أفادت مصادر ليبية ومالية أن عمليات للبحث عن جثة القيادي في "
القاعدة" مختار بلمختار جارية في مالي وليبيا، بعد أن تداولت مصادر قبلية في شمال مالي وجنوب غربي
ليبيا معلومات حول مقتله مسموما.
وتتهم
الجزائر بلمختار بالتخطيط لعملية احتجاز الرهائن في مصنع الغاز في عين أمناس جنوبي الجزائر في كانون الثاني/ يناير 2013.
وقال أوكسو أبو بكر، أحد أعيان منطقة أوباري، جنوب غربي ليبيا، إن "قوات من كتائب مسلحة مكونة من قبائل التبو الليبية بدأت السبت، عملية للبحث عن مكان دفن الجثة المفترضة للقيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار".
وأضاف أبو بكر "تداول الناس منذ أكثر من أسبوعين في أوباري في غدامس أخبار مقتل مختار بلمختار، واختلفت الروايات حول سبب مقتله".
وبدأ مقاتلون من كتائب مسلحة تابعة لقبائل التبو، بحسب المصدر ذاته، في البحث عن مكان دفن جثة بلمختار طمعا في المكافأة المالية الضخمة التي تم رصدها من قبل الفرنسيين مقابل أية معلومات تقود إلى قتل أو اعتقال مختار بلمختار، وتصل قيمة المكافأة المرصودة مقابل رأس بلمختار إلى 5 ملايين دولار.
وتابع "تجري عملية البحث عبر الاستعانة بقصاصي الأثر، وتتم في مواقع بالصحراء الليبية بالقرب من الحدود بين ليبيا والنيجر وهي المواقع التي تتحرك فيها كتيبة الملثمون التي يقودها مختار بلمختار".
وفي شمال مالي، تجري عملية مشابهة تقريبا، حيث بدأت قوات فرنسية ومالية في البحث عن أية آثار تدل على جثة بلمختار.
وقال حسن ابن همال، أحد أعيان قبيلة البرابيش، التي ترتبط بصلة مصاهرة مع مختار بلمختار وعضو الحركة العربية الأزوادية في شمال مالي: "جاء قبل أيام قليلة ضباط فرنسيون بصحبة ضباط من الجيش المالي إلى منطقة أوني شمال مدينة غاو بشمال مالي، وطلبوا من عدد من أبناء القبيلة معلومات حول أصهار بلمختار وزوجته من أجل استجوابهم حول مصير أمير كتيبة الملثمون، بعد انقطاع أخبار مختار بلمختار منذ أكثر من شهر".
وقال مصدر أمني جزائري، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "المعلومات حول موت مختار بلمختار مسموما غير مؤكدة، ونحن لن نؤكد مقتل بلمختار إلا بعد العثور على جثته"، مضيفا "في عدة حالات يعود إرهابي للظهور بعد تداول أخبار مقتله، الأمر الوحيد المؤكد في الموضوع هو أن أمير كتيبة الملثمون انقطعت كل أخباره منذ أكثر من شهر".
وأشار المصدر إلى أن "كل التقارير الأمنية تشير إلى أن مختار بلمختار غاب بشكل مثير للانتباه، ويعود تاريخ آخر ظهور له إلى شهر آب/ أغسطس 2014 عندما أعلن مبايعة أيمن الظواهري".
ويتهم مختار بلمختار بالتخطيط لعملية احتجاز الرهائن الغربيين، في مصنع الغاز بمنشأة تيقنتورين بعين أمناس جنوب الجزائر في يناير 2013، وقد أسفرت عن مقتل 38 رهينة أجنبي بعد محاولة الجيش الجزائري تحريرهم.
ومختار بلمختار، واسمه الحقيقي خالد أبو العباس، هو "جهادي" جزائري ينشط شمال مالي، وقائد كتيبة الموقعون بالدم التي تبنت الهجوم على المنشأة الغازية جنوب شرق الجزائر نطلع العام 2013.
وكان بلمختار، الشهير بلقب الأعور، أميرا في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وقرر مغادرة التنظيم نهاية العام 2012 رفقة أتباعه في كتيبة الملثمون.
فحص جثة "إرهابي"
وفي سياق آخر، أخضع الجيش الجزائري عينات من جثة إرهابي قتل يوم الخميس الماضي في منطقة بودواو شرق العاصمة الجزائرية للفحص باستعمال تقنية الحمض النووي لتأكيد أو نفي مقتل مفتي جماعة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم الدولة.
وقال مصدر أمني جزائري، طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأناضول، إن "خبراء في الحمض النووي تابعين لوزارة الدفاع الجزائرية يعملون حاليا على فحص عينات من أنسجة إرهابي قُتل في اشتباك بين قوات خاصة جزائرية ومجموعة مسلحة الخميس في منطقة بودواو شرق العاصمة".
وقال مصدرنا إن "العملية الأمنية التي شاركت فيها وحدة من نخبة القوات الخاصة الجزائرية جاءت بناء على معلومة تفيد بوجود مفتي تنظيم جند الخلافة الموالي لتنظيم الدولة في المكان المستهدف وأسفرت العملية عن قتل 4 مسلحين فجر أحدهم عبوة ناسفة أسفرت عن بتر أحد أطرافه وتشوه جثته بالكامل لدرجة بات التعرف عليها مستحيلا".
وبحسب المصدر ذاته "رفعت عينات من أنسجة القتيل للتأكد من هوية صاحب الجثة، ويشتبه الجيش الجزائري في أن الجثة هي لعثمان العاصمي مفتي جماعة جند الخلافة، بسبب اكتشاف وثائق تخص تنظيم جند الخلافة في مكان غير بعيد عن المخبأ الذي هاجمته القوات الخاصة الجزائرية".
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية الخميس الماضي في بيان نشر على موقعها الرسمي على الإنترنت أن "فرقة للجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي لبومرداس قضت على أربعة إرهابيين، صباح الخميس في حدود الساعة السابعة وثلاثين دقيقة، على إثر عملية متابعة وتمشيط تمت بالقرب من منطقة واد واقصر، بلدية الخروبة بدائرة بودواو".
ولم تحدد الوزراة هوية المسلحين، لكن خبراء أمنيين جزائريين يؤكدون أن المحافظات الواقعة جنوب وشرق العاصمة هي مناطق معروفة بنشاط عناصر ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إلى جانب عناصر التنظيم الجديد المنشق عن القاعدة والذي يسمى "جند الخلافة في أرض الجزائر" والموالي لتنظيم الدولة.