بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه مشار.