نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لسايمون كير من الدوحة، يقول فيه إن افتتاحية صحيفة "الراية"
القطرية تختصر وجهة نظر قطر بخصوص كل من يحاول حرمانها من استضافة
كأس العالم لعام 2022.
ويشير التقرير إلى أن رئيس تحرير الصحيفة صالح الكواري يقول إن "صحفا صفراء وسياسيين بلا مصداقية" في
بريطانيا وأمريكا يقومون "بحملة عنصرية" ضد الدوحة والعالم الإسلامي.
ويضيف الكواري: "هذه المواقف العنصرية المسعورة تجسد بصدق رفضكم وعدم قبولكم بحق الآخر في الفوز، وكأن النجاح حكر عليكم وحدكم، إنها اتهامات عنصرية بحتة، فشلتم في إقناع الرأي العالمي بها".
ويذكر كير أنه بعد سنوات من الانتقادات الغربية لظروف العمل السيئة في قطر، والاتهام بأن الدوحة اشترت الحق لاستضافة كأس العالم، فقد وصلت هذه الانتقادات إلى الذروة بعد اعتقال عدد من مسؤولي
الفيفا الشهر الماضي بتهم الفساد، وبعد استقالة رئيس الفيفا جوزيف
بلاتر.
وتستدرك الصحيفة بأن المزاج العام في الدولة الخليجية قطر يميل إلى المواجهة، حيث يؤيد القطريون حكومتهم وتأكيدها أنها لم تفعل شيئا خاطئا.
وينقل التقرير عن أحد الطلاب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قوله: "أظن أن كثيرا من الناس يعتقدون أن الانتقادات تنم عن الغيرة والعنصرية، والتمييز من الغرب وشعورهم بالاستعلاء أخلاقيا، وحتى الناس الذين ينادون بإصلاحات في ظروف العمالة، يشعرون بأن الإعلام (الغربي) لم يكن عادلا".
ويبين الكاتب أن قطر قد رصدت مبلغ مئة مليار دولار للقيام بمشاريع بنية تحتية تتعلق باستضافة كأس العالم، حيث بدأ العمل في أول خمسة استادات لكرة القدم من أصل ثمانية وفق الخطة.
وتوضح الصحيفة أنه يمكن تفهم المحاولات القطرية لدفع التركيز إلى الفيفا، إذا أُخذ بعين الاعتبار حجم الاستثمار، فيقول القطريون إن القضية هي قضية فساد في الفيفا، وليست في طريقة تقديم قطر لطلب الاستضافة وكسب الطلب. مشيرين إلى أن معظم تلك القضايا تتعلق بقضايا فساد حول استضافة جنوب أفريقيا لكأس العالم عام 2010.
وينقل التقرير عن وزير قطري سابق قوله: "ستقاتل الحكومة بكل ما تملك، وستقوم بالإعداد قانونيا لذلك، وإن كان هناك شك بأن دولة ما تطمع في سرقة حق استضافة كأس العالم، فستقوم قطر برفع قضية".
ويلفت كير إلى أن الاتهامات لقطر بكسب حق استضافة المونديال لعام 2022 عن طريق الرشوة، قد قادت إلى الدعوات بحرمانها منه، وخاصة بعد فضيحة الفساد داخل الفيفا، التي أثيرت الشهر الماضي.
وتجد الصحيفة أن على الدوحة تجاوز الصعوبات الحالية إن كانت تنوي النجاح في استخدامها لكرة القدم وسيلة لبسط نفوذها، وتمويل برنامجها للتطوير.
وينوه التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه بالإضافة لاستضافة كأس العالم، فإن قطر تملك أغنى ناد لكرة القدم في فرنسا، وهو "باريس سان جيرمان"، كما أن شعار طيران قطر يزين ملابس نادي برشلونة.
وينقل الكاتب عن مدير القسم القطري للمعهد الملكي للدراسات المتحدة "رويال يونايتد سيرفيسز" مايكل ستيفنز، قوله: "إنهم مصممون أكثر من أي وقت مضى على استضافة كأس العالم، فقد أصبح هذا المشروع مصدر فخر وطني".
وتورد الصحيفة أن متحدثا باسم مكتب الاتصالات الحكومية يقول إن بعض التقارير الإعلامية حول قطر، بما في ذلك الدعوات من جهات لمقاطعة المونديال" كانت "غير دقيقة وغير عادلة، وما نراه هو أن بإمكان تلك التقارير أن تكون أقرب للإنصاف".
ويفيد كير بأن قطر قامت باستئجار المزيد من المفتشين لمراقبة ظروف السلامة في أماكن العمل، وأنشأت نظام دفع آلي للعمال، بحيث تصلهم أجورهم بسرعة، وذلك رد فعل على الانتقادات الموجهة لها. كما أن المسؤولين يقولون إن بلدهم ليس الوحيد الذي يواجه الانتقادات بسبب استخدام عمالة أجنبية.
ويقول المتحدث باسم الاتصالات: "قمنا بما علينا في نواح مختلفة، بما في ذلك إصلاح ظروف العمال، ولكن هذه قضية عالمية ويجب النظر إليها عالميا".
وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت ذاته، فقد قامت عدد من دول الخليج، التي تعاني من انتقادات مشابهة، بالدفاع عن قطر، رغم الخلاف معها بخصوص دعمها للإخوان المسلمين.
ويتطرق التقرير إلى قيام وزراء الإعلام في مجلس التعاون الخليجي بتوجيه الإعلام الإقليمي للقيام بالرد على أولئك الذين يسعون للتشكيك في حق قطر في استضافة كأس العالم لعام 2022، مؤكدين أن مجلس التعاون يدعم قطر دعما كاملا.
ويذكر الكاتب أن قطر تنأى بنفسها عن مسؤول الفيفا السابق القطري محمد بن همام، الذي يتهم بالارتشاء، وتقول إنه لم يتدخل في طلبها لاستضافة الكأس عام 2022.
وتتابع الصحيفة بأن رئيس اتحاد الكرة القطري الشيخ حمد آل ثاني، انتقد رئيس اتحاد الكرة الإنجليزي غريغ دايك، الذي قال إنه سيشعر بعدم الارتياح لو كان في مكان قطر.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الشيح حمد قد قال في تصريح له: "نحث دايك أن يترك العدالة تأخذ مجراها، وأن يركز على تحقيق ما وعد به من بناء فريق كرة إنجليزي قادر على الفوز بكأس الفيفا عام 2022 في قطر".