فتحت مراكز اقتراع بالسودان في الثامنة من صباح اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي، أبوابها أمام الناخبين للتصويت في أول انتخابات عامة تجرى في البلاد منذ انفصال الجنوب في 2011، وسط مقاطعة فصائل المعارضة السياسية.
وفتحت مراكز الاقتراع في 15 ولاية من أصل 18 أبوابها أمام الناخبين، فيما ستفتح في الثلاث الأخرى في وقت لاحق، بحسب ما حددت المفوضية القومية للانتخابات.
والولايات التي بدأ بها التصويت هي: الخرطوم، والجزيرة، والشمالية، وسنار، والنيل الأزرق، ووسط دارفور، وجنوب دارفور، وشرق دارفور، والنيل الأبيض، وكسلا، والقضارف، والبحر الأحمر، وجنوب كردفان، وشمال كردفان، وغرب كردفان.
والولايات الثلاث التي ستفتح هي: شمال دارفور، وغرب دارفور (غربا)، ونهر النيل (وسط البلاد).
وبحسب المفوضية القومية للانتخابات، فإنه من المقرر أن يتوجه 13.6 مليون سوداني من أصحاب حق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع تنتشر في أنحاء البلاد لانتخاب رئيس جديد للبلاد ونواب البرلمان والمجالس التشريعية (الإقليمية) في الولايات.
ويصوت الناخبون على سبع بطاقات، الأولى خاصة بمنصب رئاسة الجمهورية الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس عمر البشير، وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له.
وتشمل عملية التصويت ثلاث بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25% من مقاعد البرلمان بنص الدستور.
علاوة على ذلك توجد ثلاث بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية.
ومن المتوقع أيضا أن يفوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالانتخابات التشريعية. وبدت الشوارع هادئة في العاصمة بعد إعلان الحكومة السودانية في وقت متأخر من مساء أمس الأحد.
وفي الانتخابات الرئاسية، يخوص السباق على منصب الرئيس 16 مرشحًا، بينهم الرئيس الحالي عمر البشير ذو الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة التي تحظى بشعبية في السودان، وتشمل حزب "الأمة القومي" بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، وحزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي، و"الحزب الشيوعي السوداني".
وتطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات للمشاركة في عملية حوار شامل دعا إليها الرئيس عمر البشير مطلع العام الماضي، ضمن شروط أخرى تشمل إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على صياغة دستور دائم، وإجراء انتخابات نزيهة.
وقبل أيام، أعلن رئيس هيئة أركان "الجبهة الثورية"، نائب رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال"، عبد العزيز الحلو، عن حملة عسكرية لتخريب العملية الانتخابية في جنوب كردفان، مضيفا أن الرئيس السوداني عمر "البشير يريد التمديد لنفسه خمس سنوات، ولن نسمح بذلك".
وفي الانتخابات البرلمانية، يتنافس 1072 مرشحًا على مقاعد البرلمان الوطني البالغة 425 مقعدًا، في حين يتنافس أكثر من سبعة آلاف مرشح على مقاعد المجالس التشريعية للولايات الـ 2235.
ووصل البشير (71 عاما) إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1989، مدعوما من الإسلاميين، وتم التجديد له في انتخابات أجريت عام 2010، وقاطعتها فصائل المعارضة.
وانتقد الاتحاد الأوروبي
الانتخابات السودانية. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني الخميس إنه لا يمكن للانتخابات المقبلة أن "تعطي نتائج ذات مصداقية وقانونية في كل أنحاء البلاد (...) بعض المجموعات مستبعدة والحقوق المدنية والسياسية منتهكة".
من جهتها، حذرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا من "غياب أجواء تساعد على إجراء انتخابات نزيهة وتشاركية".