لعله لم يخطر في حسبان رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي أن إصدار حكم الإعدام بحق الرئيس
محمد مرسي، سيحاصره ويلف حول عنقه ردود فعل دولية غاضبة، لن يكون أولها التظاهرات التي اجتاحت عواصم العالم من أقصاه إلى أقصاه، ولن يكون آخرها رفض رئيس البرلمان الألماني لاستقباله.
بدأ حصار الرئيس مرسي لمن انقلبوا عليه منذ اللحظة الأولى التي صدر فيها حكم الإعدام عليه، حينما سلطوا كاميرات التصوير عليه لعله يظهر لحظة ضعف يحتفي بها من خططوا لإعدامه، ولكن الرجل استمر في التحدّي مبتسما ملوحا بقبضتي يديه في الهواء ليفوت على الانقلاب ولو فرصة واحدة لشماتة واضحة ظهرت على وجوه بعض قضاة المنصة، ولاقت ردود فعل واسعة مستهجنة إقحام القضاء
المصري بهذه المعركة السياسية بامتياز.
أمريكا التي أيدت الانقلاب لم تستطع إخفاء "قلقها العميق" لقرار إعدام أول رئيس منتخب في مصر، وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
أعضاء في مجلس النواب الأمريكي أيضا انتقدوا حكم إعدام مرسي والممارسات القمعية للسلطات في مصر التي تنتهك حقوق الإنسان والديمقراطية.
وتبع هذه المواقف الرسمية حراك شعبي على الأرض، فنظم عدد من المحتجين مظاهرة أمام مبنى القنصلية العامة المصرية في مدينة نيويورك الأمريكية، للتنديد بقرارات القضاء المصري.
التظاهرات المتضامنة مع مرسي تجتاح العالم
في كندا نظم تحالف المصريين الكنديين من أجل الديمقراطية
مظاهرات صامتة في عدد من المدن الكندية احتجاجا على قرارات الإعدام الصادرة بحق الرئيس محمد مرسي.
في فرنسا شهدت العاصمة الفرنسية باريس، مظاهرة احتجاجية ضد قرار الإعدام، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات: "مرسي الرئيس الشرعي لمصر"، و"نريد العدالة من أجل كرامة الإنسانية"، ورددوا هتافات من قبيل: "السيسي قاتل"، و"أين العدالة ؟"، كما دعا المحتجون الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" إلى إبداء ردة فعل لازمة ضد قرارات الإعدام.
في ألمانيا نظمت تظاهرة احتجاجا على الزيارة التي من المنتظر أن يقوم بها رئيس الانقلاب "عبد الفتاح السيسي"، وتجمع المتظاهرون أمام مبنى البرلمان الفيدرالي في العاصمة برلين، ورددوا هتافات منددة بالسيسي، مثل: "لا لزيارة الديكتاتور إلى ألمانيا"، و"لا للجنرال السيسي"، و"لا للحكم العسكري"، ورفعوا صورا للرئيس المصري "محمد مرسي".
وفي العاصمة البوسنية سراييفو؛ نظم طلاب الجامعات وقفة احتجاجية تنديدا بقرار الإعدام، وردد الطلاب هتافات مؤيدة لمحمد مرسي ومناهضة لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مثل: "فليقهر السيسي، نحن معك يا مرسي"، و"المسلمون إخوان والانقلابيون غدارون"، و"سلام من البوسنة إلى الإخوان في مصر"، و"دماء المظلومين ستخنق الظالمين".
المغاربة، نظموا وقفة أمام السفارة المصرية بالرباط، للتنديد بإحالة أوراق الرئيس محمد مرسي، ورفع المشاركون في الوقفة، شعارات دعما لمرسي، مثل "المغرب أرض حرة والسفير يطلع برا"، و"لا مبارك لا سيسي والحرية لمرسي".
وتظاهر آلاف الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 48 احتجاجا على صدور حكم الإعدام في مصر بحق الرئيس محمد مرسي.
في باكستان خرج عشرات الآلاف في شوارع عدة مدن منددين بالانقلاب العسكري في مصر، ورفعوا صور الرئيس محمد مرسي وشارات رابعة.
وفي مصر غلب اللون الأحمر على المظاهرات التي نظمها المتضامنون مع الرئيس مرسي.
تضامن دولي رسمي مع مرسي
لم يتوقف التنديد والرفض لحكم الإعدام عند الحراك الشعبي، بل تعداه إلى المواقف الرسمية، وكان أهمّها تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال في تعليقه على أحكام الإعدام إن "الرئيس المصري بالنسبة لي هو مرسي وليس السيسي الانقلابي".
الرئيس الألماني السابق، كريستيان فولف، عبّر عن أمله في أن تتم إعادة محاكمة مرسي بشكل يتلاءم مع المعايير القانونية.
الخارجية الباكستانية أدانت قرار الإعدام بحق مرسي، الذي عزل من منصبه بانقلاب عسكري. وجاء في بيانها: "نستنكر قرار الإعدام الصادر في مصر بحق أكثر من 100 شخص بينهم الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، ونشعر بالقلق العميق من هذا الوضع".
أما الخارجية الإيرانية، فقالت في بيان صادر عنها إن إيران تلقت بـ"أسف وقلق" القرار الصادر عن القضاء المصري بإحالة أوراق أول رئيس مصري منتخب، محمد مرسي، وآخرين بعضهم قياديون في جماعة الإخوان المسلمين إلى المفتي تمهيدا لإصدار حكم بالإعدام.