يفتح الرواج الذي تشهده
الأطعمة والمشروبات الصحية التي هي بمثابة مكملات غذائية طبية ذات منافع صحية محتملة، الآفاق أمام اتفاقات اندماج هامة وسط المنافسة المحتدمة بين
شركات الطعام والدواء على سوق يقدر أن تصل قيمتها إلى 280 مليار دولار بحلول عام 2018.
وأصبح المستهلك يجد التشجيع على التحلي بقدر أكبر من الوعي والذكاء في انتقاء ما يتناوله، نظرا لتفشي السمنة وطفرة تكنولوجية تركز على اللياقة البدنية وترصد السعرات الحرارية التي تدخل الجسم وعملية الإحراق التي تحدث خلال التدريبات الرياضية.
وتشهد الآن الشركات التي تقدم منتجات مثل اللبن (الزبادي) الحيوي الذي يقول منتجوه إنه يساعد الهضم، وبسكويت "أوميغا 3" الذي يعتقد أنه يحسن أداء المخ والقلب، إقبالا متصاعدا على منتجاتها.
وقالت المجموعة الاستشارية "كيه بي إم جي" في تقرير نشر أمس الثلاثاء، "إنها مسألة وقت قبل أن يتصاعد الصراع إلى حروب للاستحواذ".
وقال جيريمي جونسون المدير الإداري لشركة بورن الاستشارية ومقرها كارولاينا: "الوقت موات للاندماج والاستحواذ وأعتقد أننا سنشهد الكثير".
وقد تأخذ على الأرجح شركات الطعام الخطوة الأولى سعيا وراء منتجات صحية لتحسين صورتها. أما شركات
الدواء التي تأثرت بانتهاء فترة البراءات وصعود تكنولوجيا الطب الحيوي، فقد تفكر في تصفية وحدات كما توقعت بورن باترنز التي قدرت أن تصل قيمة السوق إلى 280 مليار دولار عام 2018، أي ضعف حجمها عام 2011.
ولا تزال عمليات الاندماج والاستحواذ محدودة نسبيا حتى الآن، لكن الوتيرة آخذة في التسارع وحصرت بورن 185 حالة شملت شركات خاصة وعامة عاملة في مجال المكملات الغذائية والطبية عام 2014، بارتفاع عن 95 حالة فقط عام 2011.
ورغم أن مفهوم المكملات الغذائية الطبية "نوتراسوتيكال" ليس جديدا، واستحدث لأول مرة عام 1989، فإن مدير علوم الحياة في "كيه بي إم جي" كريس ستيرلينغ يعتقد أن التركيز الحالي على
الصحة سيحدث اتفاقات جديدة تربط بين الشركات، مع سعيها للاستفادة من الوعي الصحي المتنامي لدى المستهلكين.