قالت القيادية في
الجبهة الشعبية،
خالدة جرار، في مقابلة نشرها الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في موقع "ميدل إيست آي" قبيل اعتقالها ، إن
الاحتلال الإسرائيلي حاول إبعادها إلى أريحا لمدة ستة أشهر زعماً منهم أنها تؤثر على "أمن إسرائيل".
ولكنها أوضحت أن "ما يجري في القدس أو في فلسطين 1948 لا ينبغي أن يعد عملاً فردياً، لعل من قام بها أفراد، ولكن أعتقد أن جميع الفلسطينيين سيواجهون هذا الخيار، أكانوا في أحزاب سياسية أم لا، لأن الاحتلال يؤثر علينا جميعاً".
وأضافت: "لن يبقى الفلسطينيون صامتين وهم يواجهون احتلالاً يزداد شدة كل يوم، مرجحة أن التوتر سيزداد، ولن يتوقف، ومؤكدة أنه سوف ينتج قيادة أكثر تنظيماً وأكثر فعالية و قيادة شعبية، وليس قيادة رسمية، بحسب وصفها.
وبيّنت أنه جرى في آب/ أغسطس الماضي أن "جاء جنود الاحتلال إلى بيتي وأرادوا دعوتي للمراجعة في أريحا لمدة ستة شهور. رفضت الانصياع لأمرهم وذهبت إلى المجلس التشريعي. ولكن بإمكان الاحتلال أن يفعل ما يريد، بإمكانهم أن يطردوني (من رام الله) في أي يوم يشاؤون".
يذكر أنه بعد يومين من حصول فلسطين بشكل رسمي على عضوية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أقدم جنود الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال خالدة جرار، وهي عضو المجلس التشريعي والقيادية في منظمة التحرير الفلسطينية، التي أدت دوراً رائداً في تدعيم طلب الانضمام الفلسطيني.
وقالت جرار في المقابلة:" دائماً يطرح علي سؤال: هل سيكون لدينا انتفاضة ثالثة أم لا؟ ليس هذا هو السؤال. إنه ربيع شعبي وسوف يتطور بطريقة يشارك فيه كل الناس وسوف يتوسع" وفق وصفها".
وأشارت إلى أن رد إسرائيل على الانتفاضة الجديدة سيكون المضي قدماً في طريق الضم والإبعاد، وتساءلت: "هل الشعب الفلسطيني مستعد لمواجهة إجراءات عسكرية أقسى؟ لدينا روايتان. أما الأولى فتقول إننا أرهقنا واستنزفنا وقد فازت إسرائيل علينا، بينما تقول الثانية عكس ذلك تماماً".
وتابعت: "نعم.. هناك روايتان. هذا الأمر موجود منذ زمن طويل، فما الذي تقوله بشأن انتفاضة شعبية جديدة؟ هل الناس مستعدون لذلك؟ الناس دائماً يتفاعلون مع ظروفهم ومع كرامتهم، وهي في غاية الأهمية أيضاً. بمعنى آخر، الوضع يزداد سوءاً على سوء، ولذلك فليس هناك ما نخسره".
"ليس لدى الفلسطينيين ما يخسرونه"
وعندما سئلت عن بيوت وسيارات ووظائف وتجارة يمكن أن يخسرها الناس، أجابت جرار: "معظم الناس يعيشون في فقر، ولذلك قد يؤثر ذلك على مصالح طبقة صغيرة جداً في المجتمع الفلسطيني، أما الأغلبية فليس لديها ما تفقده، سواء كانوا يعشون في المدن أو خارج الأرض. نعرف أنه لا يوجد نضال من غير تضحيات والفلسطيني جاهز دوماً. دون قرارات، ودون وضع الشكل".
وقالت: "لقد كانت الانتفاضة الأولى مختلفة في آلياتها عن الانتفاضة الثانية. لماذا؟ لأنه توجد سلطة فلسطينية، ولأن عليك السير إلى الحدود، أما في الانتفاضة الأولى فكان الاحتلال جاثماً أمام عتبة بيتك. لا أدري ما هي الآلية التي ستنتجها الانتفاضة الثالثة".
وحول احتمالية مشاركة فلسطينيي الـ48، قالت جرار إنه قد تبدأ من هناك، معللة ذلك بأن الإسرائيليين لا يتورعون عن الحديث بصوت مرتفع بأن إسرائيل هي لليهود فقط، مضيفة أن "ذلك يعني بالنسبة للفلسطيني الذي يعيش هناك أنهم السكان الأصليون، وسوف يكون لديهم رد فعل. ما هو شكله؟ لا أدري".
يشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت النائب جرار من منزلها في رام الله فجر الخمس، وعلل الاحتلال الإسرائيلي سبب اعتقال البرلمانية جرار هو عصيان أمر يحظر عليها دخول مدينة رام الله.
ووفق إفادة اللجنة الإعلامية في المجلس التشريعي، فإن عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال يصبح باعتقال النائب جرار 16 معتقلاً في السجون الإسرائيلية.