سياسة عربية

توقع استمرار معركة مصفاة بيجي أسابيع وغموض بشأن المحاصرين

يسيطر تنظيم الدولة على أجزاء واسعة من المصفاة - أرشيفية
يسيطر تنظيم الدولة على أجزاء واسعة من المصفاة - أرشيفية
تتناقص تصريحات المسؤولين في الحكومة العراقية حول حقيقة محاصرة العشرات من عناصر الشرطة والجيش داخل مصفاة بيجي، التي سيطر تنظيم الدولة على أجزاء منها، في ظل توقعات باستمرار معركة المصفاة لأسابيع.

وقد أكد مصدر أمني من اللواء الأول في الفرقة الخامسة بالشرطة الاتحادية، أنّ ما بين ستين إلى سبعين جنديا محاصرون داخل مصفاة بيجي، وناشد "القادة الأمنيين ووزير الدفاع ورئيس الوزراء بالتدخل العاجل لإنقاذهم".

وقال أحد الجنود المحاصرين: "إن قوات من الشرطة الاتحادية والجيش والفرقة الذهبية، محاصرة داخل مصفى بيجي من الجهة الشمالية، ونحن الآن ندافع عن أنفسنا فقط"، بحسب ما نقلته وكالة "القرطاس نيوز" في وقت سابق.

لكنّ مدير المكتب الإعلامي في قيادة الشرطة الاتحادية في محافظة صلاح الدين، نفى أي من عناصر القوات الأمنية داخل المصفى، واصفا هذه الأنباء بأنّها "شائعات وحرب نفسية يراد منها زعزعة الانتصارات، مثل ما حدث في الثرثار"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة ذاتها.

من جانبها، كشفت وكالة رويترز في الرابع من شهر أيار/ مايو، عن أحد الجنود، قالت إنه من بين حوالي 200 جندي محاصرين في المصفاة، قوله: "إنّ العتاد بدأ ينفد، ولا نستطيع صد هجمات التنظيم المستمرة على المصفاة".

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، الأربعاء، في تصريحات اطلعت "عربي21" عليها، إن "المعركة التي تخوضها القوات العراقية تسير في الاتجاه الخاطئ، وهي معركة صعبة، ولا يمكن التكهن بنتائجها".

وحول تصريح وزارة الدفاع الأمريكية، يقول المحلل العسكري محمد العمري، المقرب من الفصائل السُنيَّة المسلحة، إن "هذا التصريح يعكس حقيقة الوضع الصعب الذي تعيشه القوات المحاصرة".

وأضاف: "منذ حوالي ثلاثة أسابيع، تعاني كلّ من الحكومة العراقية وقوات التحالف من صعوبات كبيرة في التعامل مع مقاتلي التنظيم الذين يفرضون سيطرتهم على أكثر من ثمانين بالمائة من المصفاة، بسبب الخشية من تدمير منشآت المصفاة بالغارات الجوية أو القصف المدفعي"، ورأى العمري أن حسم معركة المصفاة لأيّ من الطرفين قد يستغرق عدة أسابيع.
 
ويفرض تنظيم الدولة، منذ 19 نيسان/ أبريل، حصارا كاملا على المصفاة والقوات المتبقية فيها. وأكد مصدر مقرب من تنظيم الدولة لـ"عربي21"، أن "القوات الحكومة الآن تتمركز في نقطتين فقط داخل المصفاة، إحداهما على مقربة من البوابة الجنوبية، والأخرى في المجمع التشيكي السكني.

وأضاف: "يفرض التنظيم سيطرته على أكثر من تسعين في المئة من المصفاة، وتدور معارك عنيفة منذ أيام بالقرب من مناطق هونداي والمزرعة، حيث تحاول مليشيات عصائب أهل الحق وصحوات عشيرة الجبور، بإسناد من قوات الجيش والشرطة الاتحادية، فكّ الحصار عن المصفاة، وفتح طريق إمداد للقوات المحاصرة داخلها، لكنّها تواجه بمقاومة شرسة من مقاتلي الدولة الإسلامية، دون تحقيق أيّ تقدم ملموس، فيما تَمّ إحراق العديد من الآليات وقتل المزيد من عناصر تلك القوات"، حسب قوله المصدر.
التعليقات (0)