قتلت وحدات من الجيش
الجزائري، الثلاثاء ثلاثة مسلحين بمنطقة البويرة في محافظة البويرة، شرق العاصمة، ليرتفع عدد قتلى المسلحين الإسلاميين إلى 25 قتيلا، في العملية التي قادها الجيش الجزائري، الثلاثاء والأربعاء.
وقتل المسلحون الثلاثة بمنطقة "فركيوة" جنوب المحافظة، بحسب بيان لوزارة الدفاع الوطني الجزائرية، الأربعاء، تتوفر صحيفة "
عربي21" على نسخة منه.
وكانت وحدات الجيش قتلت، الثلاثاء، 22 مسلحا ينشطون تحت لواء "
القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" التي يتزعهما عبد المالك دروكدال المدعو بالتنظيم "أبو مصعب عبد الودود".
ورفض دروكدال مبايعة زعيم
تنظيم الدولة، لكن مسلحين تابعين لإمارته، انشقوا عنه وبايعوا التنظيم، شهر حيزران /يوليو عام 2014، تحت تسمية "جند الخلافة" الذي اختطف الرعية الفرنسي، متسلق الجبال هيرفيه غورديل، وأعدمه يوم 21 أيلول/ سبتمبر 2014 .
وينشط بمحافظة البويرة، جماعات مسلحة تتبع القاعدة، وأخرى تتبع تنتظيم الدولة، لكن قوات الجيش الجزائري قضت على أغلب عناصر تنظيم جند الخلافة الموالي لتنظيم الدولة، وعلى رأسهم زعيم التنظيم عبد المالك قوري الذي قتل يوم 11 كانون الأول/ دجنبر 2014.
وقال مصدر أمني في تصريح لصحيفة "
عربي21" الأربعاء إن "حربا نشبت بين مسلحي القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومسلحي جند الخلافة، ساعدت قوات الجيش الجزائري على الوصول إلى مكان تواجد مسلحي القاعدة، ومن تم قتل أغلبهم بمحافظة البويرة".
وتابع ذات المصدر" المسلحون كانوا يعتزمون عقد اجتماع بالمنطقة من أجل وضع خطط لاعتداءات إرهابية بالعاصمة والمحافظات المجاورة لها، لكن قوات الجيش تفطنت لهم بعد معلومات استخباراتية زودوا بها".
وألقت قوات الجيش، الأربعاء القبض على أربعة مسلحين أحياء، يجري التحقيق معهم، بينما نقلت جثث المسلحين المقتولين إلى مصلحة حفظ الجثث ببلدة " الأخضرية" جنوب البويرة.
وقال أكرم خريف، خبير الشؤون
الأمنية بالجزائر ، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء، إن "المسلحين لم يكونوا متجمعين ولكنهم، تفرقوا مجموعات صغيرة في شكل سرايا وكانوا يتهيأون لعقد اجتماع ومناقشة خطة للقيام بعمل إرهابي استعراضي ذو صدى كبير".
ويعتقد خريف أن " المسلحين تكبدوا خسائر كبيرة، فقد قتلت كتيبة بأكملها "، لكنه يرى أن "الخسارة المادية ليست وحدها التي تزن في مثل هذه العمليات النوعية، فالجانب المعنوي هو الآخر تعرض لضربة قاسمة".
ويرى محللون بالجزائر، أن "عملية البويرة"، دليل عن حصار تعيشه الجماعات المسلحة، حيث تراجع العمل المسلح بشكل لافت، بالمنطقة، وقد قتل أزيد من مائة مسلح منذ إعدام الرعية الفرنسي هيرفيه غوردال، أيلول/ سبتمبر 2014، بعد أن دفع الجيش الجزائري بثلاثة ألاف عسكري إلى المنطقة لتعقب المسلحين.
وتبحث المخابرات الجزائرية، عن رأس تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، المبحوث عنه منذ 21 سنة، وقد صدرت بحقه ستة أحكام بالإعدام بقضايا إرهاب مختلفة، ومعروف عن دروكدال، قلة تحركاته بين المحافظات.
وتعد عملية "البويرة"، الأولى من حيث عدد القتلى بصفوف المسلحين، منذ 20 عاما، وقد تعرض تنظيم القاعدة بالجزائر إلى ضربة قاسية العام 2013، إثر مقتل الرجل الثاني بها صلاح قاسمي، الذي كان يشغل مسؤول الدعاية في التنظيم، حيث أوقعته المخابرات الجزائرية في كمين بمحافظة البويرة، التي جرت بها عملية الثلاثاء والأربعاء.