روى شاهد العيان، الصحفي سالم المحروقي، مشاهداته حول أحداث
قصر الاتحادية في مصر، مشيرا إلى أن المسؤول عن مقتل معارضي الرئيس محمد
مرسي ومناهضيه، إضافة إلى الصحفي الحسيني أبو ضيف، هو شخص واحد، علما بأن غالبية الضحايا هم من مؤيدي مرسي.
ويعمل المحروقي الآن في قناة الجزيرة، لكنه لم يكن حين وقوع الاشتباكات يعمل مع القناة، بل كان يعمل مع إحدى القنوات المحلية المناهضة لمرسي.
وفي تدوينة مطولة، تضمنت شهادته على أحداث الاتحادية، التي حكم بموجبها على الرئيس محمد مرسي، الثلاثاء، بالسجن المشدد لمدة 20 عاما، إضافة إلى خمس سنوات مراقبة، قال المحروقي: "كنت شاهد عيان على أحداث الاتحادية ولمدة ثماني ساعات متواصلة. كنت أنقل الأحداث من أمام القصر الجمهوري لإحدى قنوات الفلول، ولكنى ولله الحمد كنت أتابع ما يحدث بحيادية، ولم أنطق بكلمة واحدة تجافى الحقيقة أو تخالف ضميري، وهذا هو إيماني بدور الصحفي بغض النظر عن توجه الوسيلة التي يعمل فيها".
وأوضح المحروقي في شهادته تفاصيل أحداث الاتحادية: "لم أحضر الاشتباكات الأولية التي بدأت بعد صلاة العصر بين أنصار الإخوان ومؤيدي الرئيس (مرسي) من جهة، وبين معارضي الإعلان الدستوري والمعتصمين من جهة أخرى أمام مسجد عمر بن عبد العزيز، والتي لم تسفر عن إصابات تذكر".
ويقول المحروقي: "بالطبع أخطأ الإخوان حينما جاؤوا أمام القصر واشتبكوا مع المعتصمين، ظنا منهم أن هناك محاولة للانقلاب على مرسي وسيتم اقتحام القصر، وحتى ولو سلمنا بذلك، فليس هذا دورهم أبدا، حتى ولو تقاعست الأجهزة المعنية وتآمرت على الرئيس".
وأشار إلى ظهور عناصر مسلحة في صفوف المعارضين لمرسي، وقال "الأحداث الدموية بدأت فعليا نحو الساعة السابعة مساء، حينما أعاد المعتصمون تنظيم أنفسهم وتجمعت أعداد كبيرة منهم في اتجاه قصر الاتحادية من ناحية الخليفة المأمون.
ولكن المهم أن عناصر مسلحة بدأت في الظهور من ناحية المعارضين، وبدأوا في الهجوم على أنصار مرسي الذين كانوا قد أقاموا حاجزا بشريا لمنع تقدم المعتصمين إلى محيط القصر.. وبدأنا نسمع أصوات الرصاص ونشاهد المولوتوف والنيران المشتعلة في الإطارات.. وبدأ الضحايا والمصابون يتساقطون واحدا تلو الآخر، وغالبيتهم كان من طرف مؤيدي الرئيس".
وعن حادثة مقتل الصحفي الحسيني أبو ضيف، وهي من ضمن الاتهامات الموجهة للرئيس محمد مرسي، قال المحروقي: "كان أغلب الصحفيين يقفون وسط أنصار مرسي، وكنا نسمع أصوات طلقات الرصاص والخرطوش تأتى من الطرف الآخر، في الوقت الذى تسلح فيه أنصار مرسي بالعصى والطوب، ولم أشاهد معهم أي أسلحة -على الأقل في محيط المنطقة التي كنت أتنقل فيها- وخلال دقائق امتلأت سيارات الإسعاف بعشرات الضحايا والمصابين، ومنهم الصحفي الشهيد الحسيني أبو ضيف، الذى أعتقد أن الذى قتله هو نفسه الذى قتل الثمانية الآخرين من أعضاء الإخوان وكذلك الضحية العاشرة".
واختتم المحروقي شهادته قائلا: "الفاعل واحد.. ولكن العدالة في مصر للأسف ليست واحدة.. فمرسي وبقية المتهمين يحاكمون للتحريض على قتل اثنين أمام القصر منهم أبو ضيف.. فيما لم تحرك النيابة ساكنا حتى الآن بخصوص بقية الضحايا".
ووقعت أحداث الاتحادية في كانون الأول/ ديسمبر 2012، بين تحالف قوى معارضة، بزعامة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى من جهة، وبين المؤيدين للرئيس المصري آنذاك محمد مرسي وأفراد من جماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى، وذلك بعدما أصدر مرسي الإعلان الدستوري الذي يحصن قرارات الرئيس من الطعن أمام القضاء حتى إنجاز الدستور الجديد، ويمنحه صلاحيات وصفت بأنها واسعة، فدعت المعارضة أنصارها للخروج إلى الشارع والاعتصام، والتظاهر في محيطه، وكذلك فعل أنصار الرئيس، فتوجهوا إلى الاتحادية وحدث اشتباك بينهم. وسقط ثلاثة قتلى بين معارضي مرسي، وثمانية بين مؤيديه، فضلا عن مئات المصابين.
وكان أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس مرسي وباقي المتهمين في القضية قد قال، في تصريحات لصحيفة "رصد" المحلية، إن دعوى الاتهام استبعدت ثمانية من قتلى الاتحادية؛ لأنهم من أعضاء الإخوان المسلمين، حتى لا يوجه ذووهم اتهامات للشرطة. وعلى جانب آخر، تم إدراج اسمي قتيلين فقط في دعوى الاتهام يمثلهم 300 مدع ضد الرئيس مرسي.