كشفت عضو مجلس محافظة ديالى، أسماء كمبش، عن وجه آخر للمعاناة الإنسانية التي يعانيها نازحو المعارك في العراق، حين أعلنت أن أكثر من 20 امرأة نازحة "أجهضت" في
بعقوبة بسبب تردي الحالة النفسية.
ونشر موقع "السومرية نيوز" الأربعاء، تصريحا، لـ"أسماء كمبش"، قالت فيه إن "تردي الحالة النفسية للكثير من النساء الحوامل "النازحات" في بعقوبة تسبب في إجهاض أكثر من 20 سيدة منهن".
وتابعت أسماء في التصريح الذي اطلعت عليه صحيفة "
عربي21": "أن المعلومات المتوفرة لدينا، كشفت أن هذه الحالات تم تسجيلها خلال الأشهر الأربعة الماضية".
وبينت ذات المتحدة أن "60% من الأسر النازحة إلى أحياء وأزقة بعقوبة، تعيش تحت خط فقر قاس وصعب للغاية، ولا يمكن تصوره، خاصة وأن بعض النازحين لا يملك قوت يومه، وفقد كل شيء بسبب الاضطرابات الأمنية".
وأشارت كمبش إلى أن "النازحين أصبحوا ضمن قائمة المزايدات السياسية"، متسائلة عن "سبب تأخر حسم ملف عودة أكثر من 100 ألف نازح رغم إعلان حسم المعركة مع التنظيمات المتطرفة في الـ25 من شهر كانون الثاني/يناير الماضي".
حديث المسؤولة العراقية، أيده عدد من الناشطين المدنيين والصحفيين، الذين كشفوا عن عمليات ابتزاز كبيرة تقوم بها الأحزاب السياسية التي تسيطر على مقاليد الأمور في محافظة ديالى فيما يخص ملف النازحين.
وقال الناشط المدني إبراهيم أحمد في تصريحات صحافية، إن "عمليات عودة النازحين إلى مناطقهم في محافظة ديالى، تخضع للمساومات السياسية بين الأحزاب التي تقود مجلس المحافظة".
وأضاف أحمد أن "هذه الأحزاب وضعت شروطا لعودة النازحين إلى مناطقهم مقابل الحصول على مكاسب سياسية، تتمثل في حصولهم على بعض المناصب والوظائف الإدارية في عدد من مفاصل المحافظة ومجلسها".
وطالب الناشط المدني الحكومة المركزية ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية بـ"التدخل لمنع استمرار معاناة النازحين، نتيجة تصرفات الأحزاب".
هذا وكانت عضو مجلس محافظة ديالى نجاة الطائي، قد حذرت، من جعل النازحين المشتبه بهم الأول وراء أي خرق امني يحصل داخل المحافظة، فيما أكدت أنهم شريحة مظلومة تدفع ثمناً باهظاَ يوميا بسبب "الأكاذيب والشائعات المغرضة" التي تصورهم كأنهم بقايا للخلايا المسلحة.
وقالت الطائي في حديث للصحافة، "هناك جهات مغرضة تحاول الإساءة للنازحين بطرق مختلفة من خلال تصويرهم على أنهم كانوا ملاذا للجماعات المسلحة وأبرز داعميه، في حين أن الحقيقة عكس ذلك تماما، لأنهم كانوا من أكثر ضحايا التطرف وفقدوا كل شي بسبب عدوان المتشددين".
وأضافت الطائي، أن "النازحين شريحة مظلومة تدفع يوميا ثمن باهظا بسبب الأكاذيب والشائعات المغرضة التي تحاول تصويرهم وكأنهم بقايا للخلايا المسلحة"، داعية النازحين الى "عدم الصمت إزاء أي حالة سلبية والإبلاغ الفوري عن أي مشكلة من أجل تفادي أي خروق، لأن هناك من يحاول استغلال معاناتهم لضرب الاستقرار وتشويه سمعتهم".
وتسببت الإضطرابات الأمنية في محافظة ديالى، بسبب المعارك بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة، في شهر حزيران/ يونيو الماضي في نزوح آلاف الأسر خارج مناطقها، بحسب مصادر أمنية.