من أصل 22 دولة عربية، شهدت ثمانٍ منها تسعة انتخابات رئاسية منذ انطلاق شرارة ما بات يعرف بالربيع العربي، حين أشعل الشاب التونسي، محمد البوعزيزي، يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر 2010، النار في جسده احتجاجا على مصادرة سلطات البلدية عربة خشبية كان يبيع عليها خضروات وفاكهة.
أما بقية الحكام والملوك العرب فقد وصلوا إلى سدة الحكم إما بالوراثة أو عبر آليات برلمانية.
ومنذ عام 2010، شهدت هذه الدول العربية الثماني، تسع انتخابات رصد المرشحين الفائزين فيها وفق ترتيب تنازلي يستند إلى نسبة الأصوات التي حصدها المرشح الفائز، وفقا للنتائج الرسمية:
1- عبد الفتاح
السيسي (61 عاما) حصد 96.91% من الأصوات الصحيحة في انتخابات رئاسة مصر في حزيران/ يونيو 2014.
2- عمر البشير (71 عاما) حصد 94.05% في انتخابات رئاسة السودان في نيسان/ إبريل 2015.
3- بشار الأسد (50 عاما) حصد 88.7% من الأصوات في انتخابات أجريت في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في حزيران/ يونيو 2014.
4- محمد ولد عبد العزيز (59 عاما) حصد 81.89% من الأصوات في انتخابات رئاسة موريتانيا في حزيران/ يونيو 2014.
5- عبد العزيز بوتفليقة (78 عاما) حصد 81.53% من الأصوات في رئاسة الجزائر في نيسان/ إبريل 2014.
6- إسماعيل عمر جيله (68 عاما) حصد 80.63% من الأصوات في انتخابات رئاسة جيبوتي في نيسان/ إبريل 2011.
7- إيكيليلو دوانين (53 عاما) حصل على 61.12% من الأصوات في انتخابات رئاسة جزر القمر في كانون الأول/ ديسمبر 2010.
8- الباجي قايد السبسي (89 عاما) حصل على 55.68% من الأصوات في انتخابات رئاسة تونس في كانون الأول/ ديسمبر 2014.
9- محمد
مرسي (64 عاما) حصل على 51.7% من الأصوات في انتخابات مصر في حزيران/ يونيو 2012.
ويمكن قراءة تلك الأرقام عبر عدة محاور تجملها وكالة الأناضول في ما يأتي:
1- سباقان رئاسيان في دولة واحدة:
مصر هي الدولة الوحيدة بين الدول الثماني التي أجريت فيها انتخابات رئاسية مرتين منذ بداية
الربيع العربي، أولهما عام 2012 وفاز فيها محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ليصبح أول رئيس بعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، التي أطاحت بسلفه حسني مبارك، وأول رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953.
أما الانتخابات الثانية، فكانت عام 2014، وفاز فيها السيسي، وجاءت بعد الانقلاب العسكري في الثالث من تموز/ يوليو 2013.
2- بين المنافسة والاكستاح:
تراوحت الانتخابات التسع، ما بين منافسة شرسة واكتساح لافت.
على مستوى الاكتساح، حصل السيسي عام 2014 على 96.91% مقابل 3.3% لمنافسه الوحيد حمدين صباحي، وهي نسبة أقل من الأصوات الباطلة التي بلغت 4.7% من إجمالي أصوات المقترعين.
حصد البشير وحده 94.05%، في حين حصل 13 منافسا له على قرابة 6% فقط.
فيما حصد الأسد الابن، وفي انتخابات لا يعترف بها المجتمع الدولي، 88.7% مقابل حصول منافسيه حسان النوري على 4.3% وماهر حجار على 3.2% من الأصوات الصحيحة، وذلك في بلد يشهد منذ آذار/ مارس 2011، ثورة تطالب بإنهاء حكم أسرة الأسد وإقامة نظام ديمقراطي يتم فيه تداول السلطة.
وحصد ولد عبد العزيز 81.89%، لتذهب النسبة المتبقية إلى أربعة مرشحين آخرين.
وفي جيبوتي، حصد جيلة 80.63%، مقابل 19% لمنافسه الوحيد الرئيس السابق للمجلس الدستوري، محمد ورسمه راجه.
بوتفليقة من جهته حصد 81.53%، مقابل حصول علي بن فليس، رئيس الوزراء الأسبق، الذي اعتبره مراقبون المنافس الأول لبوتفليقة، على 12.18%، بينما لم تتجاوز نسب المرشحين الأربعة الآخرين مجتمعة 5.72%.
أما المنافسة الشرسة، فشهدتها انتخابات في كل مصر وتونس، وهي أول انتخابات رئاسية في البلدين عقب الثورة.
ففي الأولى، وتحديدا انتخابات 2012 حصل مرسي على 51.7% مقابل 48.3% لمنافسه أحمد شفيق. فيما حصل السبسي، في تونس مهد الربيع العربي، على 55.68% مقابل 44.32% للرئيس (السابق)، المنصف المرزوقي.
3- الأعلى والأقل أصواتا:
وضع الفوز اكتساحا السيسي، ومن بعده البشير، في أول قائمة أكثر المرشحين حصولا على الأصوات، بـ96.91% و94.05% على الترتيب، بينما وضع التنافس الشرس مرسي، ومن قبله السبسي، في آخر القائمة بـ51.7% و55.68% على التوالي.
إجمالا، تخطى مرشحان، هما السيسي والبشير، نسبة التسعين في المائة، وتخطى أربعة، وهم الأسد وولد عبد العزيز وبوتفليقة وجيله، نسبة الثمانين في المائة، وتجاوز مرشح واحد، هو دوانين، نسبة الستين، بينما تخطى مرشحان، هما السبسي ومرسي، نسبة الخمسين.
4- عدد الولايات الرئاسية:
وصل ثلاثة من الرؤساء التسعة إلى الحكم للمرة الأولى، وهم مرسي والسيسي والسبسي، بينما جرى انتخاب بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، وهو أكبر عدد ولايات لرئيس بين الرؤساء التسعة.
5- خلفية الرؤساء:
لثلاثة رؤساء خلفية عسكرية، فالسيسي كان وزيرا للدفاع، والبشير قائدا للواء الثامن مشاة، وولد عبد العزيز عقيدا، بينما الأسد كان طبيب عيون، وبوتفليقة وزيرا للخارجية، وجيله رئيسا لمجلس الوزراء الرئاسي، ودوانين صيدلانيا، والسبسي محاميا وسياسيا، ومرسي أكاديميا في جامعة القاهرة.
6- البقاء في السلطة:
البشير، وهو أحدث رئيس يُعاد انتخابه، هو أكثر الرؤساء التسعة بقاء في السلطة، حيث يحكم منذ نحو ربع قرن، وتحديدا منذ بلغ السلطة عقب انقلاب عسكري دعمه إسلاميون عام 1989.
وخلفا لوالده حافظ الأسد، يحكم بشار سوريا منذ عام 2000.
وعبر انقلاب عسكري، وصل ولد عبد العزيز إلى السلطة عام 2008، وجرى انتخابه في العام التالي رئيسا، ثم أعيد انتخابه العام الماضي.
7- أعمار الرؤساء:
السبسي هو أكبرهم بـ89 عاما، وواجه هجوما خلال الحملات الانتخابية من منتقدين يعتقدون أن تقدمه في العمر وما يرتبط به من وضع صحي، لن يسمح له بأداء مهامه الرئاسية على الوجه الأكمل.
أما أصغر الرؤساء التسعة، فهو الأسد بـ50 عاما، وكثيرا ما ظهر في الإعلام وهو يمارس رياضات، بينها كرة السلة وكرة اليد والريشة الطائرة.
إجمالا، فإن رئيسا واحدا هو السبسي، فوق الثمانين، ورئيسان، وهما البشير (أجرى عمليتين جراحيتين لتغيير مفصلي الركبتين)، وبوتفليقة (أصيب بجلطة دماغية أقعدته على كرس متحرك)، تجاوزا السبعين، فيما تخطى ثلاثة رؤساء، وهم السيسي وجيله ومرسي، الستين، بينما تجاوز ثلاثة رؤساء، وهم ولد عبد العزيز ودوانين والأسد، الخمسين من أعمارهم.