تتبعت صحيفة
مصرية أداء السبعة عشر محافظا الذي عينهم الرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، على رأس 17 محافظة مصرية بقرار جمهوري يوم 7 شباط/ فبراير الماضي.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه المحافظات باتت تغرق تحت تلال من
القمامة، وببحور من الصرف الصحي، كما تزايدت معاناة المواطنين من جراء سوء أداء هؤلاء المحافظين، وإهمالهم للخدمات، والتعليم، والصحة، والمرافق، وغيرها من الظروف المعيشية.
فقد قالت صحيفة "المصري اليوم"، الإثنين، إن الحكومة أكدت عندما أعلنت حركة المحافظين التى شملت سبع عشرة محافظة، في السابع من فبراير الماضي، أن المهمة الرئيسة للمحافظين الجدد هي سرعة إنجاز المشروعات المعطلة، وحل مشكلات المواطنين، لكن المواطنين انتظروا شهرا، وشهرين، وقاربوا على الشهر الثالث، دون جدوى.
وأشارت إلى أنه من شوارع الغربية وبورسعيد والأقصر ومطروح ودمياط والمنوفية وميادين الجيزة والإسماعيلية والإسكندرية، وقرى ونجوع سوهاج وكفر الشيخ الفيوم والشرقية وأسيوط والدقهلية والبحيرة وبني سويف، ما زال المواطنون يحلمون بانتهاء أزمات البوتاجاز والوقود والكهرباء والإسكان، ويبحثون عن حقوقهم التي دخلت متاهة الجهاز الإداري بالمحافظات.
وبالنسبة للإسكندرية، وجه سياسيون ومواطنون انتقادات لاذعة للمحافظ هاني المسيري، وسادت موجة من الغضب العارم بين مواطني الثغر بسبب عدم إنجاز أي شيء على أرض المحافظة، منذ توليه مهام منصبه قبل أكثر من شهرين.
وطالبوا بالاهتمام بالمشروعات التعليمية والخدمية في المحافظة، وعلى رأسها وقف البناء المخالف والعشوائي، والنظافة وتحقيق الأمن في الشارع، فيما دافع المحافظ عن نفسه، قائلا إنه لا يوجد لديه ميزانيات متوفرة في المحافظة لبدء تنفيذ هذه المشروعات، وأنه ينتظر الميزانية الجديدة لبدء مشروعات جديدة.
وفي الجيزة، أشار مواطنون إلى استمرار معاناة المواطن من مشكلات القمامة، وفوضى الإشغالات بالشارع، مؤكدين أن المحافظ الجديد لم يقدم الكثير للمحافظة، ما دعا البعض لوصفه بـ«ابن ناس ومش واخد على البهدلة»، بينما الباعة الجائلون ما زالوا يفرضون سيطرتهم الكاملة على ميدان الجيزة، تحت قوة السلاح.
وبالنسبة لسوهاج، قالت الصحيفة إنه برغم مرور شهرين على تولى الدكتور أيمن عبدالمنعم مهام منصبه كمحافظ، وإطلاق تصريحاته، بأن الرئيس «السيسى» شدد عليه بالعمل على حل الأزمات العالقة التي يعاني منها أبناء المحافظة، باعتبارها من أفقر المحافظات على مستوى الجمهورية، إلا أن أداء المحافظ لم يكن على المستوى المطلوب في رأي عدد كبير من ممثلي القوى السياسية والحزبية بالمحافظة.
وعن الشرقية، فإن تلال القمامة تحاصر المدارس. وفي دمياط: وعود كثيرة ومشكلات أكثر ومواطنون ينتظرون الفرج.
ووصفت "المصري اليوم" الأقصر، بأن "عاصمة الحضارة" تغرق في الإهمال، أما محافظة بورسعيد فتعاني من أزمات عدة، وقضايا مهمة، فضلا عن الفساد الذي استشرى بصورة كبيرة فيها.
وعن البحيرة، لخصت الصحيفة الوضع بقوله: "مشروعات متعثرة، وقمامة منتشرة، ومحافظ لا يحب الصحفيين".
وفي الغربية: "إرهاب وقمامة وأزمة وقود وباب المحافظ مفتوح"، حيث أزمات عدة تراكمت، وبرغم تغيير المحافظين إلا أن الأزمات ظلت كما هي، دون حلول جذرية حاسمة، بدءا من ملف النظافة في المدن، وأزمة الوقود التي تفاقمت دون ظهور بوادر للحل وأزمة الكهرباء، فضلا عن أزمات البناء، خاصة أن المحافظة ليس لها ظهير صحراوي أو شواطئ بحرية..
ويبقى الملف الأمني المشكلة «العقدة»، التي تضع المحافظ الجديد سعيد مصطفى كامل، في أزمة، بسبب حالة الانفلات الأمني والانفلات العام، والأعمال الإرهابية، التي انتشرت بصورة غير مسبوقة، في شتى أنحاء المحافظة.
وفي بني سويف يواجه المحافظ المستشار محمد سليم، 4 ملفات شائكة، أولها الطرق الصحراوية ومعديات النيل التي تقتل مئات المواطنين سنويا، والتعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، إلى جانب مشكلة الصرف الصحي، التي تشكل عائقا أمام أكثر من 40 ألف مواطن، وأزمة البوتاجاز التي تتسبب في معارك يومية بين المواطنين وأصحاب المستودعات.
وفي الفيوم تنتظر القوى السياسية رؤية واضحة وغير تقليدية يطرحها المحافظ الجديد لإدارة شؤون المحافظة، وأن يلقى نظرة على الوحدات المحلية للمراكز والمدن والقرى، علما بأن كثيرا منها يحتاج إلى تدخل فوري نتيجة تردي الأوضاع فيها، وإجراء حركة تغييرات لضخ دماء جديدة قادرة على أداء العمل بما يشعر المواطن بتحسن في مستوى الخدمة.
وفي الدقهلية اتهم مواطنون المحافظ حسام الدين إمام بالفشل في مواجهة المشكلات الأساسية للمواطنين مثل النظافة وأزمة أنابيب البوتاجاز وانحيازه للأغنياء على حساب الفقراء، فيما اتهمه عدد من المنتمين للقوى السياسية بتجاهل لقائهم لمناقشة مشكلات المحافظة، وتجاهله عقد لقاء بلجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية رغم طلبهم اللقاء أكثر من مرة.
كما اتهم مواطنون المحافظ بالفشل في حل مشكلة القمامة واكتفى بتجميل الشوارع التي يمر عليها المسؤولون، بينما تنتشر أكوام القمامة بجوار بيوت الغلابة بالمناطق الشعبية، كما فشل في حل أزمة الأنابيب سواء بالكوبونات أو غيرها وما زالت طوابير الغلابة تنتشر للحصول على أنبوبة.
وقال عدد من ممثلى القوى السياسية والشعبية في الإسماعيلية إنهم لا يشعرون بأي تغيير في السياسات أو أي إنجاز ملموس على الأرض، برغم وجود مافيا المصالح والفساد في العديد من الإدارات والمحليات.
وهناك العديد من المشكلات المزمنة التي تتعلق بمياه الشرب، ما زالت موجودة في العديد من القرى بمحافظة الإسماعيلية، بجانب اقتناص أبناء المحافظات الأخرى فرص العمل بالمحافظة على حساب أبناء المحافظة وعدم وجود ضوابط توظيف واضحة، تضمن حصصا لأبناء المحافظة في المصالح الحكومية.
وفي كفرالشيخ.. الأزمات مستمرة، وطرقها بالغة السوء، وكذلك المستشفيات والإدارة المحلية بالمحافظة، وفشل المحافظ في حل أزمة أسطوانات البوتاجاز، حيث تفاقمت المشكلة، برغم أن مدينة دسوق على سبيل المثال بها غاز طبيعى ومصنع لتعبئة البوتاجاز، كما أن حالة الخبز بالغة السوء.