دخلت عملية "
عاصفة الحزم"، التي يشنها تحالف من 10 دول تقوده
السعودية ضد أهداف للحوثيين والنظام السابق في
اليمن، الخميس، أسبوعها الرابع، فيما تفاقمت الأزمة الإنسانية لليمنيين بين سماء تسيطر عليها "العاصفة"، وأرض يتوغل فيها تحالف الحرب الداخلي (
الحوثي-صالح)، وغموض يكتنف المستقبل السياسي لليمن "غير السعيد"، ليبقى معلقا بين سماء وأرض.
وترصد "الأناضول" التطور الميداني والسياسي والوضع الإنساني في اليمن خلال الأسبوع الثالث من "عاصفة الحزم"، التي انطلقت فجر الخميس 26 آذار/ مارس الماضي:
الوضع الميداني
خلافا للأسبوعين الماضيين، فقد كان الأسبوع الثالث من عاصفة الحزم رؤوفا بالعاصمة صنعاء، التي نالت قسطا من طمأنينة فقدتها في الأيام الأولى للحرب، ويقول شهود عيان إن طائرات التحالف انتهت على الأرجح من تدمير معسكرات "الصباحة" و"عطان" وقاعدة الديلمي العسكرية، وجميعها يسيطر عليها الحوثيون وموالون للنظام السابق.
وتلقت محافظة صعدة، معقل الحوثيين، خلال الأسبوع الثالث من العاصفة ضربات مكثفة طالت بالإضافة للأهداف العسكرية، مرافق حيوية، وقال سكان محليون إن الغارات استهدفت مبنى فرع وزارة المالية، وفرع بنك التسليف الزراعي والبريد والمجمع الحكومي ومحطات اتصالات ومواقع نفطية، وتجمعات حوثية على الحدود اليمنية السعودية.
من جهتها دشنت قوات الحوثي وصالح معاركها الرسمية في مأرب (شرقا)، وبدأت منذ الثلاثة أيام الأخيرة من الأسبوع الثالث لـ"العاصفة" تخوض معارك شرسة مع القبائل مدعومة بتعزيزات عسكرية محسوبة على الرئيس عبدربه منصور هادي، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، بحسب مصادر قبلية.
أما في تعز (وسط البلاد)، وقبل تمام الأسبوع الثالث، فقد أفادت الأنباء نقلا عن سكان محليين، مساء الأربعاء، بتوجه حشود، ومصفحات عسكرية حوثية إلى منطقتي "المرور" و"الحصب"، في مؤشر لتفجير الصراع بشكل رسمي في تعز، فيما بدأت تتشكل "مقاومة شعبية" داخل المدينة لمساندة "اللواء 35" الذي أعلن تأييده لشرعية "هادي" لمواجهة الحوثيين الساعين للسيطرة على المحافظة.
وفي عدن (جنوبا)، تتواصل المواجهات بين الحوثيين من جهة و"المقاومة الشعبية" والموالين للرئيس هادي من جهة أخرى، فيما تعرض عدد من الأحياء السكنية لقصف مدفعي من جانب الحوثيين موالين لصالح، لا سيما في مدينتي "خورمكسر" و"المعلا"، بحسب شهود عيان ومصادر ميدانية.
وتوسعت المواجهات بين "المقاومة الشعبية" والقبائل من جانب وتحالف (الحوثي- صالح) من جانب آخر لتشمل محافظة الضالع (جنوبا)، في حين بسط الحوثيون سيطرتهم على محافظة شبوة (جنوبا).
وكان المتحدث العسكري باسم قوات تحالف "عاصفة الحزم" العميد أحمد عسيري، قال السبت الماضي إن 500 من عناصر الحوثي قتلوا خلال المواجهات الحدودية بين الجانبين، مضيفا أن التحالف نفذ 1200 طلعة جوية ضد مواقع الحوثيين منذ بداية العملية في 26 آذار/ مارس الماضي، في حين قتل ستة سعوديين منذ بدء العملية، بحسب بوزارة الدفاع السعودية.
وقال عسيري، الأربعاء، إن عددا كبيرا من الألوية فهمت الرسالة، وعادت وأعلنت دعمها للشرعية، ومنها الألوية 123 و127 و137، في حين رد على سؤال خلال موجزه الصحفي اليومي، الاثنين الماضي، حول تقديرات تقول إن عمليات التحالف دمرت حتى الآن 10% من الذخيرة والأسلحة، التي يمتلكها الحوثيون، قائلا إن حجم المستودعات التي تتواجد داخل الأراضي اليمنية كبير.
أما الناطق باسم القوات الموالية لجماعة الحوثي، العميد الركن شرف غالب لقمان، فقال خلال مؤتمر صحفي، الاثنين الماضي، في العاصمة صنعاء، إن 2571 مدنيا بينهم 381 طفلا وطفلة و214 امرأة سقطوا "منذ بدء العدوان على اليمن"، على حد وصفه. فيما بلغ عدد الجرحى 3897، مضيفا أن طائرات التحالف استهدفت 334 تجمعا سكانيا، و2265 منزلا منها 91 منزلا تم تدميرها على ساكنيها، في حين بلغ عدد النازحين 40 ألف أسرة.
عاصفة الحزم.. سياسيا
أصدر مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء الماضي، قراره رقم 2216 لعام 2015 تحت الفصل السابع، ينص في أهم بنوده على: فرض عقوبات على زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي ونجل الرئيس السابق أحمد
علي صالح، وفرض حظر على توريد السلاح لجماعتيهما (الحوثيين والعسكريين الموالين لصالح)، ودعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتفتيش السفن المتوجهة إلى اليمن.
ودعا القرار جماعة الحوثي والموالين لصالح إلى: الانسحاب من المدن التي سيطروا عليها بما فيها العاصمة صنعاء، وتسليم السلاح للدولة، ووقف العنف في اليمن، وتلبية الدعوة الخليجية للحوار في الرياض تحت سقف المبادرة الخليجية.
من جانبه، أصدر الرئيس هادي، الأحد الماضي، قرارا جمهوريا بتعيين خالد محفوظ بحاح نائبا لرئيس الجمهورية مع الاحتفاظ بمنصبه رئيسا للحكومة، وأدى بحاح، الاثنين، اليمين الدستورية أمام هادي في مقر السفارة اليمنية بالرياض.
وعقدت الحكومة اليمنية، الثلاثاء الماضي، أول اجتماعاتها، في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة بحاح، وأكد خلاله أن الفريق الحكومي يعمل بجدية على إيجاد حلول للوضع الإنساني ومعالجة وضع الجرحى في اليمن.
كما أن الناطق الرسمي للجيش الموالي للحوثيين، العقيد الركن شرف لقمان، دشن الخميس الماضي، أولى مؤتمراته الصحفية في العاصمة صنعاء، مكتفيا في المؤتمر الأول بتوعد دول تحالف "عاصفة الحزم" بجعل اليمن "مقابر للغزاة".
من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، إن مستشار الأمين العام الخاص إلى اليمن، جمال بنعمر، أعرب عن رغبته في تولي مهمة أخرى.
وأضاف المتحدث، في بيان أصدره في وقت متأخر مساء الأربعاء بتوقيت نيويورك، أنه "حتى يتم تعيين خلفا له، فإن الأمم المتحدة، وحتى ذلك الوقت، ستواصل عدم ادخار أي جهد لإعادة إطلاق عملية السلام، بهدف إعادة عملية التحول السياسي إلى مسارها الصحيح".
وأصدرت قمة وزراء خارجية الدول الصناعية السبع الكبرى (فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وكندا)، الأربعاء، بيانا، أعلنت فيه دعم الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي، لكنها دعت إلى أن "تتواءم كافة التدخلات في اليمن مع القانون الدولي".
في تطورات الوضع السياسي، قال "
حزب الله" اللبناني الشيعي إن "ارتباط" تيار "المستقبل" السني اللبناني بالسعودية و"استماتته" بالدفاع عنها لن يجعل الحزب يسكت عن "العدوان" على اليمن، وذلك ردا على تصريحات لوزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، المحسوب على تيار "المستقبل"، اتهم خلالها إيران، بأنها تقود "عاصفة الوهم" بينما "السعودية تقود عاصفة الحزم" في وجهها.