كشفت وكالة
الفضاء الأمريكية
ناسا أن مظلتها التي جربتها الاثنين، لكبح سقوط مركبة غير مأهولة بسرعة تفوق سرعة الصوت، في تقنية تعتزم استخدامها في إنزال مركبات مأهولة إلى سطح
المريخ، قد فتحت بشكل شبه كامل ولكنها بدأت تتمزق شيئا فشيئا.
وكانت هذه التجربة هي الثانية من بين ثلاث تجارب لاختبار هذه التقنية التي لا بد منها، لإنزال مركبات مأهولة على سطح أجرام ذات جاذبية عالية مثل كوكب المريخ.
وفي المحاولة الأولى التي نفذت في حزيران/ يونيو من العام 2014، تمزقت المظلة في أول التجربة. بعد ذلك عمدت وكالة ناسا إلى إجراء تعديلات في تصميمها.
وقال ايان كلارك المسؤول العلمي عن هذه التجربة في وكالة ناسا الثلاثاء: "في الأيام المقبلة سنعمل على تحليل كل المعطيات لنفهم ما الذي يعمل وما الذي لا يعمل".
وتضررت المركبة التي يطلق عليها اسم "الصحن الطائر" بسبب قوة الارتطام بمياه المحيط، لكن آلات التصوير داخلها والصندوق الأسود سليمة.
وسيعمل خبراء الوكالة على إجراء التعديلات اللازمة، استنادا إلى نتائج التجرية الأخيرة، لتعديل التصميم قبل التجربة الثالثة المقررة في صيف العام 2016.
ويقول الخبراء إنه ينبغي النجاح في تجربتين ليكونوا أكيدين من أن هذه التقنية ستنجح في إنزال مركبات على متنها رواد فضاء إلى كوكب المريخ بسلام.
وانطلقت تجربة الاثنين في قاعدة عسكرية في هاواي، مع تحليق المركبة محمولة بمنطاد كبير إلى علو مرتفع، بحسب مشاهد بثها تلفزيون وكالة ناسا مباشرة.
وحمل المنطاد المركبة إلى ارتفاع 37 كيلومترا فوق المحيط الهادئ، ثم واصلت المركبة ارتفاعها بقوة دفع ذاتي إلى 55 كيلومترا، لمحاكاة ظروف الغلاف الجوي الضعيف للمريخ، ثم تركت لتسقط باتجاه الأرض بقوة الجاذبية.
ووصلت سرعة السقوط إلى أربعة آلاف و651 كيلومترا في الساعة، أي أربعة أضعاف سرعة الصوت، في خلال دقيقتين.
وفتحت المظلة لكبح هذه السرعة الكبيرة إلى ثلاثة آلاف و60 كيلومترا في الساعة، أي ما يفوق سرعة الصوت بمرتين ونصف، لكنها بدأت تتمزق شيئا فشيئا.
وهذه المظلات تصمم لتتناسب مع طبيعة الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وهو غلاف ليس كثيفا، الأمر الذي يقتضي أن تكون المظلة التي تحمل
مركبة فضائية ثقيلة، صلبة جدا.
وتعمل وكالة ناسا على اختبار هذه التقنية منذ العام 1976، حين أرسلت مسبارين صغيرين إلى المريخ في إطار مهمة "فايكينغ"، ولكنها الآن تختبر طرازات جديدة من المظلات لأن المركبات المأهولة التي سترسلها إلى الكوكب الأحمر بحلول العام 2030 ستكون ثقيلة، ولا بد من جعلها تهبط على سطحه بهدوء.