قال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، العميد غلام رضا جلالي، إن الحجم الهائل للسلاح الذي تشتريه السعودية يجعلها تتحول من منافس إقليمي إلى تهديد بالنيابة، والمنطقة تشهد مواجهة بين إيران والسعودية التي تنوب عن أمريكا في المنطقة.
ونقلت وكالة "فارس نيوز" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، عن العميد جلالي خلال اجتماع لقادة التعبئة بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بطهران ومراكز المحافظات، قوله :"إن إحدى المجلات المتخصصة في مجال المعدات العسكرية كتبت بأن السعودية اشترت وخزنت أسلحة بحجم أسلحة الصين".
وأضاف العميد، أن هذا "الأمر الذي يجعل السعودية تتحول من بلد منافس إلى تهديد بالنيابة حيث ينبغي علينا الاستعداد لنماذج جديدة من المواجهة".
وأوضح "بأننا الآن في مواجهة جادة مع الأمريكيين في مختلف الأصعدة وأضاف، أنه ينبغي علينا أن نفهم ما هي استراتيجية الأمريكيين والخطوات التي سيتخذونها والبرامج التي يتابعونها".
وأشار إلى القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة في منطقة الخليج العربي، معتبرا أن هذا الأمر يجعل من أمريكا وإيران جارتين عدوتين ومواجهتين لبعضهما بعضا.
وأشار إلى التغييرات في الإستراتيجية الأمريكية والتي أصبحت مصدرا للتطورات في المنطقة، مشيرا لتصريحات الرئيس الأمريكي الذي أكد بأنه على بلاده تغيير نهجها السابق في المنطقة لعدة أسباب، منها أن التواجد العسكري يكلف بلاده أثمانا باهظة، وأن حركات مقاومة تبلورت في المنطقة، وأن المعاداة لأمريكا في المنطقة أصبحت تترسخ داخل مجتمعاتها.
وأضاف، أن النهج الأمريكي الجديد هو عدم تدخل الأمريكيين في نزاعات المنطقة، وتابعت أمريكا هذا الأمر عبر حلفائها الإقليميين في الإطار اللوجيستي والإستخباري والاستشاري والتحالف السياسي في الأجواء الدولية.
وأوضح العميد جلالي بأن النهج الأمريكي خلق أنموذجا جديدا من التهديد في إطار الحرب النيابية، وأضاف، أن التحالف الذي تبلور بعنوان التحالف العربي بقيادة السعودية يشن الآن حربا شرسة ضد اليمن بدعم استشاري وتسليحي من جانب أمريكا والكيان الصهيوني.
واعتبر العميد جلالي التوتر مع السعودية بأنه يدور حول 5 محاور، مسجلا أن المحور الأول هو الحرب العقدية/الآيديولوجية بسبب ما وصفه بترويج السعودية للفكر التكفيري السلفي، فيما تدعو إيران للفكر الإسلامي الأصيل، على حد قوله.
وتابع أن المحور الثاني هو التهديدات الأمنية، والمحور الثالث هو المجال الاقتصادي ومن ضمنه انخفاض أسعار النفط، والمحور الرابع هو المجال "السايبري" والمحور الخامس هو المجال العسكري.
وصرح بأنه يمكن مشاهدة التدخل السايبري السعودي في حادثة مهاباد (شمال غرب إيران) التي وقعت قبل فترة، وأضاف أن الجهات الأمنية المختصة تقول بأن 80 بالمائة من الدعوات الموجهة للمواطنين للمشاركة في إثارة الاضطرابات إثر حادثة مهاباد كان مصدرها السعودية.
وتابع العميد جلالي، بما أن السعودية لا تمتلك فكرا ومدرسة عسكرية، فإنها تنفذ أوامرها وأساليبها عن طريق المستشارين الأمريكيين و"الإسرائيليين" (أي أن نماذج إسرائيلية أمريكية تواجهنا في الحقيقة)، وبطبيعة الحال فان لهذا التحالف العديد من المستويات ومنها المستوى السياسي حيث ينبغي على جهازنا الدبلوماسي ألا يسمح بتبلور تحالف ضد البلاد.
واعتبر أن الفكر العسكري في مجال الحرب قد شهد تغييرات أساسية، حيث برز عنصر بعنوان الإعلام في الحروب يلعب دورا أسياسيا جدا في تغيير طبيعة وشكل استراتيجيات الحروب.
وقال العميد جلالي، إن الأمريكيين توصلوا استنتجوا من الحروب الماضية أنهم سيتكبدون أضرارا فادحة في حال مواجهة دولة يمكنها تعبئة طاقاتها الشعبية في إطار قواتها المسلحة وأن تشكل جيشا من عدة ملايين، فهم يعتقدون بأنه يجب البحث عن استراتيجية تفصل الشعب عن الحكومة وأطلقوا على ذلك اسم عمليات الحرب بلا قاعدة ونفذوه لأول مرة في الحرب ضد العراق عام 2003 ونجحوا في ذلك.
وقال العميد جلالي بأنه على التعبئة أن تتمكن من إيجاد الحصانة في الأداء دعما للدفاع المدني للإذاعة والتلفزيون، وبهذه الرؤية تتحول التعبئة إلى عنصر استراتيجي احتياطي للإذاعة والتلفزيون.
وأكد بأن المحور الآخر هو موضوع إدارة الأزمة والجاهزية للرد، وأضاف أنه لو أصبحنا في ظروف طارئة فإنه على التعبئة أن تتمكن من الرد وأن تصبح محورا أساسيا في مجال الدفاع المدني.