فيما تتواصل حالة عدم الاستقرار في الأراضي الليبية، يواصل
المصريون محاولاتهم الهروب من
الفقر في مصر والعودة إلى عملهم في
ليبيا.
ورغم التحذيرات الشديدة التي تطلقها الجماعات المسيطرة في ليبيا، من محاولة دخول الأراضي الليبية في ظل المعارك الدائرة في مناطق غرب ليبيا، فإن دخول الأراضي الليبية يظل حلما لغالبية الفقراء
المصريين، وبالأخص أبناء الصعيد، الذين يمثل لهم هذا هروبا من الفقر والجوع والمرض.
يقول تامر أحمد، أحد أبناء محافظة أسيوط، إن إغلاق الحدود والمطارات بين مصر وليبيا لم يمنع المصريين من محاولة دخول الأراضي الليبية عن طريق التهريب، وتحول السفر إلى ليبيا إلى تجارة في البشر، وارتفعت تكلفته لتقترب من ألف دولار للفرد الواحد.
وأوضح أن الرحلة تستغرق ما بين ثلاثة أيام وأسبوعين في بعض الحالات، ويتم السفر من خلال الطرق الجبلية الوعرة، وبعد منتصف الليل خوفا من حرس الحدود ومن الجماعات المسلحة التي تملأ جبال ليبيا وتسيطر على الطرق.
وأشار في تصريحات خاصة لـ "
عربي21"، إلى أن السفر يكون بالسيارات حتى محافظة مطروح. وعقب وصول المسافرين إلى مدينة مطروح يتسلمهم المسؤول عن الرحلة، ومن هناك تبدأ الرحلة الشاقة التي قد تنتهي بالقبض على جميع المسافرين أثناء مرورهم ليلا بالمناطق الجبلية وعبور الحدود، وربما بإطلاق النار عليهم ومصرعهم جميعا أو مصرع بعضهم.
وقال أشرف سيد، أحد المشاركين في تسفير العمالة المصرية، إن "سوء الأوضاع في مصر يدفع الفقراء إلى أن يلقوا بأنفسهم في أيدي التجار، وهناك في الوقت الحالي من يسافر بالطرق المشروعة عبر السودان وهو ما نقوم به، لكن هناك من يغامر بأرواح الأبرياء عبر الجبال وفي الليل، ويتم السفر بسيارات ربع نقل، بينما يجري المسافرون مسافة لا تقل عن 70 كيلومترا أو 100 كيلومتر ليلاً لعبور الحدود".
وأوضح أن الخطر الحقيقي يكمن في المسافة الواقعة بين السلوم وطبرق الليبية، وهي مساحة كبيرة من الصحراء والجبال، ولا تكتمل الرحلة إلا ويكون فيها مصابون أو مفقودون.
وأشار إلى أن هناك أسرا كثيرة فقدت أحد أبنائها في مثل هذه الرحلات، وهي تبحث منذ شهور عن المفقودين في الأراضي المصرية والليبية، ولكنها للأسف لم تجد أي معلومة تفيد ببقاء المفقودين على قيد الحياة أو بمصرعهم.