كشفت مصادر سياسية ليبية مطلعة النقاب عن لقاءات غير مباشرة جرت مؤخرا في مدينة اسطنبول التركية بين ممثلين عن مجلس شورى ثوار بنغازي وعناصر عن "عملية الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك في سياق جهود ميدانية لتحقيق مصالحة وطنية ليبية تنهي الخلاف السياسي وتمهد لحكومة توافق تكمل مشوار الانتقال الديمقراطي.
وأوضحت مصادر طلبت الاحتفاظ باسمها، أن اللقاءات التي جرت بين ممثلين عن مجلس شورى بنغازي وممثلين عن عملية الكرامة بوساطة ليبية، حيث التقى وسطاء ليبيون بشكل منفرد مع ممثلي الطرفين؛ تمهيدا للقاءات مباشرة بين الطرفين متى ما نضجت الظروف وتوفرت العناصر المساعدة على نجاح هذا اللقاء.
وذكرت المصادر ذاتها، أن لقاءات اسطنبول هي استكمال للقاءات مباشرة جرت لأول مرة في وقت سابق في تونس بين عناصر قيادية من الصف الأول من قوات "فجر ليبيا" و"عملية الكرامة"، وهي لقاءات جرت أيضا بمبادرة من أطراف ليبية وبموافقة من السلطات التونسية، انتهت ـ حسب المصادر ـ إلى توافقات وصفتها بـ "المهمة" في سياق القناعة بالمصالحة الوطنية والتوافق السياسي الذي ينهي القتال الدائر بين أبناء ليبيا.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن لقاءات مماثلة جرت على الأرض في ليبيا، وتمت مصالحة بين ثوار مصراتة والزنتان، وتم تبادل الإفراج عن الأسرى بل جرت لقاءات رياضية بين المختلفين، ويجري الآن الاستعداد للقاء مصالحة قبائلي ستحتضنه مدينة جادو الأمازيغية في وقت قريب يصب في الاتجاه ذاته.
وأضافت: "هذه اللقاءات تؤكد مرة أخرى أن الطريق الأقصر للمصالحة الوطنية في ليبيا يجب أن يكون داخليا، وأن المجتمع الدولي مطالب بدعم هذه الجهود من أجل وضع حد لإراقة الدم الليبي"، على حد تعبير المصادر.
اسئناف جولة من الحوار بالمغرب الإثنين المقبل
في سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة عن استئناف جلسات الحوار السياسي الليبي في مدينة الصخيرات المغربية، غربي البلاد، الاثنين المقبل.
جاء ذلك في بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في
ليبيا، الجمعة.
وقالت البعثة الأممية في بيانها إن جولة جديدة من جلسات الحوار السياسي الليبي ستنعقد الاثنين المقبل في مدينة الصخيرات المغربية.
وأضافت أن المدعوين للاجتماع سيناقشون المسودة الجديدة للاتفاق السياسي بالاستناد إلى الملاحظات التي قدمتها مختلف الأطراف مؤخراً، دون أن تقدم أية تفاصيل حول هذه الملاحظات.
وأشارت البعثة إلى أنها "تلقت آلاف الرسائل من الليبيين الذين هم في غاية القلق إزاء الأوضاع المتردية في بلادهم، حيث طالبوا باستئناف مباحثات الحوار بشكل عاجل".
كما أعرب أصحاب الرسائل، بحسب البيان، عن أملهم بأن "تنتهز الأطراف السياسية الليبية الفرصة وتسرّع في عملية الحوار بغية إبرام اتفاق سياسي بسرعة لوضع حد للنزاع في بلادهم".
وأشادت البعثة الأممية بجهود الأطراف التي قالت إنها أعطت ملاحظاتها (لم تذكرها)على مسودة الاتفاق السياسي خلال الأيام الماضية، وبالقرار الذي اتخذه المؤتمر الوطني العام في طرابلس مؤخراً بالمشاركة في جولة الحوار القادمة، معربة عن قناعتها بأن الجولة الجديدة ستكون "حاسمة".
وحثّ البيان، الأطراف الليبية المعنية على الانخراط في المناقشات القادمة بـ"روح المصالحة والتوصل إلى تسوية، والإصرار على التوصل إلى اتفاق سياسي لإحلال السلام والاستقرار في البلاد".
وناشدت البعثة جميع الأطراف في ليبيا أن "تتحمل مسؤولياتها التاريخية بالحفاظ على المصلحة الوطنية العليا لبلادها، وتذكرها أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الحالية في ليبيا، وليس هناك من حل خارج الإطار السياسي".
وشهدت مدينة الصخيرات بالمغرب الجولة الرابعة للحوار الليبي في نيسان/ أبريل الماضي، حيث أعلن طرفا الحوار (برلمان طبرق، والمؤتمر الوطني الليبي العام بطرابلس)، خلال مؤتمر صحفي آنذاك، عن أن هناك "تقدماً كبيراً في الحوار"، دون ذكر طبيعة هذا التقدم.