فوجئت القوات الحكومية والقوات المساندة لها في ليل الثلاثاء الماضي، الثاني من حزيران/ يونيو، بهجماتٍ عنيفة شنّها
تنظيم الدولة على مركز مدينة
تكريت التي يفرض التنظيم عليها حصارا من ثلاث جهات، لتبقى الجهة الجنوبية المؤدية إلى مدينة سامراء، فيما حذر قيادي في الصحوات من أنه في حال سيطر التنظيم على تكريت فإنه لن يكون ممكنا إخراجه منها هذه المرة.
وفي هذا السياق، يقول عميد في الجيش السابق، يقيم حاليا في تكريت، إنه "كانت الهجمات العنيفة التي شنّها التنظيم قد انطلقت من وسط المدينة، واخترقت الخطوط الدفاعية للجيش ومليشيات
الحشد في جنوب المدينة، وليس كما أعلنت وسائل الإعلام الحكومية التي قالت إنّ تنظيم الدولة شنّ هجوما على المدينة من خارجها عبر ثلاثة محاور".
ويضيف في اتصالٍ خاصٍ مع "عربي21"، طالبا عدم الكشف عن هويته: "الواقع أنّ تنظيم الدولة لم يشنّ من خارج المدينة أيّ هجمات، باستثناء القصف بالهاونات والمدفعية الثقيلة، أمّا الهجمات والاشتباكات، فهي من الداخل وسط المدينة وشمالها".
ويوضح العميد في الجيش السابق أن "استمرار المعارك حول مدينتي تكريت وسامراء قد يؤدي في النهاية إلى استعادة التنظيم سيطرته على مركز مدينة تكريت، طالما تفتقر القوات الأمنية والحشد الشعبي إلى استراتيجية قتال واضحة لمواجهة استراتيجيات وتكتيكات التنظيم المتجددة، وهي الاستراتيجيات التي يصعب على القيادات
العراقية فهمها وتحديديها لوضع استراتيجيات مواجهة ناجحة".
ويرى أن "المَعلَم الأهم في استراتيجيات التنظيم نجح فعلا في استدراج القوات الأمنية والحشد إلى كمين استنزاف أتقن تنفيذه، ويروح ضحيته العشرات من القوات الأمنية والحشد والصحوات".
من جهته يرى، القيادي في صحوة ناحية العلم، أبو حسين الجبوري، المتواجد حاليا في أربيل، أنّ الوضع في تكريت ليس مستقرا حتى اللحظة، وأن الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم، بسبب الخلافات بين قيادات الحشد التي ترفض الأوامر من الجيش والمسؤولين الحكوميين، بحجة أنّ
المليشيات هي من استعادت تكريت، وأنّها وحدها المؤهلة لحكم المدينة.
ويتابع الجبوري محذرا: "قد نفقد تكريت ثانية إذا استمرت قيادات الحشد على سياساتها. ويضيف في حديثٍ خاصٍ لـ"عربي21": "لم نكن نتصور أن تتحول انتصارات الحشد في نهاية آذار/ مارس إلى حالة دفاعية أرهقتها كثرة هجمات التنظيم، الذي على ما يبدو يمتلك نفسا طويلا ولا يضع نفسه في موقع الطرف المحاصَر".
وأشار إلى أن "التنظيم يشن هجمات متتالية شمال بغداد وحول سامراء"، ورأى أن هذه الهجمات "جزء من استراتيجية التنظيم في استعادة سيطرته على تكريت، مع الإقرار بظاهرة تسرب الجنود والمقاتلين بشكل كبير أدى إلى تراجع في قدرات الصدّ على الخطوط الدفاعية"، حسب تأكيده.
وعن رؤيته لمستقبل مدينة تكريت، يقول أبو حسين الجبوري: "الأوضاع في تكريت تنذر بعواقب خطيرة، وإذا فقدنا تكريت هذه المرة فلن تعود أبدا، ولا بد من التعامل بجدّية مع الأوضاع في المدينة، وإلا سنعود إلى نقطة الصفر".