أثارت واقعة دخول حمار إلى ساحة مطار القاهرة الدولي حالة من
السخرية في
مصر، كما فجرت انتقادات حادة للحكومة بعدما رأى المصريون فيها تجسيدا للإهمال والفشل وغياب الرقابة.
وكان نشطاء قد تداولوا مقطع فيديو على الإنترنت يظهر حمارا يسير هائما على وجه داخل
المطار ويحاول العمال اخراجه من المكان وسط استغراب المسافرين وضحكاتهم.
من جهتها، أعلنت وزارة الطيران في بيان لها -تلقت "عربي21" نسخة منه- فتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب الواقعة ومحاسبة المسئول عنها، لكن المتحدثة باسم المطار قالت إن الواقعة مدبرة.
واقعة مدبرة
وكعادة الحكومة المصرية منذ الانقلاب في إلصاق أي كارثة أو مصيبة تحدث في مصر بالإخوان، قال اللواء أحمد جنينة، رئيس مطار القاهرة في تصريحات تلفزيونية مساء الثلاثاء: "إن هناك أشخاص -لم يسمهم- كانوا وراء ظهور
الحمار في مطار القاهرة الذى يعتبر واجهة البلاد وتصويره عن عمد، في إشارة منه للإخوان".
وأضاف جنينة أنه "ربما يكون شخص ما قد حمل الحمار فوق سيارة نقل وتم إيداعه في جراج مخصص للحيوانات في المطار حتى يسيء لمظهر مصر الحضاري ويشوه صورتها في الخارج".
وأوضح أن "الحمار استغل وجود ثغرة أمنية ونجح في الدخول إلى مطار القاهرة"، مؤكدا أن "الأجهزة الأمنية وضعت خطة جديدة لتأمين الدخول والخروج من المطار".
وتعهد ألا تتكرر هذه الواقعة المؤسفة مرة أخرى، مشيرا إلى أنه "سعيد بهذه القضية لأنها جعلتهم يكتشفون ثغرة أمنية داخل الميناء سيتم معالجتها مستقبلا".
وشدد على أن "المطار يتم تأمينه بالكامل من خلال أسوار وكاميرات مراقبة ولا خوف عليه من أي اختراقات بعد واقعة الحمار"، مشيرا إلى أن "المناطق الصحراوية المتاخمة للمطار يتم الآن مسحها للتأكد من عدم وجود ممرات تسلكها الحيوانات لتصل إلى داخل المطار".
وأكدت حنان عبد المنعم المتحدثة باسم مطار القاهرة، أن "وصول الحمار إلى المطار تم عن طريق نقله بسيارة نقل، وإطلاقه في المطار"، مؤكدة أن "التحقيق لا يزال جاريا لمعرفة من يقف وراء الواقعة".
وأضافت أن "وجود الحمار في المطار يمثل إساءة لمظهر مصر، كما أنه يمثل كذلك خطورة على أمن المطار وسلامة إقلاع الطائرات"، موضحة أنه "يتم تفريغ كاميرات المراقبة لتحديد مكان دخول الحمار".
#كيف_دخل_الحمار_المطار؟
وكشفت تقارير صحفية أن "هذه لم تكن الزيارة الأولى للحمار إلى المطار الأهم في مصر، حيث سبق ودخل إلى حرم المطار قبل يومين لكن تم توقيفه عند صالة المواسم".
ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #كيف_دخل_الحمار_المطار، تبادلوا عبره الصور والتعليقات الساخرة حول الواقعة، وحاولوا التوصل إلى سر ذلك الحمار الغامض وكيفية دخول إلى المطار الأهم في مصر.
وحقق الهاشتاج رواجا كبيرا على فيس بوك وتويتر جعله يحتل مكانا متقدما في قائمة الهاشتاجات الأكثر تفاعلا في مصر، حيث قال أحمد محمد: "حتى الحمار زهق من البلد وكان عايز يخلع ويهاجر لليبرلاند".
وكتب أرك حشاد قائلا: "مازال التحقيق مع الحمار مستمرا في أمن الدولة، ولم يعترف حتى الآن باسم المنظمة الإرهابية المسلحة المنضم إليها".
وقال سامح جمال: "مش الحمار بس اللي بيخش أماكن مش بتاعته في البلد دي".
وتساءل هشام علاء ساخرا: "يعني قمر صناعي تايه وحنفيات المياه بتنزل بترول والمجاري طفحت في المترو وانتوا مستغربين؟".
وقال تامر القصبي: "احمدوا ربنا إن لسه عندكم مطار مش احسن ما نبقى زي سوريا والعراق".
وتناولت وسائل الإعلام المصرية الواقعة بسخرية في محاولة -على ما يبدو- للتقليل من تأثيرها،
وكان أشهر التعليقات زلة لسان الإعلامي عمرو أديب الذي قال إن هذا لم يكن حمارا بل "سيسي".
وهاجمت لميس الحديدي الواقعة، وقالت إن هذا المشهد لا يمكن أن تراه إلا في مصر المحروسة، بينما تناول أحمد موسى الموضوع من زاوية أخرى، حينما حذر من أن الحمار ربما يكون مفخخا ويتم استخدامه في عملية إرهابية لتفجير المطار.