مع استشهاد الأسير المحرر جعفر إبراهيم عوض (22 عاما) من بلدة بيت أمر شمال الخليل في الضفة الغربية، يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة إلى 207 شهداء، وفق ما صرح به الباحث في هيئة شؤون الأسرى والمحررين قاسم عواد.
واستشهد عوض فجر الجمعة، وقالت المصادر الطبية في مستشفى الميزان التخصصي بالخليل إن "الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذ حياة الأسير المحرر عوض الذي أدخل قسم العناية المكثفة نتيجة تدهور وضعه الصحي، بعد الإفراج عنه من معتقلات الاحتلال
الإسرائيلي قبل ثلاثة أشهر نظراً لسوء وضعه الصحي".
وقال عواد في حديثه مع "
عربي21" إن "الشهيد الأسير المحرر جعفر عوض عانى من التهاب رئوي حاد، ومشاكل في التنفس، وضعف شديد في عضلة القلب، إضافة إلى أمراض: السكري، وخلل في الغدّة الدرقية والبنكرياس، أشبه بشلل في تفاحات العين، وخلال فترة اعتقاله تعرض لإهمال طبي متواصل أدى إلى استفحال المرض وبشكل كامل".
وأضاف أن الشهيد وُلد بتاريخ 1992/11/8م، وهو أعزب من بلدة بيت أمر قضاء محافظة الخليل، وكان قد تعرض للاعتقال في مرة سابقة في سجون الاحتلال على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وأفرج عنه قبل نحو ثلاثة أشهر، بعد اعتقال دام نحو عام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح عواد، وهو أسير محرر أمضى 10 سنوات في سجون الاحتلال، أن "سلطات الاحتلال ما زالت تمعن في ممارسة القتل الممنهج للأسرى الفلسطينيين، من خلال سياسة
الإهمال الطبي المتبعة بحق الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها، وما استشهاد الأسير المحرر جعفر عوض إلا استمرار لهذا النهج الذي تسلكه إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية".
ومن مظاهرة سياسة الإهمال الطبي، قال إنه يتم تأخير تحويل الأسرى المرضى إلى المستشفيات، ويُقدَّم لهم علاج سطحي لفترات قد تصل إلى أشهر، مما يجعل الأمراض تتمكن من أجساد الأسرى المرضى.
ونوه إلى أن عدم تطوير مستشفى الرملة وبقاءه بـ"الظروف غير الإنسانية"، وبظل عدم وجود وضع صحي وكادر طبي معالج في هذا المستشفى، يجعل مهمته إبقاء الأسير أطول فترة ممكنة حتى يتعذب وهو على قيد الحياة بدل الإسراع لعلاجه، وفق تعبيره.
وكشف أن هنالك 1200 حالة مرضية بين الأسرى، منها 24 حالة سرطان خبيث بحاجة لعلاج سريع، إضافة إلى 50 حالة مرضية مستعصية.
وتابع أن 6500 أسيرا فلسطينيا مهددون بالموت في سجون الاحتلال؛ نتيجة الإهمال الطبي وسياسة القتل الممنهج.
ودعا قاسم المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية إلى فتح تحقيق في ظروف اعتقال الأسرى، والإفراج عنهم.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين كشفت بداية الشهر الجاري، أن الأسرى المرضى في سجن مستشفى الرملة والبالغ عددهم 16 أسيراً مقيمين بشكل دائم، يتعرضون لأبشع أشكال الإهمال الطبي المتعمد من إدارة السجون الإسرائيلية، حيث لا يقدم لهم شيء من العلاج سوى مسكنات من نوع (كرامتكس) وفي بعض الأحيان "فولتارين".
وأوضحت الهيئة أن الأسرى المرضى في سجن المستشفى يعيشون أوضاعاً أقل ما يمكن وصفها بأنها مأساوية، فبالإضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد، لا يوجد هناك أي خصوصية في التعامل معهم، علماً أنهم يعانون من أمراض صعبة جداً كالسرطان وفيروسات في الكبد وشلل وغيرها، ويتم التعامل معهم كغيرهم من الأسرى في باقي السجون، حيث يتم اقتحام القسم وتفتيشه باستمرار، ويرقدون على أسرة السجن مقيدي الأيدي والأرجل، والمثبتة بها بسلاسل حديدية.
وقالت الهيئة: "الأسرى المرضى يستخدمون حقل تجارب من إدارة السجون، ومعظم العاملين بالقسم لا يملكون المؤهلات العلمية في مجالي الطب والتمريض، ويتم التعامل مع الأسرى باستخفاف واضح وانتقامي".
وطالبت الهيئة منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية كافة تحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء الأسرى، الذين يقضون ساعات يومهم كلها بين الأوجاع والآلام، فمن غير المنطق أن يبقى المجتمع الدولي يؤدي دور المشاهد أمام هذه الجرائم كلها".
والأسرى المرضى في سجن مستشفى الرملة هم: "منصور موقدة، ناهض الأقرع، إياد رضوان، راتب حريبات، محمد سلايمة، محمود أبو إصبع، شادي دراغمة، حسن حداد، معتز عبيدو، أشرف أبو الهدى، يوسف نواجعة، معتصم رداد، صلاح الطيطي، مصطفى بلوط، عنان جلاد، خالد الشاويش".
وقال مدير نادي الأسير في الخليل، أمجد النجار، إنه تقرر تشييع جثمان الشهيد جعفر عوض اليوم بعد صلاة الجمعة من مسجد بيت أمر الكبير في بلدته قضاء الخليل، إلى مقبرة البلدة على المدخل الرئيسي.