طالبت رابطة تجار
السجائر بمحافظتي القاهرة والجيزة، بتقنين زراعة وتجارة وتعاطي مخدر
الحشيش في
مصر، وفرض ضرائب على تداوله لإنقاذ
الاقتصاد المتردي.
وأكدت الرابطة، فى بيان أصدرته الأحد، تلقت "عربي21" نسخة منه أن "إتاحة تداول الحشيش سيزيد من إيرادات الحكومة، ويساهم بشكل كبير في سد عجز الموازنة خلال سنوات قليلة".
وقال أسامة سلامة، رئيس رابطة تجار السجائر: "إن حجم تجارة الحشيش سنوياً في مصر تقارب 42 مليار جنيه وهو ما يمثل 2.5% من الدخل القومي، كما تكلف الدولة أكثر من مليار جنيه لمكافحتها،
مؤكداً أن ما تنجح الشرطة في ضبطه لا يتجاوز 15% من الكميات، التي يتم تداولها في السوق المحلية".
وأوضح سلامة أنه "إذا تم تقنين تداول الحشيش فإن الحكومة يمكنها تحصيل 4.2 مليار جنيه إذا فرضت ضريبة بقيمة 10% فقط على تلك التجارة الرابحة"، مشيراً إلى أن "الدولة يمكنها مضاعفة هذه الإيرادات عبر زيادة نسبة الضريبة تدريجياً لتصل إلى 50%، فضلاً عن توفير تكاليف مكافحة تجارة الحشيش وتفريغ الأجهزة الأمنية والرقابية لحماية الأمن القومي".
وأكد رئيس الرابطة أن "نصف الشعب المصري يتعاطى الحشيش"، متسائلاً: "طالما الحشيش موجود في البلاد بشكل غير شرعي، فلماذا لا نقننه بشكل شرعي ليكون مسموحاً بتداوله؟".
وتابع "كيف تسمح الدولة لنفسها بالاتجار في الحشيش والأفيون الذي يدخل في صناعة الأدوية، وتمنعه عن عامة التجار"، مشيراً إلى أن "هذا القرار سيزيد من إنتاج مصر من الحشيش، وبالتالي يمكن تصديره إلى الخارج ليصبح أحد موارد الدخل القومي للبلاد".
كلام مجانين
وأجرى أسامة سلامة، رئيس رابطة تجار السجائر، مداخلات هاتفية مع عدد من الفضائيات المصرية لشرح دعوته المثيرة للجدل، استنكر خلالها سخرية البعض مما أسماه "فكرة اقتصادية سليمة".
من جانبه علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على تلك الدعوة بقوله إنها "كلام لا يصدر إلا من مجانين"، مضيفاً أن "هذه الفكرة ينطبق عليها الحديث الشريف "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
وأكد كريمة في تصريحات صحفية أن "الحشيش وباقي المخدرات محرمة مثل الخمر، وهي من الجرائم التي يستوي فيها المتداول والمتعاطي"، مشيراً إلى أن "الخمر ملعون بائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة له، وبالتالي فإن هذه الدعوة ستتسبب في أن تحل اللعنة على البلاد والعباد".
كما استنكرت الإعلامية لميس الحديدي، الفكرة وقالت خلال برنامجها على قناة "سي بي سي" "بيطالبوا بتقنين الحشيش وكأن مفيش مشاكل في مصر، دا احنا عايزين الناس تفوق مش تتسطل أكتر".
وقال الشيخ إسلام النواوي، إن هذه الدعوة تعد استهتاراً بالدين والقانون وبعقول الناس، مضيفاً أنه إذا كان الربح المادي سيفيد الدولة، فإنه في مقابل ذلك سيفسد عقول أبنائها.
وكانت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، قد طالبت قبل عدة سنوات بإباحة ممارسة الدعارة، مقابل أجر مادي على أن تجدد الرخصة للمومسات سنوياً، بعد إجراء كشف صحي دوري عليهن، مبررة دعوتها بأنها تحمي المجتمع وتحمي السيدات العاملات في هذه المهنة.
الحشيش مخدر شعبي في مصر
من جانبها اعترفت وزارة الداخلية بانتشار مخدر الحشيش في أوساط المصريين بشكل كبير في العقود الأخيرة.
وقال اللواء أحمد الخولي مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات، إن الحشيش أصبح مخدراً شعبياً في مصر، مشيراً إلى أن مصر تشتهر بتعاطي مخدر الحشيش منذ مئات السنين.
وأضاف الخولي خلال حواره مع قناة "تن" مساء السبت، أن الحكومة تحاول توعية الناس بخطورة تعاطي الحشيش وتحذرهم من أضرار إدمانه، إلا أن أعداد المتعاطين لهذا المخدر في تزايد مضطرد.