أكد متابعون لشؤون المسجد
الأقصى المبارك أن الدعوات المتكررة التي تطلقها المنظمات الصهيونية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك ما هي إلا "خطوات صغيرة"، من أجل "الانقضاض" على الأقصى وبسط الاحتلال السيطرة الكاملة عليه "لهدمه"، وإعادة بناء هيكلهم المزعوم؛ ما يتطلب "تفعيل المقاومة" واستنهاض الأمة لحمايته مما يدبر له.
وبمناسبة الذكرى الـ48 لاحتلال مدينة
القدس المحتلة والمسجد الأقصى، والذي يطلق عليه الاحتلال "يوم توحيد شطري القدس"، دعا الكيان الاسرائيلي وأذرعه التنفيذية (منظمات الهيكل المزعوم، طلاب لأجل الهيكل وغيرهما) الأحد، لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك.
وتلبية لتك الدعوات، اقتحمت مجموعات المستوطنين باحات المسجد الأقصى وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما حاول بعضهم أداء بعض الطقوس التلمودية تعبيرا عن احتفالهم بهذا اليوم. وتخلل احتفال
اليهود بهذا اليوم "مسيرة الرقص بالأعلام" جابت مدينة القدس المحتلة، ورفع خلالها العلم الاسرائيلي، كما ردد المستوطنون هتافات معادية للعرب والمسلمين، مع دعوات للإسراع في بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الاقصى، بحسب مصادر إعلامية.
الجماعات الغوغائية
من جهته، شدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري، على أن اعتداءات الجماعات اليهودية المتطرفة المتكررة على المسجد الأقصى المبارك "لن تكسبهم أي حق في الأقصى".
وأوضح صبري لـ"
عربي21"، أن الدعوات المختلفة التي تطلقها تلك الجماعات "العبثية الغوغائية" في المناسبات المختلفة، من أجل تكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، تأتي كمحاولة "للانقضاض على الأقصى؛ ونحن لن نسمح لهم بذلك"، حسب تأكيده.
وحول العمل على منع تلك الاقتحامات اليومية، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا: "نحن لا نملك سوى التواجد في الأقصى وشد الرحال إليه؛ من أجل صد هذه المجموعات المتطرفة أولا بأول على أرض الميدان، حيث لا نسمح لهم بتحقيق أي هدف من أهدافهم الخبيثة".
وأكد أن "أهل
فلسطين يعتمدون على أنفسهم في مواجهة مخططات الاحتلال
الإسرائيلي بحق الأقصى والقدس المحتلة؛ لأن العالم العربي والإسلامي منشغل في مشاكله وصراعته الداخلية".
وخاطب خطيب المسجد الأقصى العالمين العربي والإسلامي بقوله: "القدس المحتلة والمسجد الأقصى في اعناقكم جميعا، شأنهما شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، والله سيحاسب كل من يقصر بحقهما"، وفق تعبيره.
مجموعة مجانيين
من جانبه، يرى الكاتب المهتم بشؤون القدس زهير الدبعي؛ أن استهداف المسجد الأقصى المتكرر عبر اقتحامات المتطرفين اليهود هي "خطوات صغيرة تتراكم من أجل إنجاز خطة كبيرة للوصول لمرحلة خطيرة جدا، هدفها السيطرة الكلية والكاملة على الأقصى من خلال هدمه كليا وإعادة بناء هيكلهم المزعوم".
وأكد الدبعي لـ"
عربي21" أن "الخطورة على المسجد الأقصى قائمة ومنذ فترة طويلة، لكنها أصبحت أكثر خطورة وجدية بعد حزيران/يونيو 67، لتضاعف عدد وقوة الأحزاب الدينية الإسرائيلية التي أصبحت تمتلك قوة كبيرة ومؤثرة على صعد مختلفة".
فالإسرائيليون ما بين عامي1967و1980؛ كانوا ينعتون تلك القوى "الأكثر عدائية وعنصرية" لدى الإحتلال بـ"مجموعة من المجانيين"، لكننا اليوم، كما يبين الكاتب، يتضح جليا أن "كل المجتمع الإسرائيلي الاحتلالي بأجهزته المختلفة قد تحولوا جميعا إلى مجانيين"، بحسب قوله. وأضاف: "هناك خطر كبير على الوجود العربي الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة".
وقال الدبعي، وهو مدير أوقاف نابلس السابق: "رغم أن المشروع الصهيوني يستهدف مدينة القدس ومقدساتها منذ 150 عاما، حتى أصبح الخطر كبيرا وجديا، إلا أننا مع الأسف الشديد لا نجد من يتعاطى من العرب والمسلمين، وكذلك المسيحيين، مع هذه الخطورة بصورة جدية"، مؤكدا أنه "لم يسبق أن كان للاحتلال الإسرائيلي هذه السطوة على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة".
تفعيل المقاومة
ويشدد الدبعي على ضرورة "تفعيل المقاومة والتواجد والرباط داخل المسجد الأقصى المبارك"؛ من أجل حمايته مما يدبر له منذ سنوات طوال من قبل الاحتلال، مؤكدا على أهمية أن "تصبح هناك قوة أكثر فاعلية يتحملها عدد أكبر عدد من المواطنين، وألا تقتصر على بضع مئات من الناس"، في إشارة منه لعشرات المرابطين داخل المسجد الأقصى والذين يتصدون بشكل دائم لاقتحامات المستوطنين.
وتابع: "يجب العمل على أن تقف الأمة كلها من أجل الدفاع عن القدس ومسجدها الأقصى، وألا يصبح أمر الدفاع عنه مهمة أهل القدس، وأهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948".
ونوه بضرورة العمل على إيجاد "إعلام قوي، ووعي نافذ، وحملات متكررة، من أجل استنهاض همم الجميع. فالقدس والمسجد الأقصى هما البارومتر لكرامتنا وحقوقنا وقوتنا ومستقبلنا" حسب تعبيره.