كشفت صحيفة "صندي تلغراف" أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث الرباعية، التي استقال منها الشهر الماضي، توني
بلير، قام بالتفاوض مع وزارة المالية البريطانية، نيابة عن دولة عربية.
وتقول الصحيفة إن بلير التقى بشكل شخصي مع الوزير في وزارة الخزانة البريطانية لورد
دايتون، نيابة عن إمارة أبو ظبي؛ لتأمين حصول الأخيرة على صفقات مالية بالملايين. وجاء لقاء بلير مع دايتون في 13 تموز/ يوليو 2103، قبل فترة قصيرة من توقيع عقد بقيمة مليار جنيه إسترليني لبناء بيوت في
مانشستر.
ويشير التقرير إلى أن مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار قد خططت لبناء ستة آلاف بيت في مدينة مانشستر البريطانية. وتملك هذه الشركة الخاصة نادي مانشستر سيتي.
وتبين الصحيفة أن هذه هي أول مرة يكشف فيها عن محاولات بلير، الذي قامت شركته بتوفير خدمات استشارية لدول تمتد من الشرق الأوسط إلى وسط آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقيامه بالتدخل والتحادث مع حكومة بريطانية لصالح أحد زبائنه في الخليج.
ويلفت التقرير إلى أن ثروة بلير المالية تقدر بحوالي 60 مليون جنيه إسترليني، وقد حصل عليها عبر شركة "توني بلير وشركاه"، التي أنشأها بعد استقالته من الحكومة في عام 2007.
وتذكر الصحيفة أن النائب المحافظ أندرو بريدجين، وهو أحد نقاد بلير الكبار، دعا إلى الكشف عن نشاطات بلير المالية بشفافية ووضوح، حيث قال: "الآن وقد كشف عن محاولات بلير القيام بالتحادث مع وزراء الحكومة، بالنيابة عن دافعي أموال أجانب، فعليه أن يكشف وبشكل كامل عن مصالحه التجارية، وعمن يعمل معهم".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن بلير يحصل على أموال من "مبادلة"، وهي مؤسسة سيادية ميزانيتها 42 مليار جنيه إسترليني، يديرها ولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وهو الصديق المقرب من بلير. وتمول أبو ظبي نشاطات شركة بلير الاستشارية في صربيا وكولومبيا.
وتكشف الصحيفة عن أن وثائق الخزانة البريطانية تظهر أن دايتون التقى بلير في تموز/ يوليو 2013، وقابل أيضا ممثلين عن "مبادلة" مرتين في ذلك الشهر. وحضر في واحد منهما ممثل عن مجلس مدينة مانشستر التي لها علاقة بالمشروع العقاري مع أبو ظبي.
ويورد التقرير أن دايتون سافر إلى أبو ظبي في أيلول/ سبتمبر 2013، للقاء ولي العهد هناك، وعاد بعد شهر إلى أبو ظبي، عندما دعته الإمارة إلى حضور رالي أبو ظبي للسيارات.
وتوضح الصحيفة أن المحادثات التي أجراها بلير مع دايتون حول صفقة من مليار جنيه إسترليني، اقترحت فيها الشركة
الإماراتية بناء بيوت جديدة في مدينة مانشستر، وأعلن دايتون بعد عام توقيع اتفاق شراكة بين مجموعة أبو ظبي المتحدة ومجلس بلدية مانشستر.
وينوه التقرير إلى أن خلدون المبارك، الذي يترأس نادي مانشستر سيتي، والمدير التنفيذي لـ"مبادلة" قد رافق بلير في زيارة للصين، حيث قابلا مسؤولين بارزين. وأعلنت "مبادلة" في كانون الأول/ ديسمبر أنها حصلت على صفقة لتطوير "قرية طلاب" لجامعة مانشستر. وقالت المجموعة إنها ستستثمر 175 مليون جنيه إسترليني.
وبحسب الصحيفة، فقد ظل لقاء بلير مع دايتون سريا حتى 26 آذار/ مارس العام الحالي بعد حل البرلمان، حيث سجل الوزير 14 لقاء منها ثلاثة مع "مبادلة".
وتختم "صندي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن المتحدث باسم بلير قال: "لم نقم بعملية لوبي مع لورد دايتون، ولكننا أخبرناه كونه ممثلا للحكومة البريطانية أن الإمارات مهتمة بتنفيذ استثمار مهم في
بريطانيا، وتركنا الأمر للحكومتين للمناقشة". ويضيف المتحدث أن بلير لم يتلق أي أجر عن اللقاءات، وأنه ساهم بالحصول على تبرع جيد من الإمارات لمستشفى "غريت أورموند ستريت" في لندن.