تظاهر آلاف الموريتانيين مساء الثلاثاء في العاصمة نواكشوط، ضد تردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع الأسعار، وتضامنا أيضا مع عمال الشركة الوطنية للمناجم "اسنيم" التي تعد أكبر مشغل للأيدي العاملة بعد الدولة في البلاد.
وتوافد الآلاف من أنصار منتدى
المعارضة إلى وسط العاصمة، قبل أن ينطلقوا في مسيرات جابت أهم شوارع المدينة، وانتهت أمام وزارة الطاقة والمعادن، رفعوا خلالها شعارات تنتقد ما سموه فشل الحكومة في إنقاذ شركة المناجم "اسنيم" من الإفلاس بعد مضي شهرين من إضراب عمالها البالغ عددهم أكثر من ستة آلاف عامل.
كما ردد المشاركون في المسيرات شعارات رافضة لاستمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ورفض الحكومة خفض أسعار الوقود.
وقال منتدى المعارضة، الذي نظم المسيرات، إنه يرفض بقوة ما سماه "تعنت" إدارة شركة المناجم والحكومة، ورفضهما التفاوض مع العمال، محذرا من أن الأمور قد تنفجر وتخرج عن السيطرة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة شركة "اسنيم" المستعصية على الحل منذ شهرين.
وقال القيادي في منتدى المعارضة، محمد محمود ولد امات، إن
مظاهرات اليوم تشكل رسالة واضحة، للرئيس ولد عبد العزيز أن حل أزمة عمال لمناجم بات أمرا لا مفر منه، وغير قابل للتأجيل.
وانتقد ولد امات في تصريح خاص لـ"عربي21"، وهو يتوسط جموع المتظاهرين، ظروف السكان المعيشية، معتبرا أن الحكومات التي عرفتها البلاد منذ تولى الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز السلطة في انقلاب عسكري، كانت حكومات عاجزة وغير قادة على مواجهة الواقع، فضلا عن فساد أغلب أعضائها.
وأكد ولد امات في حديثه لـ"عربي21" أن تصعيد المعارضة سيستمر حتى يتحقق "النصر" لعمال المناجم، حسب قوله.
وأضاف: "اليوم أثبت الشعب الموريتاني عدم شرعية حكم ولد عبد العزيز، اليوم أوصل سكان العاصمة رسالتهم واضحة للنظام، أن عليه أن يقوم بإصلاحات عاجلة ويجد حلولا سريعة للمشكلات الجهورية أو يغادر السلطة على الفور" وفق قوله.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد صرح للصحفيين قبل يومين أن أزمة شركة المناجم سببها تدني أسعار الحديد في العالم، داعيا العمال لضبط النفس وتفهم وضع الشركة الصعب.
وقالت مصادر خاصة لـ"عربي21" إن مفاوضات مع ممثلي عمال المناجم انطلقت مساء الثلاثاء في مدينة ازويرات شمال البلاد، بالتزامن مع مظاهرات المعارضة في نواكشوط، وإن جهودا تبذل للتوصل إلى حل يضع حدا لإضراب عمال المناجم الحالي، الذي يعد أطول إضراب تعرفه
موريتانيا منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.