تحول
جدار الفصل العنصري، الفاصل بين مدينة
القدس المحتلة، وبلدة الرام، جنوب شرق المدينة، إلى "ميدان تسلق"، حيث قفز عنه شبان فلسطينيون بغية أداء صلاة الجمعة الرمضانية الثانية.
صنع الشبان سلالم وحبالا، وآخرون ينقلون بمركباتهم العشرات، فيما يراقب بعضهم حركة الجيش الإسرائيلي، كل ذلك بهدف تأمين وصول المصلين إلى المسجد
الأقصى، بعيدا عن أعين سلطات الاحتلال.
من جهته، قال الشاب عبد الله خيري (اسم مستعار)، من
بلدة الرام: "منذ الخميس وأنا أعمل مع خمسة زملاء، على صناعة سلالم خشبية، وأحبال خاصة، لتسلق الجدار والوصول إلى الجانب الآخر منه، ومراقبة حركة الجيش حتى لا يغدر بالمصلين أو يمسك بهم.
وأضاف: "هذا الجدار (الفصل العنصري) لن يكون عائقا بيننا وبين القدس".
ويجني خيري مبلغ 30 شيكلاً (الدولار= 3.82 شيكلات)، عن كل شخص مقابل خدمات استخدام السلالم.
وتعمل مركبات خاصة على نقل عشرات الشبان الراغبين في الصلاة بالأقصى، وقال أحد السائقين: "نحن نعمل على نقل المصلين، كل من يمنع من دخول القدس يأتي إلى هنا يتسلق الجدار".
ويقوم أحد أفراد الفريق العامل معه بمراقبة حركة الجيش الإسرائيلي، على مدار الساعة، من على بناية سكنية مقابلة لموقع تهريب المصلين.
وعلى السلالم التي نصبها خيري، يصعد شبان، بلهفة وترقب، يقول أحدهم رافضا ذكر اسمه، خشية الملاحقة: "بضعة دقائق تفصلني عن القدس".
وأضاف: "لم أحصل على تصريح خاص للدخول للمدينة، لكن ذلك لا يمنعني من الوصول إليها والصلاة، رغم الحواجز العسكرية والجدار".
وكان الشاب في العام الماضي وقع في كمين للقوات الإسرائيلية، عقب تسلق الجدار الفاصل، وقال: "أمسكوا بنا العام الماضي، عقب تسلق الجدار، وتم الاعتداء عليّ بالضرب المبرح، وغرموني مبلغ 250 شيكلا، لكن ذلك لم يمنعني من العودة من جديد".
وقال شاب آخر، بينما كان ينتظر دوره للصعود على السلالم: "هنا نؤكد للاحتلال أننا قادرون على الوصول إلى مدينتنا المقدسة، وقتما نشاء، لا نحتاج إلى تصاريحهم.. نتسلق الجدار، ولن نمنع من قدسنا".